الألوان والعاطفة: علاقة من نوع آخر
تقرير: الشيماء ندا
مع كل المؤثرات المحيطة بالإنسان والتي تؤثر على عواطفه وحالته الذهنية، تعتبر الألوان عاملًا أساسيًّا لتغيير المزاج وتقوم بدور كبير في تحسين الصحة النفسية.
تنقسم الألوان إلى ثلاثة أنواع وهي الألوان الدافئة والباردة والمحايدة. الألوان الدافئة (الحارة) تتمثل في اللون الأحمر والأصفر والبرتقالي هي التي تمثل الدفء والطاقة والسعادة.
وفقًا لـ 99designs ، موقع إبداعي، فالألوان الدافئة تبعث الشعور بالسعادة والطاقة. بالإضافة إلى ذلك فلديها، تأثير في جذب الانتباه أو إشارة إلى الخطر .
قالت رانيا مسعد، أستاذة مادة نظريات الألوان في كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان: «إن اللون الأصفر أحيانًا قد يعطي الشعور بالغضب ولكن يمكنه أن يعطى أيضًا الشعور بالطاقة والإيجابية، وذلك لأنه يعمل على زيادة التمثيل الغذائي، أي إنه يحفز جسم الإنسان على هضم الطعام وتحويله إلى طاقة.»
أضافت مسعد: «الألوان الدافئة زى الأحمر بتخلى اللى بيبص عليهم يحسوا إنهم غاضبين في بعض الأحيان، على سبيل المثال لما تكوني في مكان ألوانه كلها حمراء، من المرجح إنك تفقدي أعصابك وتصابي بإحباط كدة وتتعصبي وساعتها مبتبقيش فاهمة انت متعصبة ليه.»
يعتبر اللون الأحمر من الألوان التي تجلب السعادة وفى نفس الوقت تحفّز عواطف متعارضة. من صفات اللون الأحمر أنه يمثل الفرحة والسعادة، بجانب أنه يمثل أيضًا الخطر والقلق.
وفقًا لدراسة أجريت على العلاقة بين اللون والعاطفة في الجامعة الإسلامية الدولية في ماليزيا فإن الأشخاص الذين يتعرضون للون الأزرق والأخضر الفاتح هم أكثر عرضة لمستويات القلق أقل من أولئك الذين يتعرضون للألوان الأحمر والأصفر.
قالت غادة أحمد، طالبة سنة خامسة في كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان: إن اللون الأحمر يمثل لها الفرحة والحب لأنها تحب الورد الأحمر لذلك تلقائيًّا ما تجد نفسها تبتسم عند رؤية الورد الأحمر.
فيما يتعلق بالألوان الباردة التى تتمثل فى الأزرق والأخضر والأرجواني، فهي تسمى الألوان الباردة لأنها تذكر الناس بأشياء باردة معينة مثل الماء أو الخضرة.
قال سمير محمد، أستاذ علم النفس بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان: «الألوان الفاتحة والمضيئة بشكل عام زي الأحمر والأصفر والبرتقالي والأزرق الفاتح والأخضر تعطي شعورًا بالهدوء كدة والراحة النفسية والرضا.»
يُعتبر اللون الأصفر لونًا غريبًا لأنه عادةً ما يرتبط بالسعادة ويُذكر محبيه بالصيف والشمس الذين يعتبرهم الناس عوامل لجلب السعادة.
قالت يمنى الزياتي، طالبة سنة خامسة كلية الفنون التطبيقية العليا في جامعة حلوان: إن درجات معينة من الأصفر تستخدم في عيادات الطب النفسي لأنها تؤثر على المرضى وتوجه أعصابهم وتمنحهم الثقة بالنفس وتساعدهم على التخلص من الاكتئاب.
وأضافت الزياتي: «البرتقالي أصلًا خليط ما بين الأحمر والأصفر فهو حاجة برضه كده في النص، يعنى لما بتشوفيه بتحسي بطاقة بس مش (زي) الأحمر لأن الأحمر لون قوي أوي والأصفر نقي أوي عشان كدة لما بتشوفي البرتقالي بتحسي إن عندك طاقة.»
وفقًا لعلم نفس اللون (colorpsychology)، منظمة تهدف إلى تسليط الضوء على سيكولوجية الألوان، فإن اللون البرتقالي يعطي الفرد الشعور بالإيجابية في أصعب الأوقات.
قال عمرو توفيق، طالب سنة خامسة في كلية هندسة المعمارية جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والفنون: «الأورنج (البرتقالي) كلون بيمثلّي الشمس الصبح (اما) بنحس بنشاط كدة و أمل فبالتالي بيبقى فيه فرحة.»
وأوضح محمد أنه إذا كان هناك شخص ما يجلس وسط منظر طبيعي ممتلئًا باللون الأخضر، فإن حدقة العينين ستصبح أكثر اتساعًا وهذا من أعراض السعادة والاسترخاء.
وأضاف: «كما يشجع اللون الأزرق الفاتح الناس على الكلام على سبيل المثال، لما تقعدى كده وقدامك بحر هتلاقي نفسك غصب عنك كده بتتكلمي مع نفسك».
أما بالنسبة للألوان المحايدة مثل الأسود والأبيض والرمادي، فإنها تقف وحدها كمحور أساسي في أي تصميم ولها خصائص خاصة بها.
وأضافت مسعد: «الألوان المحايدة بتخلي مشاهديها يحسوا بالزهق والملل بسرعة لأن الألوان نفسها مملة للغاية لما نبصلها.»
نظرًا لوجود علاقة بين الألوان وعواطف الناس، هناك طريقة علاج يطلق عليها العلاج بالألوان (color therapy) أو (chromo therapy) وهي وسيلة للشفاء.
وفقًا إلى دراسة أجريت على تحليل نقدي للعلاج بالألوان وتطورها العلمي في جامعة بلوشستان في باكستان، إن للألوان تذبذبات خاصة بها و أطوال موجية فريدة توفر الطاقة اللازمة لشفاء جسم الإنسان عند اندامجها مع مصدر الضوء وتطبيقها على الأماكن المرادة للشفاء في جسم الإنسان.
ووفقًا لدراسة أجريت على التحليل النقدي حول فعالية العلاج بالكرومو في جامعة جناح للمرأة ، إن العلاج بالكروم كان له تأثير كبير على علاج الأمراض المختلفة مثل سرطان الثدي وارتفاع ضغط الدم الذي تم معالجته من خلال تعرض الشخص للون الأزرق الفاتح، بالإضافة إلى ذلك، فمرض القرحة الهضمية تقلص بسبب الضوء الأصفر.
أصدرت thejakartapost، جريدة يومية في اندونيسيا، مقال تحت عنوان «العلاج بالألوان: كيف تساعد الألوان في العلاج»، وأوضح أن الثقافات القديمة في مصر والصين والهند تقوم بتطبيق هذا النوع من العلاج لذلك قاموا ببناء قاعات كبيرة ليدخل بها المرضى ويغمروا بالألوان المرشحة من أجل الشفاء، وهذا يتم من خلال النوافذ والألواح الزجاجية الملونة التي تحيط بالمريض.