هل وجدت مغزى لحياتك بعد؟
تقرير مونيكا نجيب
عقد مركز الإرشاد النفسي وخدمات التدريب ورشة عمل لمناقشة مفهوم الأزمة الوجودية والفرق بين الذات الحقيقية والذات المزيفة، يوم ٢٤ مارس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
افتتح جيمي مندوزا، أستاذ علم النفس بالجامعة، الورشة قائلًا، «مَن أنا وما هي هويتي وإلى أين أنا ذاهب هو سؤال عام من الجميع وخاصة طلاب السنة الأخيرة في الجامعة حيث إنهم مقبلون على مرحلة جديدة من حياتهم بعد التخرج.»
تم طرح هذا السؤال من قبل في العديد من المجالات مثل الأدب والفلسفة، ولكن ركزت هذه الورشة على علم النفس الوجودي الذي يدور حول معنى أن يكون للفرد هدفًا في الحياة».
قالت منى الروبي، مستشارة بمركز الإرشاد النفسي في الجامعة، “إن أهمية وجود معنى للحياة تؤدي حتمًا إلى حياة سعيدة.»
أشارت الروبي إلى كتاب فيكتور فرانكل، «البحث عن المعنى»، حيث توجد قصة عن امرأة فقدت أحد ولديها. طريقة بسيطة ساعدت هذه المرأة في التغلب على خسارتها هي أن تتخيل أن عمرها ٨٠ عامًا على فراش الموت.
أعطى هذا معنى لها في الحياة لأنها كانت راضية عما أنجزته طوال حياتها.
أضافت الروبي، “إن العثور على معنى للحياة شيء متغير من شخص لآخر ومن وقت لآخر».
أشارت الروبي إلى أنه عندما يشعر الأفراد بأن حياتهم ليس لها أي معنى، فإنهم يوافقون المجتمع في كل شيء، فإن غالبية الناس يتركون معايير المجتمع تسيطر على حياتهم لأنه من السهل الخضوع للقواعد الاجتماعية بدلًا من السعي للحرية.
قالت كريستين منير، طالبة علوم سياسية في السنة الثالثة، «هدفي في الحياة هو أن أصبح ناشطة سياسية، والطريق إلى حلمي ليس سهلًا لأن المجتمع يفرض العديد من القواعد علي السياسيين.
أشارت الروبي إلى العقبات التي يواجهها الناس عند البحث عن معنى للحياة، مثل الخوف من الفشل والأحكام المسبقة من الناس.
قالت علياء القاضي، طالبة أحياء في السنة الأولي، «هدفي هو أن أعيش حياة مليئة بالتجارب والذكريات. لا أريد أبدًا أن أندم
على شيء لم أفعله عندما أكبر سناً، ولكن عدوي الأكبر هو نفسي.
قالت الروبي إن هناك عقبة أخرى يجب التغلب عليها، وهي الضغط الأسري الذي يحجم من حياة الأبناء.
مثال بسيط على ذلك، هو عندما يضغط الآباء على أطفالهم لاختيار تخصص معين في الجامعة. إذا لم يترك الآباء لأطفالهم فرصة إيجاد هدفهم في الحياة، فسيجد أطفالهم صعوبة في العثور على معنى لحياتهم، وسيشعرون بالقلق الذي يمنعهم من فعل أي شيء.
قالت مرام طلبة، طالبة ماجستير علم النفس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، “إن اتخاذ القرار الصحيح يعد عملية صعبة مليئة بالتحديات، ولكنها تتطلب أيضًا التحرر من سيطرة المجتمع.
فمثلًا، للمعتقدات الشعبية الشائعة دور كبير في نشأة الأبناء، وبالتالي تصبح العادات والتقاليد عائقًا أمام حرية الأفراد.
أضافت طلبة أن الذات الحقيقية «حية وعفوية ومبدعة» وتُكتشف في التجربة، وليس شيئًا مفروضًا. علاوة على ذلك، فهي تعكس معنى للحياة لكل شخص.
قالت طلبة إن أولئك الذين يجدون المعنى الحقيقي للحياة دائمًا ما يكونون نشيطين واجتماعيين، والأهم من ذلك أنهم سعداء. من ناحية أخرى، فإن الأشخاص الذين يتركون معايير المجتمع تسيطر على حياتهم دائمًا ما يكونون خجولين وأنطوائيين وتعساء.
أشارت الروبي إلى طرق للعثور على معنى قيّم في الحياة، مثل الانخراط في شيء مهم كالعمل أو التعليم أو التطوع، أو حتى توفير الرعاية لإنسان آخر. كل هذا يساعد الفرد في إضافة قيمة إلى حياته و تختلف الطريقة حسب ميول كل فرد.
قالت كريستينا جرجس، مستشارة بمركز الإرشاد النفسي، إن الإبداع لا يقتصر على الفنون، حيث لا يوجد اختلاف في عملية رسم لوحة واكتشاف الفرد لأشياء جديدة في ذاته.
قال مندوزا إن أزمة الهوية قد تأتي أكثر من مرة علي مدار الحياة، وأن الناس بحاجة إلى اتخاذ قرارات حيوية في حياتهم، وإلا سيكونون محبطين طوال حياتهم.
أضافت طلبة على ذلك، «يهتم مركز الإرشاد النفسي بمساعدة الطلاب على العثور على هدفهم في الحياة، ونحن نحاول قدر الإمكان أن نتقبل احتياجات جميع الطلاب.»