إلى مَن احتضنتني في القافلة
كتبت:إيمان خروشة
مديرة تحرير قسم اللغة العربية
بعد مرور عام ونصف على عملي في القافلة، أرى اليوم ذكرى انضمامي لهذه العائلة، التي بالطبع أعتبرها بمثابة عائلتي الثانية.
أتذكر أول رسالة نصية أرسلتها لجيداء طه، أو كما نطلق عليها، جودي، رئيسة التحرير آنذاك، برغبتي في الانضمام إليهم. رحبت بالفكرة جدًا وحددنا موعد للمقابلة.
أتذكر «إيمان» التي دخلت أول يوم إلى غرفة أخبار القافلة، أتذكر طالبة العام الثاني الخجولة والمتوترة من مقابلة رئيسة التحرير.
فوجئت بشخصية ودودة جدًا، شخصية هدمت كل توقعاتي وكل مخاوفي مِن هذه المقابلة، شخصية قدمتني إلى عالم الصحافة «المبسط» كما أشرت إليه في الأسبوع السابق.
قدمتني «جودي» إلى أشخاص لم أقابلهم يومًا، إلى عالم جديد مليء بالأخبار والتحقيق والتحرير.. وبالطبع الكتابة الصحفية.. عشقي الأول والأبديّ. أتذكر أول مقال صحفي أكتب عنه، وأول مقابلة صحفية أجريتها وكم الخوف والتوتر الذي داهمني، وهي بالطبع كانت دومًا هناك لتهدئ من روعي.
أضفت جودي على غرفة الأخبار شيئًا أشعرنا كصحفيين، أنه بيتنا الثاني. أتذكر كم كنت أبغض في البداية «ميتينج» يوم الإثنين في تمام الساعة الخامسة، ولكن أعتقد بحلول الأسبوع الرابع على ما أتذكر، أصبح روتينًا أسبوعيًا لا يمكنني أن أفوته.
أتذكر تحيتها الصباحية «ازيكوا ياحلوين؟» ورحابتها التي كانت تُطمئن مَن يريد أن يشكو لها من محرر معين أو من يريد أن يعترف إليها أنه لم يجر حواره الصحفيّ.. لم تغضب يومًا، أو ربما غضبت ولكنها لَم تظهر لنا ذلك يومًا، وأعتقد أن تلك هي سمات مدير العمل، حتى خارج الجامعة لأن عملنا يطغى عليه طابع الصداقة والدفء.
أشار الكثير إلى الشبه بيننا، تطلق دومًا عليّ «النسخة المصغرة منها» وبالطبع هذا يشعرني بالفرح والفخر بأن أكون مثلها.
اقتبست منها أسلوب تعاملها معنا ومع المحررين، لأجد نفسي أطبق الكثير مما كانت تقوم به. الجدير بالذكر أن فارق السن بيني وبين «جودي» لا يمكننا اعتباره فارقًا ضخمًا.. بالكاد ثلاثة أعوام.. ولكنني أعتبرها بمثابة «الأم الروحية» لغرفة الأخبار ولكل صحفي في القافلة تعلم منها.
أكتب وأوثق ذلك كله، إهداءًا إلى جودي.. ولكنه قبل أن يكون إهداءًا لها فهو بمثابة ذكرى عزيزة على قلبي.. ومَن يعرفني يعرف معزة القافلة وعائلتها.. ولكن معزة مَن احتضنتني في القافلة لا تُضاهى بثمن.