السلام النفسي خلال ممارسة اليوجا
تقرير: منة هارون
تعتمد رياضة اليوجا على الأوضاع البدنية مثل التمدد، والتنفس، والتركيز الذهني، ومن خلال تلك العوامل يستطيع ممارسيها تحقيق السعادة والصفاء الذهني.
ولأن اليوجا رياضة للجسد والعقل أيضًا، فهي تمد ممارسيها بالكثير من المنافع الجسدية والنفسية.
قالت رنا حافظ، مدربة اليوجا: «إن لليوجا دور كبير في التأثير على صحة الفرد النفسية والعقلية، فهي تساعد على الهدوء والصبر، بالإضافة إلى أنها تعمل على التحكم في التقلبات المزاجية للدماغ مما يجعل الشخص أكثر راحة في حياته اليومية.
وأوضحت حافظ: «عندما يكون الفرد أكثر هدوءًا وثقةً وصبرًا وقادراً على التحكم في حياته والشعور بالتوازن سيكون بالتأكيد سعيد.»
بالإضافة إلى ذلك، فإن تمارين اليوجا تقلل من هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون المسؤول عن التوتر، وذلك من خلال وضعيات التمارين مع التنفس العميق، حيث أشارت حافظ إلي أن ذلك يجعل المتدرب أقل قلقًا وأكثر سعادة.
علقت أيضًا أميرة أيمن، ممارسة يوجا لأكثر من خمسة أعوام، ومؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، (Instagram Influencer): «تساعد حركات اليوجا على فرز هرمونات السيروتونين، الأوكسيتوسين وهما يعدوا مفاتيح السعادة لجسم الانسان.»
ويضم محتوى أمين على صفحتها ب «الانستجرام» وضعيات اليوجا المختلفة وفوائدها للجسم.
بينما أضافت أيمن أن من الفوائد الجسدية لليوجا هي أنها تنشط الجهاز العصبي السمبتاوي، وهو المسؤول عن جهاز الهضمي.فهو يبطئ معدل ضربات القلب ويزيد من نشاط الأمعاء والغدد، مما يؤدي إلى عملية هضم أفضل وأسهل.
وقالت حافظ إنه بجانب تحسين عملية الهضم، تساعد وضعيات اليوجا إلى تقوية وتمديد العضلات بالإضافة إلى تفريغ الضغط الكامن بها، وجعل الشخص أكثر مرونة.
وأوضحت قائلة: «إن اليوجا علاج وشفاء، فلا يجب أن تشعر بأي ألم خلال ممارستك لها، وإن شعرت بذلك (فيجب عليك تغيير)الوضعية، فكل ما يجب عليك فعله هو أن ترخي عضلاتك وتستمتع.»
تعتمد تمارين اليوجا على ثلاثة عوامل أساسية بجانب الأوضاع البدنية، وهم التنفس، والاتزان، والصبر.
قالت ملك الصقيلي، خريجة الجامعة الامريكية قسم علوم سياسية، وممارسة يوجا، إن أهم عامل لتمارين اليوجا هو التنفس، يوثر التنفس على حركة الجسد، وأوضحت أنه حينما يتم التحكم في النَفَس بشكل جيد، يكون من السهل إرخاء الجسم كله.
وأضافت الصقيلي:«يتحكم التنفس في التوازن، فإن (غياب)التحكم بالتنفس يفقد التحكم بالتوازن في الأوضاع نفسها.»
أما بالنسبه إلى حافظ، فهي تظن أنه لا يمكن للشخص ممارسة اليوجا إن لم يكن بإمكانه التنفس بشكل جيد.
وأوضحت أن للتنفس دور كبير في صحة الإنسان، فهو يدعم المشاعر الإيجابية ويقلل من الضغط والقلق على مدار اليوم بأكمله.. ليس فقط خلال وقت التمرين.
وأكدت أيمن على أن تأثير اليوجا لا يكون منحصر على وقت تأديتها فقط بل إنها تؤثر على جوانب حياة الشخص اجمعها.
وقالت حافظ: «يقال في كُتب فلسفة اليوجا، أنه إذا استطعت التوازن في حركاتك على سجادة التمرين، سيكون بأمكانك التوازن في جميع مواقف حياتك، وأنا أؤمن بذلك.»
أشارت ايضًا إلى ضرورة تعلم مُمارس اليوجا معنى التوازن الحقيقي، لأنه سيؤثر على مستوى السعادة. فهي تؤمن أنه من يستطيع تحقيق التوازن سواء في التمارين أو في الحياة اليومية سيشعر بالإنجاز الذي ينتج عنه الشعور بالرضا والسعادة.
ولكن على الرغم من ذلك، أوضحت مارتينا مينا، خريجة قسم هندسة معمارية بالجامعة الامريكية، ومُمارسة يوجا، أن الصبر عامل فعّال في إتقان تلك الرياضة، خصيصًا إذا كان المتدرب مازال غير واعي كفاية بحركات جسده. ولكنها قالت أنه أمر يُتقن مع الوقت، بالإضافة إلى أن الصبر يجعل الشخص قادر على التحكم بشكل أفضل في أعصابه ومشاعره.
بغض النظر عن الفوائد المتعددة لدى رياضة اليوجا، ولكن أكدت مينا أن للحصول على أفضل نتائج من التمارين يجب على المتمرن أن يكون مدرك تمامًا لما يفعله، وأثره عليه.
قالت مينا: «لتصبح اليوجا تمرين فعّال يجب على الفرد ممارستها وهو في كامل تركيزه الذهني، فهو يجب أن يكون قادر على فهم جسمه، والتركيز في تنفسه. يجب ان يكون متصل وواعي بحالة عقله، جسده، وروحه.»
ويعتقدوا كل من مينا، الصيقلي، وأيمن أن ممارسة اليوجا أثرت على حياتهن بالإيجاب.
ترى مينا في ممارستها لليوجا طريقة للسيطرة على توترها وحياتها بشكل عام، حيث قالت إنها حينما تتوقف عن أداء تمارين اليوجا لبعض من الوقت يصير جسدها صلبًا، ويبدأ التوتر في التكون مرة أخرى في عضلاتها، بالإضافة إلى شعورها ر بموجة من الطاقة السلبية والكسل تسيطر عليها، وكأن جسدها مُطفأ بالكامل.
أضافت مينا: «لقد تغيرت نظرتي للحياة، فأنا أكثر ارتياحًا لحياتي الآن، ولم أعد أتسرع في الحياة، بالإضافة إلى انني أصبحت أتقبل تغييرات الحياة بشكل أفضل.»
بينما علقت الصيقلي أنها حينما تحضر التمرين، تترك كل أفكارها ومشاعرها بالخارج وتفكر في وضعيات التمرين وفي نفسها فقط.
قالت أيمن: «أعتقد أن أكبر فائدة حصلت عليها، هو أن اليوجا جعلتني شخصًا أكثر انفتاحًا وتسامحًا، مما جعلني أرى العديد من الأشياء بعقلية أكثر إيجابية.»