المخدرات: خطر يهددك ولكن تستطيع أن تهزمه
تقرير: آية أبو شادي
تتضمن محادثات الحياة اليومية عبارات مثل: «لقد حصلت على بعض الحشيش، هل تريد بعضًا؟» هذا النموذج بالطبع ليس نوع المحادثات التي قد يود الكثيرون الدخول فيها.
ومع ذلك، أصبحنا نسمع عن قصص كثيرة ذذهب ضحيتها شباب في مقتبل العمر.
وفقًا لمنظمة drugscope، فإن المخدرات هي مواد كيميائية ضارة. تؤثر على الدماغ والجسم وبشكل أساسي كل ما يتعلق بالإنسان.
على المدى القصير، يتم ضمان أن الحالة الصحية جيدة بسبب اختلاف المواد الكيميائية في الدماغ ولكن على المدى الطويل، فإن حياة المرء، وإمكانية البقاء على قيد الحياة تبدأ في التلاشي ببطء في البداية.ولكن بعد ذلك، وفجأة لن تجد نفسك.
لنتجاهل وجهة النظر الطبية التقليدية قليلًا، إذا نظرنا إلى تلك القضية من خلال التحليل السلوكي، فوفقًا لمنظمة Gateway Foundation فإن اضطرابات تعاطي المخدرات تسبب جنون العظمة والهلوسة والعدوانية وفقدان التحكم في النفس. وتلك ليست حتى نصف مرجعية الأمراض والمخاطر.
على الصعيد العالمي، وفقًا للمعهد القومي للصحة (NIH) فقد ارتفعت حالات الوفيات الناجمة مباشرة عن تعاطي المخدرات بنسبة ٦٠ في المائة من عام ٢٠٠٠ إلى عام ٢٠١٥ وفي عام ٢٠١٥ حدثت أكثر من ١٦٠ ألف حالة وفاة بسبب جرعات التعاطي الزائدة.
في أيامنا هذه، يعاني أكثر من ٧ ملايين فرد من اضطراب المخدرات غير المشروع وعادةً ما تحدث وفاة واحدة من بين كل أربع وفيات بسبب جرعة زائدة أو تعاطي مخدرات كما ذكر المعهد القومي للصحة.
والذي مازلنا نحاول فهمه هو أنه بغض النظر عن إمكانيات الخطر والإدمان المميت، فإن استخدام أنواع مختلفة من المخدرات وإساءة استعمالها لم يعد ينظر إليه باعتباره من المحرمات الرئيسية كما كان؛ وهو ما يرفع إحصاءات استخدامه يوميًّا.
قالت أمل باديب، كبيرة المستشارين في مركز صحة الطلاب في الجامعة الأمريكية بالقاهرة: «بالطبع تعاطي بعض أنواع المخدرات أصبح طبيعيًّا في هذه الأيام وبعض الشباب يستخدمون الحشيش، على سبيل المثال، وأحيانًا يخلطونه مع الكحول والمواد الأخرى، ويواصلون تجاوز الجرعات.»
أضافت أن هذا السلوك يعود إلى قلة الوعي لدينا في المجتمع، فالناس يجهلون الآثار طويلة المدى لهذه المواد.
استطاعت القافلة التواصل مع بعض النماذج من المجتمع المصري الذين استطاعوا أن يقلعوا عن الإدمان.
قال حالة (أ) ٢٦، «بدأت تعاطي المخدرات منذ تسع سنوات مع بعض أصدقائي. وأقلعت قبل شهرين. إنه من الآمن القول: إن هذه الفترة لم تكن بأي حال من الأحوال فترة مثالية من حياتي.»
أضاف أن المواد السامة مثل التتراهيدروكانابينول، والكيتامين، والكوكايين، والحمض دمرت حياته كلها تقريبًا. لكن ما إن عاد إلى طبيعته مرة أخرى حتى اكتشف أنه قام بتدمير حياته الأكاديمية.
أضاف، «هذه هي السنة الثامنة لي كطالب جامعي. وهذا الفصل الدراسي هو الأول بدون مخدرات. أريد فعلًا التخرج. فعندما كنت بالمدرسة، كنت أحصل على أعلى درجات الشرف، حتى أنني حصلت على ١٠٠.٥ ٪ في الثانوية العامة.»
استرجع بشكل مؤلم سنوات حياته الضائعة. وأضاف أنه كان جزءًا من المنتخب الوطني لكرة السلة، عندما كان يبلغ من العمر ١٥ عامًا فقط.
