ليست الحياة كما تبدو على صفحات الإنترنت
تقرير:مونيكا نجيب
التقاط صورة للطعام قبل البدء في تناوله في أحد المطاعم الفخمة، والتقاط الصور أثناء السفر وعلى الشواطئ، هي سلوكيات غريبة ولكنها شائعة بين العديد من شباب هذا الجيل من أجل الحصول على المزيد من المتابعين على حساباتهم على «انستجرام».
قال جيمي مندوزا، أستاذ مشارك في قسم علم النفس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، «دائمًا ما يحاول الكثير من الأشخاص التحدث حول موضوع ما للحصول على المزيد من المتابعين وعدد قليل جدًّا منهم قد ينجح في ذلك.»
يتواصل مستخدمو «انستجرام» الذين يعتبر أغلبهم من الشباب، من خلال متابعة بعضهم البعض، فعندما يشارك أحد المستخدمين صورًا مثيرة للاهتمام، تلفت انتباه الكثير من المستخدمين الآخرين، فيقومون بمتابعته.
تزايد أعداد المهتمين بأن يصبحوا مشاهير، أدى إلى ظاهرة جديدة معروفة باسم «مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي.»
يتمثل دورهم في العمل من أجل مصلحة متابعيهم، حيث إن مؤثري «انستجرام» أو المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل عام، هم مجرد مستخدمين قد أثبتوا مصداقيتهم بين متابعيهم ببساطة لأنهم في نفس سنهم و يفكرون بنفس الطريقة.
قالت ندى الأشموني، إحدى مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي ومؤسسة جروب «ميس باسكت» وهو منصة لفتيات ونساء الوطن العربي، ”أعتقد أن كلمة ”مؤثر تحمل مسؤولية كبيرة لأن لديّ والعديد تأثيرًا كبيرًا على الناس، وأنا دائمًا أتأكد أن المحتوى الذي أشاركه موثوق به ومناسب.»
ومع ذلك، من الواضح أنهم يشاركون جانبًا واحدًا فقط من حياتهم مما يجعل حياتهم معظم الوقت، تبدو خالية من العيوب ومحط أنظار الشباب الذين يعتبرونهم قدوة.
قال فادي رمزي، عضو هيئة التدريس في مركز كمال أدهم بالجامعة الأمريكية، «يتم المبالغة في الاعتماد علي المؤثرين وخاصة على «الانستجرام» حيث نراهم كل يوم يحاولون توصيل موضة جديدة للجمهور و يقومون بذلك من خلال حياة وهمية فقط للحصول على المزيد من المشاركة، في حين أن الواقع يمكن أن يكون مختلفًا تمامًا.»
قالت إيمان الليثي، طالبة ماجستير في تكنولوجيا النانو: «مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي يؤثرون على آفاق ورغبات الجماهير، وبالتالي فهي ظاهرة مفيدة وقيمة للغاية في مجال التسويق».
و لأن الكثير منهم يكونون ”سفراء للعلامات التجارية“ فهم يستغلون ثقة الشباب بهم لإقناعهم بشراء منتجات معينة مما يجعل
الجمهور الذي عادة ما يكون من الشباب، يقلدهم تقليدًا أعمي سواء كان المنتج يستحق أم لا».
قالت جيسيكا جوليدج، إحدى مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي وتُعرف نفسها على أنها خبيرة في مجال التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، «للمؤثرين دور في المجتمع، سواء كان إيجابيًّا أو سلبيًّا فهم يمثلون صوتًا لجمهورهم.»
لدى تلك الوسيلة الإعلانية أهمية أكبر من الإعلانات التقليدية لقدرتهم على التأثير على الشباب.
أضافت الأشموني، «عادةً ما أبدأ يومي بمشاركة صورة لي لنشر الإيجابية وأقوم أيضًا بإعطاء نصائح عن المكياج والتحدث في مواضيع أشعر أنها مهمة لمن يتابعني».
و لأن الكثير منهم يكونون ”سفراء للعلامات التجارية“ فهم يستغلون ثقة الشباب بهم لإقناعهم بشراء منتجات معينة مما يجعل الجمهور الذي عادة ما يكون من الشباب، يقلدهم تقليدًا أعمي سواء كان المنتج يستحق أم لا».
قالت جيسيكا جوليدج، إحدى مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي وتُعرف نفسها على أنها خبيرة في مجال التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، «للمؤثرين دور في المجتمع، سواء كان إيجابيًّا أو سلبيًّا فهم يمثلون صوتًا لجمهورهم».
