الحيوانات الأليفة: السادة الجدد لشوارع مصر الفارغة
تقرير: ريم المغربي
لقد قام بعض مربي الحيوانات الأليفة في مصر بإلقاء حيواناتهم خوفًا من انتشار فيروس كورونا المستجد [كوفيد-١٩] مما يُعرض حياة تلك الحيوانات للخطر
ومع فرض حظر التجوال على جميع أرجاء البلد من الساعة الثامنة مساءً حتى الساعة السادسة صباحًا أُجبَر الجميع على المكوث في المنزل للحفاظ على صحتهم. ومع قلة انتشار الناس في الشوارع، زاد انتشار الحيوانات الأليفة
ذكرت منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد دليلًا قاطعًا على أن الحيوانات الأليفة؛ الكلاب والقطط، تتسبب في عدوى فيروس كورونا، ولكنهم سوف يستمرون في إجراء المزيد من الاختبارات لمعرفة مدى تأثر الحيوانات بالفيروس
كما ذكرت أن هناك حالة إصابة واحدة لكلب في هونغ كونغ بفيروس كورونا ولكن تم التأكيد على أنه إلى الآن لا يوجد دليل على أن الحيوان الأليف ينقل العدوى للإنسان
ومن ضمن الحيوانات، ذكرت المختبرات الوطنية للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة بالولايات المتحدة الأمريكية أن النمر أُصيب بفيروس كورونا في حديقة حيوان برونكس في نيويورك. المشتبه به أن العدوى نُقلت إليهم من موظف يعمل في الحديقة
“.وأضافوا: “في الوقت الحالي، لا يوجد دليل يشير إلى أن أي حيوان، بما في ذلك الحيوانات الأليفة أو الماشية، يمكن أن ينقل عدوى كوفيد-19 إلى البشر
كما أشار مركز مكافحة الأمراض والوقاية إلى أن بعض فيروسات الكورونا تسبب أمراضًا تشبه أعراض البرد لدى البشر، بينما تتسبب بعض أنواع فيروس كورونا في أمراضًا لدى أنواع معينة من الحيوانات؛ مثل الأبقار والإبل والخفافيش
صرح عبد الرحمن يوسف، رئيس مجلس إدارة فريق انقاذ حيوانات القاهرة (Cairo Animals Rescue Team)، أن الناس في في مصر تلقوا شائعات ونصائح بالابتعاد عن جميع أنواع الحيوانات، وبالتالي بدأوا في التخلص من حيواناتهم الأليفة كوسيلة لتجنب كوفيد-١٩
فريق إنقاذ الحيوانات بالقاهرة (CART) هو فريق إنقاذ غير ربحي ومقره في الجيزة ويعمل القائمين عليه على إنقاذ الحيوانات المهجورة والمريضة والجرحى وغير المرغوب فيهم ويقدمون رعاية بيطرية عالية الجودة، وإعادة التأهيل والتعقيم، والعثور على منزل لهم
“.قال يوسف: “وسائل الإعلام المصرية مُصره من أول يوم إن الكلاب والقطط تنقل فيروس الكورونا. الناس اللي بيقولوا الأخبار دى معندهاش أي خلفية علمية
وأضاف أن الحكومة ساهمت في نشر هذه الشائعات لأنها وضعت تعليمات في مناطق المترو تشمل تحذير الناس من التفاعل مع الحيوانات الأليفة
قال يوسف أن الحيوانات الأليفة طالما كانت تعيش في الداخل وتم إطعامهم ورعايتهم من قِبَل أصحابهم ومن الصعب عليهم أن يتمكنوا من العيش في الشوارع. فمعظمهم ينتهي به الحال بالموت من عدم القدرة على البحث عن الطعام أو يتم قتلهم من قِبَل أو حيوانات أخرى
وأكد أن CART تحاول استيعاب أكبر عدد ممكن من الحيوانات التي هجرها أصحابها ولكن مواردهم [الملاجىء] محدودة
“.قال يوسف: “احنا قاعدين بنحاول نلم (حيوانات أليفة) على قد مانقدر ومش لاحقين من كمية الحيوانات اللي اترمت
بالإضافة إلى محاولة مساعدة العديد من الكلاب الضالة، تحاول العديد من المنظمات أن تنشر الوعي حول هذه المسألة وأن تثقف الناس لمنعهم من التخلص من حيواناتهم
حيث نظمت جمعية حقوق الحيوان (ARA)، وهي منظمة طلابية بالجامعة الأمريكية في القاهرة تهدف إلى حماية حقوق الحيوان، حملة توعية لهذا الغرض
قالت زينة حلمي، طالبة هندسة البناء والشريكة المؤسسة والرئيسة السابقة لجمعية حقوق الحيوان (ARA) والتي تدير الحملة :”تحاول ARA تعزيز الوعي قدر الإمكان من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الناس على عدم التخلي عن حيواناتهم الأليفة وتشجيعهم أيضًا على التبرع للملاجئ الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة
قالت سارة صالح، طالبة فنون جميلة في السنة الثالثة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إنه يجب على مالكي الحيوانات الأليفة إجراء بعض الأبحاث قبل اتخاذ إجراءات صارمة كما أن التخلي عن حيواناتهم الأليفة يظهر نقصًا في التعاطف والمسؤولية
قالت صالح: “أعتقد أنه أمر يظهر عدم المسؤولية ومن المؤلم بالنسبة لي أن أتخيل التخلي عن حيواني الأليف. لا يجب أن يكون رمي الحيوانات في الشوارع خيارًا مهما كان، فهناك العديد من الطرق التي يمكن التعامل معها حتى لو كان ذلك صحيحًا