إحياء ذكرى أفلام إحسان عبد القدوس
تقرير : ياسمين عياد
إحسان عبد القدوس ،واحد من أكثر المؤلفين المعروفين فيمصر، تمتد قصصه إلى ثلاثة أجيال ويعتبر علامة من زمن السينما والفن في مصر الجميل، يتم تكريمه بمناسبة مرور ١٠٠ سنة على ولادته
فقد تمثل أعماله الروائية مثل «أنا حرة» و «لا تطفىء الشمس» عامل مؤثر كبير للتغيرات التي شهدها المجتمع المصري التقليدي الذي كان موجودًا في هذا العصر بسبب الأفكار المتحضرة التي حكى عنها فى روايته مثل حث المرأة على العمل
قامت سينما زاوية بالتعاون مع عائلة عبد القدوس، وشركة روتانا، والمركز المصري القومي للسينما بتجهيز حفل تكريم لعبد القدوس بمناسبة مرور ١٠٠ عام على ميلاده حيث تم عرض فيلم مقتبس من إحدى رواياته مثل [أنا حرة، والنظارة السوداء] في إحدى قاعات العرض السينمائي من يوم ١٨ أكتوبر حتى ١ نوفمبر
قالت دينا حشمت، مدرس مساعد في قسم الأدب العربي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن أكثر رواية تفضلهالعبد القدوس هو رواية «أنا حرة» وهي ترى أن روايات عبد القدوس تحمل أجندة نسائية، لأن كثيرًا من روايته فتحت مجال النقاش في حقوق المرأة في مصر.
أضافت: «الكثير من كتب إحسان عبد القدوس، التي أُقتبس منها أفلام، ساهمت بفتح النقاش حول حقوق المرأة في مصر. كانت روايته في كثير من الوقت تدور حول امرأة تحارب لكي تفرض حقوقها. وهذه الشخصيات كان ينظر إليها كأمثلة عليا لوقت كبير
وتتمنى حشمت أن تختفي القيود التي يفرضها المجتمع على المرأة مثل التحكم في تصرفها، و انتقاضها وهي أشياء تحدث عنها عبد القدوس في كتاباته
لكن تعتقد حشمت أن روايات عبدالقدوس ستظل مهمة في المستقبل لأن قيمة كتاباته ستبقى حتى إذا تغيرت الظروف السياسية والاجتماعية التي كانت موجودة في وقت الرواية
وأضافت أنه يوجد أيضًا عامل مُسلٍّ في روايات عبد القدوس، مما يجعل قراءة الرواية ممتعة حتى إذا اختفت العوامل السياسية والاجتماعية
ولكن كان لدي مالك خوري، أستاذ بقسم الفنون في الجامعة الأمريكية بالقاهرة والمدير السابق للقسم، رأي آخر. ففي اعتقاده أن روايات عبد القدوس لاتدافع عن حقوق المرأة، لأنها تدعم نظرية أن المرأة لا تكتمل من دون الرجل
لكنه قال أيضًا بأنه يعلم سبب اعتقاد الناس في هذه الآونة أن عبد القدوس مدافع عن حقوق المرأة،والسبب كما شرحه أن عبد القدوس كتب عن مواضيع أصبحت في المجتمع محرمة، مثل العلاقات خارج نطاق الزواج، التي لا يتجرأ أحد أن يكتب عنها الآن
قال خوري: «أنا لا أحب فكرة أن تختصر خيارات المرأة في أن تكون أمًّا في علاقة مع رجل أو بدون رجل لأن هذا الشي لا يحدث مع الرجل. روايات إحسان عبد القدوس كانت دائمًا تنتهي بأن المرأة تستسلم أمام الرجل
كانت القاعة مليانة بالحضور يوم عرض فيلم «أنا حرة» وكانت من الحاضرين الممثلة ومذيعة الراديو مريم الخشت، من ضمن الحضور
قالت الخشت للقافلة أنه يجب أن توجد كثير من تلك الاحتفالات، لأنه من النادر أن يكرم الكاتب بهذه الطريقة
وأضافت الخشت: «في احتفالات كثيرة تقام لتكريم مخرجين زي يوسف شاهين، لكن أول مرة أسمع عن سينما تكرم مؤلف وحاجة زي كدة بتستاهل إن الناس تتكلم أكثر عليها
قالت إحدى الحضور، سلمى خالد، طالبة في السنة النهائية في كلية هندسة الطاقة المتجددة في جامعة عين شمس إن من روايات عبد القدوس المفضلة لها هي «الطريق المسدود» و «لن أعيش في جلباب أبي
وتعتقد خالد أن الروايات كانت ثورية في وقت عبد القدوس، لكن ليس في وقتنا هذا. وهذا لا يمنع بأنها ستظل مهمة لكنها يجب أن تقدر، لا أن تُقلَد
قالت خالد: «شخصياته النسائية هن النساء اللاتي تراها كل يوم إلى حد كبير. النساء اللاتي حاصرهن المجتمع بتقاليده وتوقعاته، وهو يدرك ذلك النضال ويتفهم الضعف والشجاعة التي ترافق ذلك
حصل عبد القدوس على عدة جوائز مثل أحسن سيناريو لفيلم «الرصاصة لا تزال في جيبي» في عام ١٩٧٥. وكرمه رئيس مصر السابق جمال عبد الناصر بوسام الاستحقاق وبعد وفاته كرمه رئيس مصر السابق حسني مبارك بوسام الجمهورية بسبب أعماله كروائي و صح
كان عبد القدوس كاتبًا، وروائيًّا، وصحافيًّا، وسيناريست، ومحررًا مصريًّا ولد في يناير عام ١٩١٩، لأب مصري وأم مصرية-تركية كانت أيضًا صحفية. وقد عرف برواياته المثيرة للجدل