صـراع الهويـة في مسـرحية «نورا» في الجامعة
تقرير: ريم المغربي
قام طلاب الجامعة الأمريكية بأداء مسرحية (نورا)، التي تناقش القضايا المهمة التي نواجهها في حياتنا اليومية مثل صراعات الهوية والنفاق، والأهم من ذلك أنها تلقي الضوء على العراق، وذلك في في الثامن عشر من شهر فبراير.
المسرحية من تصميم هيذر رافو وإخراج جيليان كامبانا.
قالت رافو: “لقد أحببتها، أحببت كل الأبحاث التي قام بها الطلاب. أنا أحب تجسيدهم للأدوار؛ إنهم يعيشون أدوارًا كاملة وأحببت رؤيتها الليلة لأول مرة مع جمهور مصري لمعرفة رد فعلهم.”
وأضافت أن مشاهدة المسرحية في مصر تختلف تمامًا عن مشاهدتها في بلدتها الأم.
تدور المسرحية حول عائلة مسيحية كلدانية، أي أتباع العراقية الآشورية للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية التي تنبع من كنيسة الشرق، فرت من منزلها في الموصل في العراق إلى نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت العائلة قد حصلت للتو على الجنسية الأمريكية بعد ثماني سنوات من الإقامة في الولايات المتحدة، وتريد نورا، الأم، أن تخطط لحفلة عيد الميلاد المثالية للاحتفال.
ولكن يتسبب وصول لاجئ عراقي في نشوب النزاعات ويكشف الكثير من الأسرار التي احتفظت بها نورا وزوجها، طارق.
ألقت المسرحية ضوءًا على التخلي عن الماضي وضرورته في بعض الأحيان، وأوضحت محاولة المرء في الموازنة بين التخلي عن الماضي وتناسيه وبين الاحتفاظ بالثقافة والعرق.
وقالت رافو: “لا يتعلق الأمر بالرحيل على حدا والمضي قدمًا على حدا، بل بالاثنين في آنٍ واحد. أعتقد أن شخصية نورا وجميع الشخصيات في المسرحية يجب أن يوازنون بين الأشياء التي يجب علينا جميعًا موازنتها في الحياة ، لكن الأمر صعب للغاية.”
تشعر نورا بالسوء لتركها موصل، بل وتشعر بأنها تخسر كل شيء كوّن شخصيتها ولعب دورًا محوريًا في حياتها ولمت رغم كل شيء تحاول أن تكون سعيدة في بلدها الجديدة لكنها لا تود فقدان هويتها. إنها تكافح بأن يحافظ يزن، ابنها، على متابعة الثقافة العراقية حتى لا يفقدها أبدًا.
وبعد حصولها على الجنسية الأمريكية، تتساءل عن ماهية هويتها وتبدأ في إعادة الاتصال بماضيها مرة أخرى. فيبدأ الصراع بين ذاتها الأمريكية العراقية.
دفعها شعورها بالعار والذنب التكفل بمصاريف سكن لاجئة عراقية تدعى “مريم.” وتدعو مريم إلى حفل عيد الميلاد في منزلها ولكن عندما تصل، تلاحظ أن مريم حامل بطريقة غير مشروعة.
فبدأت بإصدار الأحكام المسبقة عليها ولم تعد تتحمل وجودها، ولكن من ثم تشعر بالذنب وتحاول إعادتها لعشاء حفل عيد الميلاد.
تناولت المسرحية أيضًا قضية الحكم المسبق على البعض، حيث نكتشف لاحقًا أن مريم هي في الواقع ابنة نورا التي تخلت عنها لتجنب العار لأنها أيضًا حملت بها بطريقة غير مشروعة.
وعلى الرغم من أن نورا نفسها قد فعلت ما تعتبره عملاً مخزيًا، إلا أنها استنكرت ما فعلته مريم.
قالت نادين عبد الرازق، بطلة المسرحية:”أعتقد أنها مشكلة في الشرق الأوسط بشكل عام. وميل البعض إلى أن سرعة الحكم المسبق مما يمكن أن يجعل منهم منافقين.”
استطاع هذا العمل الفني أن يكسر الصورة النمطية التي رسمها البعض عن المسلمين، من خلال شخصية رافع، الذي يلعب دور صديق العائلة المنفتح على الرغم من ديانته. لا تعتبر هذه الطريقة هي الأمثل، ولكنها استطاعت كسر الصور النمطية التي عادةً ما تُرسم في الأعمال الفنية.
وقال هشام عبد الرازق، مساعد المخرج وأخو نادين: “المسلم عمومًا يُرسم على أنه شخصية إرهابية، محافظ، صارم،.ولكن رافع هو الأكثر تقدمًا عنهم جميعًا، وهذه طريقة لطيفة لرسم تلك الشخصية.”
حاولت المسرحية تثقيف الجمهور حول ما حدث بالضبط في العراق ومقدار ما ضاع بالفعل حيث كان هناك معرض صغير أمام مدخل القاعة يحتوي على الكثير من المعلومات حول العراق.
وفقًا إلى موسوعة بريتاسيا، غزت القوات الأمريكية العراق في مارس ٢٠٠٣،، متعهدة بتدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية وإنهاء الحكم الديكتاتوري لصدام حسين.
وفقدت الحرب الدعم الشعبي عندما أثبتت مخابرات أسلحة الدمار الشامل أنها مجرد وهم واندلع تمرد عنيف. تم القبض على صدام حسين ، ثم حُكم عليه بالشنق وعقدت انتخابات ديمقراطية.
في السنوات التي تلت ذلك، قتل ما بين ١٥١٠٠٠ إلى ٦٥٤٩٦٥ مدني عراقي. وتظل الأسئلة قائمة حول الوضع السياسي العراقي المتقلب.
عرضت المسرحية لأول مرة على مسرح جيرهارت في الجامعة الأمريكية، واستمر العرض حتى ٢٠ فبراير. ثم عُرضَت أيضًا على مسرح الفلكي في الجامعة في التحرير من ٢٥ إلى ٢٨ فبراير.