أيام الحظر
- في السابع والعشرين من شهر مارس، تم فرض حظر التجوال في جميع أنحاء الجمهورية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. يعم الهدوء في جميع أنحاء البلد من الساعة السادسة مساءًا حتى السادسة صباحًا في اليوم التالي
القصص التي نشاركها معكم هي قصص رواها أعضاء مجتمع الجامعة الأمريكية يعبرون عن كل ما يشعرون به إثر فيروس كورونا المستجد وكل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها البلاد،ليخبروا الجميع كيف يقضون يومهم أثناء العزل المنزلي وعن تجربتهم مع التعلم عن بعد
في تلك الفترة، نود أن نوثق كل يوم وكل لحظة نمر بها، لذلك نرغب في أن نستمع إلى مجتمع الجامعة كله من الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس
إن كنت ترغب في مشاركة قصتك معنا، راسلنا على
اليوم الثامن والعشرين:٢٣ أبريل٢٠٢٠
عدد الإصابات في العالم: ٢،٧٢٣،٠٤٢
عدد الوفيات في العالم: ١٩٠،٩١٤
عدد الإصابات في مصر: ٣٨٩١
عدد الوفيات في مصر: ٢٨٧
دينا سعد
المدير المشارك للتنمية المهنية
مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والرقمية
في بعض الأحيان، نتمنى أن يتغير الواقع ولكن حين يحدث ذلك نتمنى أن نعود لما كنا عليه. أعتقد أن كثيرًا منا يعاني هذه الأيام من افتقادنا لحياتنا السابقة وذلك لما نعيشه بسبب وباء كورونا والحظر
.وأنا أيضًا، كنت فى أغلب الأوقات وبسبب ضغوطات الحياة أتمنى أن تهدأ وتيرة حياتى. لكنى بعد ستة أسابيع من الحظر، تعلمت أن أكون ممتنة لكل الظروف
فمنذ ١٩ مارس لم أذهب إلى الجامعة وأمارس مهام عملي من المنزل. ورغم انشغالي كل يوم بواجباتي المهنية والمنزلية إلا أن إحساس “الحبسة” صعب جدًا خصوصًا على شخص اعتاد الخروج من المنزل كل يوم
نضيف إلى ذلك وجود أفراد المنزل كلهم قيد هذا الحبس والطامة الكبرى عندما يكون من ضمنهم طالب جامعي شديد الحب للخروج، فالتعامل معه أصبح من الإنجازات التي يمكنني إضافتها إلى مهاراتى فى سيرتى الذاتية
.فبرغم “الحبسة”، ولكني ممتنة جدًا لتواجدي مع أسرتى الصغيرة أوقات أكثر من قبل
فى بداية الأمر، كان عدم خروجي مزعج جدًا خصوصًا عدم قدرتى على الذهاب الى منزل والدتي لخوفي عليها لانها كبيرة فى السن. فكرة أنني لم أر أمى ولا اخواتي منذ شهر ونصف، هى أكثر ما يوجعني هذه الفترة
لكن دائما ما أحاول أن أصبر نفسي وأصبر أمى هى الأخرى واتصل بها دائمًا. علاوة على أن فكرة أنني لن أفطر معاها فى رمضان – وهذه تعد أول مرة فى حياتى – تزيد من إحساسي بالألم والخوف لكني أحمد الله أنها بخير وصحة حتى لو لم أتمكن من رؤيتها
الآن، وبعد مرور هذه الفترة الطويلة استطيع أن أقول أنني وضعت نظامًا جديدًا لحياتي اليومية. مازال عملى يستحوذ على أكبر عدد من ساعات اليوم، لكن أيضًا هناك أشياء كثيرة في المنزل كانت مؤجلة أو لم يكن لها وقت و أصبح من الممكن أن أقوم بها الآن دون عجالة.. وذلك لأن طبيعة حياتي كانت ما هي إلا ماراثون يومي دون انقطاع
إن هذه التجربة ومع كل الصعاب التي نمر بها والحالة النفسية السيئة التي وقع بها الكثير مننا كفريسة لها، كانت بمثابة فرصة كبيرة لإعادة ترتيب الأولويات والهدوء فى ممارسة مهامنا اليومية بعيدًا عن الساقية اليومية التي ندور فيها
.صحيح الغد مجهول ومليئ بالخوف لكن منذ متى لم يكن الغد مجهولًا مهما رتبنا له وجهزنا أنفسنا
الأمل هو الشيء الوحيد الذى يجعلنا ننتظر الغد ولا نخاف منه. لدي أمل أن هذه الغمة ستزول وتعود حياتنا لطبيعتها ولكن هل سنكون تعلمنا دروس جديدة؟
هل أسلوب حياتنا سيتغير؟
هل سنعيد ترتيب أولوياتنا؟
هل اهتماماتنا ستتغير؟
الإجابات طبعًا تختلف من شخص لأخر. أنا شخصيًا أتمنى أن تكون الإجابة “نعم” لدى الجميع. أتمنى من كل قلبى حياة أفضل للجميع نقدر فيها كل الأوقات الحلوة والصعبة ونكون ممتنين لكل التفاصيل. رمضان كريم وكل عام وانتم بخير
For The Caravan’s previous diary entries in Arabic and English go to our COVID-19 Special Coverage page.