عرض ومناقشة فيلم الضيف: ما وراء الجدل
تقرير: آية أبوشادي
عقد نادي الخدمة المجتمعية التابع للجامعة الأمريكية بالقاهرة، رابطة المتطوعين في العمل (VIA)، عرض ومناقشة فيلم الضيف، الذي يُعد فيلمًا مثيرًا للجدل في ١١ من مارس في حرم الجامعة الأمريكية بقاعة باسيلي.
تم عرض الفيلم من الساعة السادسة إلى الثامنة مساءًا، ثم انعقدت المناقشة مع بعض طاقم الفيلم. أدارت المناقشة ميرڤت أبو عوف، أستاذة قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، في حضور العديد مِن الطلاب والضيوف.
عُرِض فيلم الضيف بدور العرض في ٨ يناير من عام ٢٠١٩. فيلم الضيف هو فيلم مصري من بطولة الفنان خالد الصاوي في دور الدكتور و المفكر «يحيى التيجاني»، الفنان الشاب أحمد مالك في دور «أسامة»، الشاب المتطرف، الفنانة شيرين رضا في دور الزوجة «مارلين» والفنانة الشابة جميلة عوض في دور الإبنة «فريدة».
يدور الفيلم حول شاب «أسامة» تدعوه حبيبته »فريدة» إلى العشاء، ليقابل عائلتها ويتعرف عليه «يحيى و مارلين» من أجل خططهم المستقبلية سويًا. ثم يتحول العشاء المرح بسرعة إلى سلسلة من المناقشات الساخنة، و الضحكات المصاحبة للبكاء.
قال الفنان خالد الصاوي، «قبل أي شيء، أريد حقًا أن أحيي صحيفة القافلة لاستمرارها لفترات طويلة. أتذكر عندما كنت طالبًا في جامعة القاهرة، كنت أسمع عنها كثيرًا. هناك العديد من المنشورات لصحف أخرى توقفت، فإن استمرار القافلة عمل اعتبره عظيم جدًا.»
وأشار الصاوي إلى مدى فخره بالمشاركة في هذا اليوم، خاصًة أن VIA يحرصون على أن تقسم إيرادات تذاكر هذا العرض بين دور للأيتام في القاهرة.
وعندما سئل عما إذا كان قلقًا بشأن المواضيع المثيرة للجدل التي يتناولها الفيلم وكيف سيكون رد فعل المجتمع الإسلامي المصري؛ أنكر الصاوي قلقه تماما.
تشير المواضيع المثيرة للجدل إلى الطابع الرئيسي للفيلم؛ وإلى رأي «التيجاني» في الحجاب الذي ينكر مصداقيته وكذلك الجدل العام حول شخصية «أسامة» لكونه شابًا سلفيًا متطرفًا.
أضاف قائلًا، «أعلم أنه منذ إصدار الفيلم، هاجمت بعض أجزاء وسائل الإعلام الاجتماعية وجهات النظر وعناوين الفيلم بشكل عام، وليس لدي أي مشكلة على الإطلاق مع الخلافات والنقد. ولكن معظم الناس قد هاجموا وجهة النظر المنافية للحجاب وتجاهلوا المشكلة الرئيسية وهي « أسامة» نفسه وكيف أن هناك في الواقع أشخاصا مثله حولنا.»
وقال «صراحًة، أحب القصص التي تجعل الناس يفكرون ويفتحون عقولهم لأفكار جديدة. الأمر لا يتعلق بالجدل بقدر ما يتعلق بالتفكير ببساطة وخلق نقاش حول قضية مهمة.»
قال إياد حجازي، ١٩، طالب العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، «هذا الفيلم هام جدا، إنه يسلط الضوء على المشاكل الكارثية التي تحدث حولنا، منها التطرف الديني ولكن معظم الناس يختارون أن يتركوها في الظلام حتى يتفادوا المواجهات.»
أضاف حجازي أن التيجاني لم يهاجم معتقدات أحد، مشيرا إلى رأيه المعارض للحجاب، أكد حجازي ان الشخصية عرضت وجهة نظرها بتقديم دلائل ووثائق تاريخية.
ناقش الصاوي شخصية «التيجاني» في الفيلم؛ وهو كاتب وباحث ومفكر سياسي. عبر الصاوي عن عدم تشابه أو تطابق شخصية «التيجاني» وشخصية «الصاوي.»
قال الصاوي، «عندما أدرس الأدوار التي أقوم تقمصها، آخذ شخصيتي كخالد خارج السياق بأكمله. لذلك، أقوم بالفصل بين هويتي كشخص بما امتلك من معتقدات وبين الدور الذي ألعبه.
أضاف» إذا عاملت نفسك والشخصية التي تلعبها كشيء واحدًا، قد تقع في فخ أن تعجبك أكبر عيوب شخصيتك.»
عبر الفنان الشاب مالك الذي لعب دورًا فعالًا في المناقشة أيضًا عن حرصه في تلقي دروس اللغة العربية بشكل مكثف لمدة أربعة أشهر من أجل أن يتقن نطق المفردات واللغة بشكل جيد.
أوضح مالك، «هذا جزء كبير من هوية أسامة وإذا أساء استخدام اللغة العربية على سبيل المثال، فإنه قد يفقد مصداقيته على الفور.»
علاوة على ذلك، ذكرا كل من الصاوى ومالك رغبتهما أن ينتجا شيئًا مثاليًا من هذا الفيلم. ولهذا السبب حرصوا على أن لا يتواصلوا مع شخصياتهم الحقيقية حتى خارج إطار التصوير ليكونوا صادقين.
شرح مالك، «عندما ندرك أن لدينا مشهدًا حاسمًا وصعباً قريبًا، نبذل قصارى جهدنا للحصول على مساحتنا الخاصة قبل ذلك.»
وأشار إلى أن غرفة التصوير كانت تعتبر صغيرة إلى حد كبير وامتلئت بعدد هائل من الناس بداخلها عند التصوير.
سألت الأستاذة أبوعوف كلا الممثلين عن أصعب المشاهد التي صوروها للفيلم ؛ في حين ذكر الصاوي مشهد اعتراف البطل عن أخطائه الماضية لزوجته وابنته ، قائًلا أن ذلك كان مِن الصعب تصويره.
أضاف مالك، «بالنسبة إليّ، كان الجانب الجسدي من المشهد الأخير مُهلكـًا و صعبًا جدًا، وكنا متعبين بالفعل. لقد صورنا ال٣٠ دقيقة الخاصة بهذا المشهد في أسبوع واحد فقط.»
قالت منى سليمان، المدير العام للعرض و المناقشة، «كانت عملية تنظيم هذا الحدث صعبة حقا. ولكننا كنا حريصين على عرض مثل هذا الفيلم الهام والحاسم، الذي أثار الكثير من الأسئلة وفتح بابًا للمناقشات. خاصة أننا لا نملك هذا النوع من الأفلام في مصر بغزارة ونعرف أن الطلاب سوف يهتمون بالحضور.»
أوضحت سليمان أنه كما تم إذاعة على وسائل التواصل الاجتماعي، كان سيحضر المناقشة باقية فريق عمل الفيلم (جميلة عوض، شيرين رضا) و حتى المؤلف و المخرج كما تم الاتفاق عليه مع الشركة المنتجة، و لكن الكل اعتذر لأسباب شخصية قبل المناسبة بوقت قليل.
الفيلم من تأليف الكاتب والمؤلف إبراهيم عيسى ومِن إخراج الأستاذ هادي الباجوري.