عالَم فريد من نوعه
تقرير : لبنى ضياء
قد تؤدي قراءة الكتاب في بعض الأحيان إلى عيش تجربة جديدة تمامًا. يعتقد بعض الناس أن الكتاب يمكن أن يغير من مزاجهم في بعض الأحيان مما يجعلهم يشعرون بالسعادة، وأحيانًا أخرى يشعرون بالحزن.
قالت لوجينا أشرف، ٢٢ سنة، طالبة بالسنة الرابعة بكلية صيدلة جامعة مصر الدولية: «المود (المزاج) بتاعي بيتغير تمامًا لما بقرأ أي حاجة تحفيزية للذات بتأثر فيا جدًّا وبتسعدني جدًّا.»
أضافت أنه عند اندماجها في كتابٍ ما، قد تشعر أن شخصيات الكتاب أصبحت جزءًا من حياتها، لذلك تعتقد أنه يمكن أن يكون الفرد سعيدًا إذا كانت شخصية ما بالكتاب سعيدة، بالإضافة إلى أنها في بعض الأحيان تتعلم منهم ومن تجاربهم.
أظهرت دراسات على موقع Open Database التعليمي، عندما يقرأ الشخص، فإن العقل لا يميز بشكل حقيقي بين القراءة عن تجربة ما وخوضها، لأنه أثناء القراءة أو حين خوض تجربة، يتم تحفيز نفس المناطق العصبية في المخ.
قال صلاح قطب، استشاري نفسي بمستشفي الحسين: «القراءة من الأنشطة التي يحبها الإنسان لأنها تُغذّي منطقة الخيال في العقل البشري، وهذه المنطقة حينما تستثار، تحث الجسم على إفراز هرمونات السعادة فيشعر القارئ بإثارة وسعادة عند قراءة ما يُحبُّه».
قالت تقى الخضراوي، ٢١ سنة، طالبة بالسنة الرابعة بكلية إدارة الأعمال: «الكتب ممكن تغير المود بتاعي وغالبًا بتبسطني جدًّا عشان بتدخلني في دنيا تانية وحكايات تانية بعيش جواها فا بفصل من كل حاجه حواليا.»
وأضافت الخضراوي أن الدخول في عالم الكتاب والتعمق في تفاصيله يجعلها تشعر بأنها أقل توترًا ويقلل من أي ضغط تشعر به.
قال خيري دومة، رئيس مجلس قسم اللغة العربية والآداب بكلية الآداب جامعة القاهرة وأستاذ الأدب بالجامعة الأمريكية: «طريقة الكتابة بتفرق كتير في تفاعل القارئ، لأن اللي بيكتب معني بإنه يوصل للي بيقرأ وبالتالي هو المفروض يقدم له كل الأدوات وهو بيقرأ. يعني إذا كان الكاتب فاقدًا القدرة على تشويق القارئ وإدماجه به، فهو مش كاتب.»
وأضاف أن لكل كاتب طريقته المختلفة للوصول إلى القراء وإشراكهم في الكتاب.
طبقًا لموقع Psychology Today، أظهرت الدراسات أن التعاطف هو أحد السمات الشخصية التي يعززها الأدب في الإنسان، لأنه هو القدرة على فهم وجهة نظر شخص آخر.
بالإضافة إلى أن التعاطف مرتبط أيضًا بالانفتاح على التجربة، فكلما كان الشخص أكثر انفتاحًا على تجاربه كان أفضل قدرةً على تخيل العالم التجريبي للآخرين أثناء القراءة.
قالت ندى عبد السلام ،٢٣ سنة، طالبة بكلية مُحاسبة بالسنة الرابعة: «المحتوى بيأثر شوية طبعًا عشان أنا من الناس إللي ببقى حاسة إني جزء من الحاجة اللي بقرأها فا بتأثر بالأحداث.»
شرحت أنه من المهم أيضًا أن تكون مقتنعة بأحداث الكتاب وأن تبدو منطقية بالنسبة لها، فحبكة الكتاب هي العامل الأشد تأثيرًا بالنسبة إليها.
قال قطب: «بالطبع، محتوى الكتاب يؤثر على نفسية القارئ لأن ما يقرأه يُخزّن في عقله الباطن وينعكس في واقعه وحياته. كذلك من الأمور الخطيرة التي يغفلها الكثير هي مدى تأثر الحالة النفسية بطبيعة ما يُقرأ.»
وأضاف أنه إذا كانت معظم القصص التي يقرأها الشخص قصص حزينة وتحكي عن الخيانة والدم، فيمكن أن تؤثر سلبًا على سيكولوجية القارئ وشخصيته.
قالت أشرف : «نوع الكتاب ممكن يفرق في سعادتي، يعني ممكن لو رواية رومانسية بفرح جدًّا لما يكملوا سوا، لو كتاب بوليسي بحس بسعادة مطلقة في حل الألغاز وتطلع و تشوق الأحداث.»
أما بالنسبة للخضراوي، فإن القراءة بالنسبة لها خطوة نحو السعادة، والسبب وراء ذلك هو أن الكتب تسمح لها بالتفكير بشكل مختلف في العديد من الموضوعات، مما ينعكس على سعادتها.
أما عن دومة فقال: «الفكرة أن القراءة عالم مجهول. الكتاب بيوريني حياة الآخرين، حتى ممكن تعرف تاريخ كامل من كتاب. هو حيوات كثيرة مضافة إلى حياة القارئ. القراءة حاجة حيوية جدًّا بالنسبة للبشر.. بتخليهم مختلفين عن أي كائنات.»
قال قطب : «(العلاج بالقراءة) هو أحد أكثر الطرق الفاعلية المستخدمة لمشاكل الصحة العقلية.»
شرح أن القراءة من الأمور التي تخفف من التوتر والقلق وحدة الحياة، حيث تجعل الفرد في حالة من السعادة والانفصال عن واقع مزعج لأنه بمثابة تجول في عصور ويزور ثقافات مختلفة عبر القراءة.
وفقًا لمجلة سيكولوجي توداي، تشير هذه الطريقة العلاجية إلى برامج قراءة الكتب المنظمة التي تديرها العيادات أو المكتبات أو المدارس، بهدف تعزيز الشفاء لدى الأشخاص الذين يعانون من صعوبات الصحة العقلية.
قالت الخضراوي أن كتاب «The Secret» [السر]، هو أحد الكتب التي تجعلها سعيدة، بالإضافة إلى رواية روح لرشا زيدان.
قالت أشرف : « كتاب «The Magic» (السحر) للكاتبة روندا بيرن هو أول كتاب تحفيزي قرأته، لأن لديه مكانة خاصة في قلبي ودائمًا يجعلني أشعر بالسعادة.»
أما بالنسبة لعبد السلام، فكتبها المفضلة تندرج تحت سلسلة هاري بوتر وقواعد العشق الأربعون.