كوفيد-١٩: قلق الطلاب بسبب وسيلة التعلم الجديدة
تقرير : مريم زقزوق
في يوم الجمعة الموافق ١٣ مارس، تلقى طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة رسالة بريد إلكتروني من فرانسيس ريشارديوني، رئيس الجامعة بالتغييرات الجديدة والإجراءات التي تم اتخاذها حديثًا في ظل انتشار فيروس الكورونا المستجد (كوفيد–١٩).
أعلن مكتب الرئيس يوم ١٣ مارس ، أن إجازة الربيع التي كان من المقرر لها أن تبدأ في الثاني عشر من شهر أبريل قد تم تقديمها لتبدأ يوم ١٤ مارس، وأن اعتبارًا من ٢٢ مارس، ستعمل الجامعة بالكامل عبر شبكات الإنترنت لفترة تجريبية مدتها أسبوعان..
استقبل الطلاب البريد الإلكتروني بحالة من الذعر تخوفًا من تجربة التعلم عبر الإنترنت.
قالت فرح جلال، طالبة في قسم الأنثروبولوجيا، أي علم الإنسان: “ما يجعلني قلقة للغاية ليس الدراسة عبر الإنترنت ولكن كونها تجربة، لذا أتساءل عما سيحدث إذا لم تنجح، خاصة وأنني أدرس بعض المواد العملية“.
وفي الوقت نفسه، يقود اتحاد الطلاب سلسلة من المفاوضات مع ريشارديوني و إيهاب عبد الرحمن، الرئيس الأكاديمي للجامعة بشأن التدريس عبر الإنترنت من أجل تهدئة ذعر الطلاب. فقد قاموا بنشر سلسلة من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز الوعي حول فيروس كورونا بالإضافة إلى نشر جميع التحديثات المتعلقة بالنظام التعليمي عبر الإنترنت لنشر الوعي.
قال محمد فقي، رئيس اتحاد الطلاب: “تتحول الجامعة حاليًا إلى وسائل التدريس عبر الإنترنت، ومبرراتها حول قرار تقديم عطلة الربيع هي تدريب أعضاء هيئة التدريس على الوسائل التي سوف يستخدمونها“.
تحدث اتحاد الطلاب الرئيس الأكاديمي للجامعة للتأكد من عدم وجود أي اختبارات خلال فترة الإجازة المُقدمة وفترة العزل لضمان حق كل طالب وكل أستاذ.
شرح فقي أن الطلاب بحاجة إلى الاستعداد للتعامل مع أساتذتهم أونلاين، لأنهم لا يزالون في المرحلة التجريبية، فالتجربة تعد جديدة بالنسبة إلى الطلاب والأساتذة معًا.
قالت دينا برعي، نائبة رئيس مكتب الحياة الطلابية بالجامعة :”ثقوا بأننا في البداية وأننا نخطط. نحن معًا في هذا الوضع و مضطرون إليه، فهذا ليس خيار الطالب أو خيارنا ويمكن أن يكون التغير مثيرًا للاهتمام“.
وأضافت :”كونوا منصفين، امنحوا الأساتذة فرصة للأسبوع الأول. وإن ساء الأمر، تواصلوا مع رئيس القسم. إذا لم يستجب، تواصلوا مع عميد الطلاب وسيتأكد من إيصال الرسالة وأن تؤخذ قضيتك في الاعتبار“.
يعبر الطلاب عن قلقهم على صفحة طلاب الجامعة “Rate AUC Professors” بشأن المواد العملية أو المواد القائمة على الممارسة قائلين إن تلك المواد تتطلب استعمال المختبرات ومعدات خاصة تكون متاحة فقط في الحرم الجامعي.
قال فقي:”طلبنا من الرئيس الأكاديمي للجامعة أن يتوصل إلى حل لهذه المشكلة بالضبط، وقد طلب أسبوع العطلة الربيعية كمهلة للتوصل إلى حل“.
قالت سلمى إيهاب، نائبة رئيس اتحاد الطلاب، إن الأمر يتعلق بالأمان وإن وجود الطلاب في المختبرات عكس إجراءات السلامة التي تتخذها الجامعة حاليًا.
قالت ايهاب :”لقد تم منح الأساتذة الوقت لإعادة تعديل مناهجهم حسب الحاجة، خاصةً في توزيع الدرجات. سبب آخر لقلق الطلاب هو تأجيل جميع الامتحانات“.
من حسن الحظ أن العديد من الجامعات قد تبنت نظام التعليم عبر الإنترنت بالفعل. على سبيل المثال، بدأت الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) باستخدام نظام التعليم عبر الإنترنت الفصل الماضي ، بسبب المظاهرات التي قامت في لبنان، واستخدموه مجددًا منذ ثلاثة أسابيع.
قال معتز الهلالي، أستاذ مساعد في كلية ادارة الأعمال بالجامعة الأميركية في بيروت :”هذه ليست المرة الأولى التي نقوم بالتدريس فيها عبر الإنترنت، استخدمناها في فترة الثورة في الفصل الدراسي الماضي. العملية سلسة والنظام يعمل بشكل جيد. كما أنه مرن ولدى الطالب كلا الخيارين إما حضور المحاضرة أو مشاهدتها لاحقًا“.
قال الفقي:”لا ينبغي أن يكون الطلاب مذعورين بشأن تعليمهم، فهي مسؤولية تقع على عاتق الجامعة. بدلًا من ذلك، يجب أن يركزوا في رعاية أنفسهم وعائلاتهم في هذه الأوقات الصعبة“.
ونصحت برعي الطلاب بالتحدث مع بعضهم البعض وتبادل الخبرات، والاتصال بمركز العلاج و الاستشارة النفسي بالجامعة لحجز مواعيد “أونلاين” عبر برنامج زوم، لأن كل ما نحتاجه أحيانًا هو شخص نتحدث إليه.