لدى تلك الوسيلة الإعلانية أهمية أكبر من الإعلانات التقليدية لقدرتهم على التأثير على الشباب.
بينما يشارك المؤثرون ملابسهم، أو صورهم الشخصية، أو نصائح للمكياج، أو الأحداث اليومية العادية، قد يشعر بعض الشباب في مثل أعمارهم بأنهم أقل نجاحًا منهم.
أضافت الأشموني، «عادة ما أبدأ يومي بمشاركة صورة لي لنشر الإيجابية وأقوم أيضًا بإعطاء نصائح عن المكياج والتحدث في مواضيع أشعر أنها مهمة لمن يتابعني».
بينما يكتسب المؤثرون شعبية، بدأ بعض الشباب بالاعتقاد بأن دورهم في المجتمع ليس مفيدًا ومبالغًا فيه.
قال محمد الجبزي، طالب هندسة الميكانيكا في السنة الأولى: «إن الغالبية عديمة الجدوى وأحيانًا تؤثر سلبًا على الآخرين من
خلال نشر الثقافة الاستهلاكية والحياة السطحية على مواقع التواصل الاجتماعي».
هذا يقود بعض متابعيهم من الشباب إلى الشعور بالفشل مقارنة بالنجاحات المتتالية التي يحققها هؤلاء المؤثرون على مواقع
التواصل الاجتماعي.
قالت ريم علي، طالبة علوم سياسية في السنة الثانية: «لقد توقفت عن استخدام انستجرام لأن مجموعة من المؤثرين يروجون لفكرة الجسم النحيف ثم يستغلون ذلك في بيع شاي للتخسيس».
ترى جولديج أن الأشخاص الذين ينشرون تعليقات بغيضة يكون بسبب انعدام ثقتهم بأنفسهم.
تعتقد الأشموني أن هذه السلوكيات هي ناتج خلفيات ومستويات اجتماعية مختلفة.
وأضافت الأشموني: «إذا كان شخص ما يمضي يومًا سيئًا، ورأى صورة لي و أنا سعيدة، فقد يشعر بالغضب وربما يريد
التعبير عما يمر به من خلال كتابة تعليقات بغيضة».
أما بالنسبة للجمهور من الشباب، فإن الموضوع يتخطى مجرد الغيرة. في بعض الأحيان يصبح الجمهور متأثرًا حقًّا بمؤثري الوسائط الاجتماعية المفضلين لديهم. وإذا كانوا يخدعون جمهورهم بأي حال من الأحوال، فإنه يتصاعد إلى وجود مشاكل نفسية
أو عدم الثقة بالنفس.
لا يملك هؤلاء الشباب سوى قسم التعليقات للتعبير عن مشاعرهم، وفي كثير من الأحيان يفعلون ذلك بطريقة خاطئة من خلال الشتائم.
يجب أن تكون مصلحة الجمهور هي الأولوية الأولى والدور الرئيسي للمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الحفاظ على شعبيتهم وإعجاب الشباب بهم. الأهم من ذلك، من خلال القيام بذلك، سيتجنبون إيذاءهم سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
مؤثر ومواقع التواصل الاجتماعي ليسوا سوى ظاهرة جديدة لها إيجابيات وسلبيات. قد يؤثر بعضها سلبًا على الشباب بينما قد يكون للبعض الآخر فائدة حقيقية. يحتاج المتابعون فقط إلى اختيار أشخاص مناسبين لمتابعتهم حتى لا يتعرضوا للأذى النفسي.
قالت لينا خليفة، طالبة إدارة أعمال في السنة الثانية: «أعتقد أنه إذا تابعت الأشخاص المناسبين، فيمكن أن يكونوا مفيدين حقًّا.بشكل عام، أعتقد أنهم أداة تسويق مفيدة ولكن يتم المبالغة في استخدامها».
يجب على الشباب أن يضعوا في اعتبارهم أن حياة المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي ليست خالية من العيوب كما قد يبدو وأن الحياة الحقيقية هي خارج مواقع التواصل الاجتماعي، وأنهم أدوات تسويقية، وبالتالي يحتاج الشباب إلى توخي الحذر حتى لا يتأثروا بشكل سلبي.
أضاف رمزي،:«نحتاج إلى متابعة «الأشخاص المناسبين» وأعني حسابات جديرة بالثقة على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يضيفون قيمة حقيقية، مثل بعض المهارات، أو مشاركة المحتوى الترفيهي الملهم».