FeaturedHome Page

الشراء بكميات كبيرة وأثره على الاقتصاد المصري

تقرير:فريدة الديب

تتجه العديد من العائلات المصرية إلى الشراء بأعداد كبيرة للتأكد من كمية المخزون المنزلي في أوقات الضرورة، خاصًة منذ أعلن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي حظر التجول الليلي من الساعة ٧ مساءً إلى ٦ صباحًا لمدة ١٥ يومًا بدءًا من ٢٤ مارس.

قال حامد حسونة، الممثل الإقليمي في اتحاد المصارف العربية الفرنسية (UBAF) وأستاذ دراسات عليا في العلوم المالية والمصرفية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، أن المستهلكين بدأوا في الشراء بأعداد كبيرة منذ أواخر الأسبوع الماضي كموجة ثانية بعد الموجة الأولى التي جاءت قبل العاصفة الرعدية التي ضربت البلاد منذ أسبوعين.

وأضاف:”كان شراء الناس ردًا طبيعيًا على شائعات فرض حظر التجوال دون رؤية واضحة لسريان مدة الحظر.”

شرح حسونة أن الشراء بأعداد كبيرة يؤدي عادًة إلى مشاكل في التوريد، مما يخلق نقصًا في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية ويؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار وظهور سوق موازي لبيع السلع الأساسية؛ ألا وهو السوق السوداء.

قال:”عادةً ما تشهد أسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية قفزات في الأسعار بعد زيادة شراء المنتجات بأعداد كبيرة.”

وأضاف حسونة أن ارتفاع الأسعار يحدث بسبب ارتفاع الطلب على السلع الناقصة. وأكد أن عادًة ما تعود الأسعار إلى المستويات الطبيعية بعد عودة توريد السلع إلى مستوياتها السابقة وهذا يعني أن الزيادة في الأسعار هي زيادة قصيرة  المدى.

فقال: “إن الشراء بأعداد كبيرة يكون بسبب توقع الناس نقص المخزون من المواد الأساسية. هذا النقص عادة ما يُتوقَع حينما يواجه الشعب أزمات طبيعية وحروب أو أوبئة.”

يعتقد حسونة أيضًا أنه لن يتم فرض أي قرارات من السوبرماركت لمنع الشراء الناتج عن الذعر الذي عادةً ما يكون بكميات كبيرة. 

وأضاف أن وضع سياسة أو نظام للصناعات المختلفة يضمن وجود منافسة قوية وموارد كافية مما سيؤدي إلى انخفاض الأسعار.

قال جورج عياد، نائب رئيس محلات أوسكار جراند، للقافلة إن الشراء بأعداد كبيرة هو سلوك عادي ناتج عن كمية العرض والطلب.

وأضاف عياد أنه من ناحية أخرى، سعر وطلب المواد الخام المستخدمة في تصنيع هذه السلع يرتفع أيضًا مما يتسبب في تأثر العرض.

وقال أنه إذا أنتج المصنعون المزيد من المنتجات، سيكون هناك خطر وجود فائض من السلع عند زوال الطلب. وأضاف أن بعض الشركات التي تنتج منتجات متخصصة تحصل على طلب أقل من العملاء في أوقات الذعر أو الخوف.

شرح عياد: “شراء المنتجات المتخصصة يمكن أن يتسبب في خسائر لمعظم المنتجات في المتاجر التي لها تواريخ انتهاء صلاحية ويجب بيعها في إطار زمني محدد. فإن تجديد المنتجات على الأرفف هو عبء ثقيل ويسبب الكثير من المشاكل والتأخير حسب حجم السوبر ماركت.”

وأضاف أنه ستكون هناك آثار طويلة وقصيرة المدى بسبب الشراء بأعداد كبيرة

قال عياد: “تشمل القاعدة التي يمكن تنفيذها وضع حد لكل متسوق ولكن يجب أن تفرض الحكومة ذلك لكي تؤخذ على محمل الجد.”

قالت فرح حسن، طالبة الإتصال والفنون الإعلامية بالجامعة الأمريكية، أنها لم تشتري هي أو عائلتها السلع الضرورية بكميات كبيرة لأنهم يعتقدون أن محلات السوبر ماركت ستعيد تخزين الأرفف خاصة مع تزايد الطلب

وأضافت:”نحن كمصريين كنا في وضع مماثل من قبل، خلال ثورة ٢٥ يناير، شعر الناس آنذاك  بالذعر من أجل تلبية احتياجات الأسرة والبقاء على قيد الحياة.”

قالت حسن أن في الوقت الحالي، يعتقد الناس أن هذا الوباء لن يتم حله في غضون أسابيع أو شهور، إنهم يشعرون بالذعر من أجل البقاء. وأضافت أن الناس يعتقدون أن الغذاء ومستلزمات المنزل لن تكون متاحة في الأسبوع أو الشهر التالي.

وأضافت:”يجب على المتاجر الكبرى البدء في الترويج لإعادة تخزين الأرفف وتوفير بعض المنتجات لكبار السن حتى بالنسبة لأولئك الذين لا يمكنهم الذهاب إلى السوبر ماركت في المواعيد المحددة لكبار السن. لذلك لن يشتري الناس بهذه الكمية الهائلة.” 

 

وتعتقد حسن أن أصحاب المتاجر الكبيرة وسلاسل الصناعات الغذائية هم الأشخاص الوحيدون الذين يستفيدون من مشكلة الوباء والأشخاص الذين يشترون  بالذعر.

قالت مريم عبد المنعم، طالبة التصميم الجرافيكي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أنها لم تذهب هي أو عائلتها للشراء بكميات كبيرة، خاصًة الطعام، لأن كل أنواع الطعام لها تاريخ انتهاء صلاحية ولن يكون هناك أي فائدة من شراء كميات ضخمة ثم الإلقاء بالطعام الغير المستخدم.

وأضافت: “إن الأشخاص الذين يميلون إلى الشراء بأعداد كبيرة يعتقدون أنه لن يكون هناك المزيد من المنتجات ولكن هذا غير صحيح.” 

من ناحية أخرى، لا تعتقد عبد المنعم أن المصريين الذين يشترون بأعداد كبيرة سيتأثرون بفرض حظر التجول لأنهم اشتروا بالفعل كل ما يحتاجونه.

وعلقت أن السوبر ماركت يمكنه  فرض قاعدة تنص على أن كل شخص يمكنه أن يشتري عدد معين من أي منتج.