FeaturedHome PageOpinion

محاربة الفيروس بالبيجاما والمقرمشات

في السابع والعشرين من شهر مارس، تم فرض حظر التجوال في جميع أنحاء الجمهورية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. يعم الهدوء في جميع أنحاء البلد من الساعة السادسة مساءًا حتى السادسة صباحًا في اليوم التالي

القصص التي نشاركها معكم هي قصص رواها أعضاء مجتمع الجامعة الأمريكية يعبرون عن كل ما يشعرون به إثر فيروس كورونا المستجد وكل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها البلاد،ليخبروا الجميع كيف يقضون يومهم أثناء العزل المنزلي وعن تجربتهم مع التعلم عن بعد

.في تلك الفترة، نود أن نوثق كل يوم وكل لحظة نمر بها، لذلك نرغب في أن نستمع إلى مجتمع الجامعة كله من الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس 

إن كنت ترغب في مشاركة قصتك معنا، راسلنا على

caravannews@aucegypt.edu

اليوم الثاني عشر: ٧ أبريل ٢٠٢٠

عدد الإصابات في العالم: ١،٤٤٤,٨٢٢

عدد الوفيات في العالم: ٨٣،١٠٣

عدد الإصابات في مصر: ١،٤٥٠

عدد الوفيات في مصر: ٩٤

منه هارون

طالبة قسم الصحافة ومحررة في القافلة

 

يوم الجمعة الثالث عشر من مارس، كان من المفترض أن يكون يوم حفل عيد ميلادي الثاني والعشرون ولكن عوضًا عن ذلك انضم إلى قائمة أسوأ ليالي حياتي. لم أكن أصدق أن فيروس كورونا سيكون خطر حقيقي بذلك الشكل. فذلك الفصل الدراسي هو آخر فصل دراسي لي بالجامعة، فكنت أرفض تصديق آي شئ يجعل افتراضية إلغائه ممكنة، حتى ذلك اليوم. حينما علمت أن الدراسة ستكون اونلاين

!ولانني أسكن في سكن الطلبة، وجب عليّ الرجوع إلى بيت عائلتي، فكان عليّ توديع أصدقائي وأنا أعلم أن تلك الأيام كانت آخر أيامي الجامعية معهم. وكم كان ذلك شىء صعب

وجب عليّ أن أرجع إلى بيت عائلتي وأن أبقى به بسبب حظر التجوال. وهو عكس طبيعتي مئة بالمئة، فأنا لا اجلس بالبيت إلا من اجل النوم أو لإكمال أعمال الجامعة. وبالرغم من انني حاولت المماطلة، وتأجيل ذلك القرار، إلا أنه وجب تنفيذه، وكان بمثابة إنتهاء العالم بالنسبة إلي

.ولكنه لم ينتهي، ولا أعتقد أنه سينتهي قريبًا. فها أنا اليوم، بعد ثلاثة عشر يوم من بقائي بالمنزل، أستطيع القول، أنني تأقلمت

أشعر بالطبع أنني مفتقدة شئ، ولكني لا أشعر بالملل. فبالرغم من أنها جائحة وكل العالم في حالة من الذعر -ودعوني لا أنكر أنه أحيانًا ما تجتاحني نوبات من الحزن والغضب- إلا أنني أرى في ما يحدث القليل من المرح والتجربة

فأصبحت كل زيارة لي إلى “السوبرماركت” في البناية المجاورة، هي عبارة عن مغامرة، هل إلى البيت حاملة اللبن وأكياس المقرمشات؟ أم سأعود ومعي ذلك الفيروس اللعين الذي قد يقتلني أنا، وجميع أفراد أسرتي؟

“.ومن ضمن الإيجابيات التي عادت إليّ بسبب ذلك الحظر، هو رحلتي ذهابًا وإيابًا من وإلى المطبخ الساعة الثالثة فجرًا دون أن تعلق أمي على ذلك.. لن تكون “هي والحظر على

.بالإضافة إلى أنني لم أعد أشعر بالخجل إذا رآني أحد ب”البيجاما”، فذلك أصبح الزي الرسمي لي في كل الأوقات

 .أحضر به كل محاضراتي الإلكترونية، وأدردش به مع أصدقائي في مكالمات الفيديو طوال اليوم، وأذهب به إلى فسحتي الوحيدة، السوبرماركت

في الحقيقة، أنا لا أمانع كوني طالبة في ظل الظروف الراهنة، نعم التواصل أصبح أصعب، وصار هناك العديد من الأشياء الصعب بعض الشيء القيام بها. فكم أفتقد المذاكرة مع أصدقائي وتناول الفطور سويًا، ولن تكون مبالغة حين أقول أنني أفتقد الذهاب إلى محاضرة الثامنة والنصف صباحًا منهكة

ولكن ما يؤسفني هو حال بعض أساتذة الجامعة، وخصيصًا من يقومون بتدريس المواد النظرية.. بسبب التجاهل الذي قد يواجهوه من قِبَل طلابهم.. فيسأل الدكتور سؤال ولا يتلقي سوى:”سمعينك يا دكتور”، كل بضعة دقائق

.في النهاية، أري أنها تجربة فريدة من نوعها، لم تحدث من قبل، وأتمنى من كل قلبي أن تنتهي قريبًا، وأن تظل هكذا، فريدة، ولا تتكرر مجددًا

For The Caravan’s previous diary entries in Arabic and English go to our COVID-19 Special Coverage page.