شباب اليوم وموجة تبلد المشاعر
كتبت:اية أبو شادي
نائبة تحرير قسم اللغة العربية
وصلنا إلى عام ٢٠٢٠، ولكن يبدو أن تقدم السنوات ونضوجنا أصبح له معنى واحد فقط، ألا وهو تبلد المشاعر شيئًا فشيء.
فعلى ما يبدو أن شباب اليوم حريصون جدًا على مشاعرهم ولا يودون إظهارها للجميع، حتى لآبائهم وأفراد عائلتهم.
.فموجة تبلد المشاعر مستمرة في الانتشار بين الأجيال الجديدة
وهنا، لا أتحدث عن المشاعر بمختلف أنواعها؛ بل أعني بكلامي هذا مشاعر المودة والمحبة تحديدًا. لأن إظهار الكراهية والاصطناع والتبلد أصبح شيء شائع جدًا في يومنا هذا، على عكس إظهار المشاعر الطيبة. ليس فقط ذلك، بل في حقيقة الأمر أن شباب اليوم باتوا يشعرون بالفخر والاعتزاز عندما يصفهم أحدًا بتبلد المشاعر، أو بأنهم لا يتأثرون بالأمور الحياتية و لا يأخذونها على محمل الجد – مثل الأجيال السابقة
فجمود القلب و كتمان المشاعر الطيبة أصبحوا “تريند” يراه الأخرون ويصفونه بأنه “قوة” لا بد منها في هذه الحياة.
ولكنني أعترض بشدة على هذه الأفكار المُمَجدة. لأن لو ظلت مشاعرنا متبلدة، فماذا سيبقى لنا؟
بالرغم من كل ذلك، إني على يقين أن من يصرون على إخفاء مشاعرهم والتظاهر بعدم الاكتراث ليسوا قساة القلب بالفطرة. بل هم أشخاص خائفون من العالم ولا يريدون أن يتحملوا آلام وجراح ومواقف مسيئة سبق وأن شاهدوها على التلفاز أو حتى بين أصدقائهم وأفراد عائلتهم.
لأن الحقيقة هي أن هذا الجيل شهد الكثير مما لم يشهده من سبقه؛ سواء كانت مواقف سياسية مشينة أو مشاكل عائلية مؤلمة أو كوارث عالمية تهدد حياة كل سكان الأرض. فهم لا يريدون شيئًا سوى حماية أنفسهم من الخيانة والخسارة و الأكاذيب والأوهام والوعود الفارغة والتعلق الشديد بأحدهم الذي ينتهي نهاية سيئة، أو بالأمال الضائعة والأحلام التائهه وغيرها.
فيظنون أن تلك هي الطريقة الوحيدة، لأن كل النهايات حزينة ومُخزية. قد تلاحظون أنني أتكلم بثقة وتأكد نيابة عن جيل بأكمله، وهذا لأني جزءً لا يتجزأ من هذا الجيل، فأفكارهم التشاؤمية ورغباتهم في تفادي الضعف وقلة الحيلة هي نفس أفكاري ورغباتي.
ولكني أحاول التعافي من نظرة الجمود والقسوة تلك، واأمل أن يتعافى الآخرون أيضًا.