قسم العلوم السياسية يحتفل بالخماسين
تقرير: مونيكا نجيب
تُعتبر“الخماسين” رياحًا إقليمية، ولكنها أيضًا اسم يُطلَق على المجلة العلمية الصادرة عن قسم العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
عادت المجلة بمقالات وأبحاث علمية من كتابة طلاب وخريجي الجامعة في عددها الأول –في فبراير ٢٠٢٠– بعد توقف إصدارها لفترة طويلة.
احتفل قسم العلوم السياسية في الجامعة بإعادة إحياء “الخماسين” في حضور الأستاذة رباب المهدي، رئيسة القسم، بالإضافة إلى طلاب القسم، وذلك يوم الإثنين الموافق١٠ فبراير لهذا العام.
تأتي رياح الخماسين محملة بالرمال فتُغير طبيعة الجو مثلما تعمل مجلة الخماسين على التغيير من خلال مجتمع الجامعة الأمريكية.
قالت المهدي: “نظرًا لأننا نعتقد أن السياسة (بشكل عام) تدور حول التغيير، فالخماسين هي الرياح التي تحث على تغيير المشهد، والخماسين هي أيضًا نوع من الرياح الإقليمية لذا (فهي) تمثل عامل التغيير لأنها تصدر من الجامعة الأمريكية والتي تعد جزءًا من المنطقة العربية وتحث الأجيال الجديدة على التغيير“.
ومن أبرز معالم هذا العدد أيضًا هو التواجد القويّ للنساء، فلقد أُنتَج هذا العدد من قِبَل النساء فقط.
قالت المهدي: “أنا فخورة للغاية بأن كل القائمين على العدد الأول نساء، فإن رئيسة القسم امرأة، والمؤلفين الخمسة أيضًا نساء“.
ولكن المهدي أوضحت أن احتكار السيدات لهذا العدد هو بمثابة صدفة ذات معنى وتأثير إيجابي، ولكنها على صعيد آخر لا تعني استمرار ذلك في بقية الأعداد.
المؤلفات الخمس هن جيهان فايد، مريم العشماوي، كيتلين جنود، مريم عبد العاطي وياسمين حافظ، وشرحت المهدي أن المؤلفات جميعهن ينتمين إلى قسم العلوم السياسية.
تنوعت كتابات المؤلفات من حيث النطاق التاريخي والجغرافي، حيث ناقش كل بحث علمي أحداثًا دارت في زمن مختلف وبلدة مختلفة، بدايةً من مصر في القرن التاسع عشر حتى الانتفاضة العربية المعاصرة، أو الأزمة بين مصر وإثيوبيا، أو الوضع في سوريا وأزمة اللاجئين.
قالت منال أحمد، خريجة قسم العلوم السياسية وإحدى الحاضرين، إنها سعيدة بالعمل الذي قدمته النساء، وأضافت أن هذا يظهر قدرات النساء بوجه عام في شتى المجالات، خاصًة في الموضوع المتعلق باللاجئين الذي نشرته فايد ليكون أكثر المواضيع جدلًا لهذا العدد.
قالت فايد، مؤلفة البحث العلمي“اللاجئين، المخيمات والمدينة“: “البحث العلمي يتعلق بفهم المخيمات عبر المدينة، وفهم المواطن من خلال اللاجئ“.
وأشارت فايد إلى أن المواطن والدولة هما مفهومان يبدوان قويين جدًّا، على عكس المخيمات التي عادةً ما تعكس ضعف اللاجئين الذين يقيمون بها.
وأوضحت: “كونك لاجئًا لا يعني أنك شخصية هشة غير مجدية، (بل بالعكس) يمكنك أن تصبح شخصية فعّالة“.
وأضافت أنها حاولت خلط تلك المفاهيم ومطابقتها في بحثها العلمي التي تعتبرها خطوة أولى جيدة، حيث إن “الخماسين” تشجع الطلاب على أن ينتجوا بشكل أكثر فاعلية.
أما بالنسبة إلى القراء من خارج الوسط الأكاديمي، فالفائدة العائدة على أفراد الأسر وكبار السن تعتبر فائدة مهمة تعطي منظورًا مختلفًا، خاصة إذا كانوا يعملون في مجال السياسة حيث تري فايد ان ورقتها البحثية من الممكن أن تقرب المسافة بين وجهات نظر كبار السن والشباب السياسية.
حرصت المهدي علي التنويه لعدد ربيع ٢٠٢٠ موضحة أن نشر الطلاب لأبحاث علمية يعتبر خطوة رائعة خاصةً وهم على وشك التخرج.
وذلك لأنه عند التقدم للحصول على درجة علمية بعد البكالوريوس، أو الحصول على وظيفة في مجال الصحافة، أو العمل بالأمم المتحدة أو المؤسسات غير الهادفة للربح، يتم دائمًا طلب تقديم نماذج من أبحاث المتقدم للوظيفة.
وأضافت المهدي أن نشر الأبحاث والمقالات في المجلة العلمية لقسم العلوم السياسية بالجامعة يضيف مصداقية في السيرة الذاتية للمتقدم للوظيفة.
وأوضحت أن جميع طلاب الجامعة من كل التخصصات الدراسية يمكن أن يتقدموا بأبحاثهم للنشر بالمجلة. وأضافت أنه ستعقد مسابقة سنوية متزامنة مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يقدم فيها الطلاب مواضيع متعلقة بالحركة النسائية، وسيتم نشر العمل الفائز في المجلة العلمية.
قالت سيلفيا يعقوب، مساعدة إدارية وإحدى منظمي الاحتفال، إن الجامعة تحرص على نشر أعمال الطلاب كما حرصت على نقل المحتوى لموقع جديد على الإنترنت قبل إغلاق الموقع القديم ل“الخماسين“حتى يتم الاحتفاظ بكل أعمال الطلاب.
“الخماسين” متاحة على الإنترنت، كما يمكن أيضًا الاطلاع على شروط قبول أعمال الطلاب على الموقع.