أحصي النعم التي رُزِقت بها
كتب: أحمد عصمت
رئيس منتدى الإسكندرية للإعلام
يومًا بعد يوم، يصفعنا فيروس كورونا بلكمة على وجهنا وما نفعل شيئًا سوى محاولة حماية وجهنا. بعد مرور ما يقرب من قرن على أزمة الأنفلونزا، يقابل العالم وباء عالمي مجددًا. أصبح الجميع مجرد أرقام وعدد القتلى في تزايد.. والحالات المصابة تزداد بشكل هائل والقدرات الصحية العالمية قد لا تستطع مواكبة كل ذلك
أصبح العزل المنزلي هو الفعل السائد في وقتنا الحالي، نظرًا لأنه قد تم منع كل التجمعات الكبيرة، وحركة الطيران عُلِقَت والمطارات أُغلقَت.. كل بسبب انتشار كوفيد-19. كل جوانب الحياة تأثرت بسبب غلق التجارات الدولية وغلق الشركات المحلية أيضًا. تم إيقاف الدورات الرياضية، وألغت الأنشطة الثقافية وأغلقت جميع المؤسسات التعليمية
أثبتت جائحة فيروس كورونا أننا كبشر، نحتاج إلى إعادة التفكير في الكثير من قضايا الحياة.. لقد حان الوقت لأن نفكر في كيفية التعامل مع الأشياء البسيطة في حياتنا.. أصبح الآن السير إلى أقرب بقالة أو “سوبر ماركت” أو حتى فتح نافذتك نعمة.. الآن علمنا أن المعتقدات السابقة التي كانت تجزم أن الجلوس بمفردك يجعلك وحيدً، هو مفهوم خاطئ. بل بالعكس، عَلِمنا أن كون الإنسان محاطًا بالأشخاص الخطأ هو الذي يجعله وحيدًا كما لم يكن من قبل
الضوء الآن مسلط على “التباعد الاجتماعي”. لدى الكثير تفسيرات مختلفة لهذا المفهوم، ولكننا أدركنا أن التفاعل مع الآخرين هو شيء أساسي للجميع وأدركنا أن التواصل وجهًا لوجه هو الذي يجعلنا بشر، يجعلنا ما نحن عليه الآن
.بدأ الناس يفهمون أن الحوار مع بعضهم البعض لا يقدر بثمن
كان أول أسبوعين أو ثلاثة من الحجر الصحي يملؤهم الخوف إلى درجة أننا كنا نتشاجر على ورق التواليت أو المعكرونة. كنا خائفين بسبب جهلنا بما يحمل لنا كوفيد-19.. وما زلنا غير متأكدين من ماهيته. هناك مقولة تعبر عن أن الخوف ما هو إلا ظل للجهل.. وتلك المقولة الشهيرة هي بالتأكيد صحيحة. لقد صُدِمنا لأننا ببساطة جاهلين ونفتقر إلى المعرفة الأساسية حول التعامل مع مثل تلك الكوارث
من منظور دولي، كل المنظمات الدولية تحتاج إلى إعادة النظر في أولوياتها..التحالفات والترتيبات الدولية لن يكون حالها كما كان قبل كوفيد-19. هناك احتياج كبير إلى بيان جديد.. ونحتاج إلى إعادة النظر في أولويات أهداف التنمية
.فَكِر في تعاملك مع الحياة قبل جائحة فيروس كورونا وافهم أن كل شيء زائل.. وأخيرًا، أحصي النعم التي رُزِقت بها