وأضاف، «لقد تعرضت لإصابة في كتفي الأيسر عندما كان عمري ١٧ عامًا وبدأت استخدام التتراهيدروكانابينول بعد شهرين. عندها بدأ كل شيء في الانهيار، خطوة تلو الأخرى.»
شرح أن أحد الأسباب وراء قرار إقلاعه في النهاية هو وزنه الذي استمر في الارتفاع.
قال: «بعد ترك كرة السلة، ازددت ٢٠ كيلوغرامًا وسواء كان ذلك من علامات الأعشاب الضارة أو الزيوت أو غيرها، فإن كل هذه المواد تجعلك تشعر بالجوع طوال الوقت ولم أكن أستطيع مقاومة ذلك.»
عند الحديث عن السبب الأساسي الذي جعله يتعاطى المخدرات – بخلاف خوضه التجربة مع أصدقائه – أكد أنه جاء من منزل متماسك وأنه لم يكن يوجد اختلالات تؤدي إلى تعاطيه.
قال: «إن أهلي حقًّا لا يستحقون هذا. لقد كان والداي في الواقع جزءًا من سبب إقلاعي، وأدركت أنهما لا يستحقان كل هذا العناء، وأنا أعلم أنه يمكنني أن أقلع بمفردي.»
لم يكن والدا المدمن السابق ذكره يدركان أنه كان يدخن السجائر، ناهيك عن تعاطي المخدرات وإدمانها. بالإضافة إلى ذلك، فلديه أيضًا أشقاء ناجحون، أحدهم طالب صيدلي والآخر طالب في كلية الطب.
أضاف، «لم يعرفوا حتى النهاية. وعندما علموا، خاصةً الأكبر منهم سنًّا أراد أن يرسلني إلى مصحة. لكنني أردت أن أثبت أنه يمكنني الإقلاع بمفردي وأنني لست مدمنًا. وبالفعل، استطعت ذلك.»
كما نصح بأن وجود دعم للعائلة والأصدقاء هو شيء مهم للغاية. ومع ذلك، شدد على أن الشخص لن يتوقف إلا إذا أراد ذلك بنفسه ولن يحدث شيء ما لم تضعه في عقلك.
أما الحالة (ب) ٢٥، قد بدأ في التعاطي عندما كان عمره ١٣عامًا فقط. لكن تعمق عندما بلغ السادسة عشرة من عمره، وكان يق=ول إنه كان مدخنًا مزمنًا وأن تعاطي المخدرات جاء بعد ذلك.
قال: «لقد أقلعت قبل ١٨ شهرًا وبالنسبة للمبتدئين، لم أكن أعتقد في الواقع أن الحشيش لديه أضرار صارمة فيما يفعله بالجسم والعقل. يرجع السبب الأساسي في ذلك إلى صورته النمطية بين الشباب وجعله يبدو طبيعيًّا بدرجة كبيرة في المجتمع.»
وذكر الآثار الجانبية قصيرة المدى التي بدأ يلاحظها في وقت مبكر مثل التعب المستمر والكسل، بالإضافة إلى الذاكرة القصيرة.
وأضاف، «المرحلة الثانية بالنسبة لي هي عندما تبدأ بالتفكير في أنه أمر طبيعي لأنك تفعل المادة فقط لمدة نصف ساعة بجرعة صغيرة. ولكن الانتقال من هذا إلى سيطرتها على يومك بالكامل فهو شيء آخر.»
وأبرز مدمن الحشيش السابق أن الحشيش ساعده في البداية لأنه كان طالبًا في العلوم، وتدخين المادة كان يجعل الأمر أسهل عليه وكان بسببه يتحمل الصعوبات التي واجهها يوميًّا.
علاوة على ذلك، تحدث عن الآثار الجانبية الرئيسية التي يمكن أن يحدثها هذا الإدمان على حياة الفرد الشخصية بالإضافة إلى أن هذه المواد كانت تجبره أن يكون متهورًا.
بدأت نقطة التحول بالنسبة له وبدأت رحلة الإقلاع عنه بمرض والده – اعترف أنه قبل هذه النقطة، لم يكن الأمر مهمًّا لأنه كان يتعلق برفاهيته وحياته الشخصية. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بتحمل المسؤوليات الفعلية ورعاية أسرته، لم تعد نفسه الذي يؤلمها.
فيجب أن يتحلى الفرد بالإرادة ويحظى بمساعدة من حوله.