مائة عام من القافلة
تقرير: إيمان خروشة
احتفلت القافلة بِما يُقارب المائة عام على مرورها في يومٍ جمع عدد من رؤساء التحرير والمحررين والصحفيين السابقين، في عرض فنِّيٍّ يجمع كل الأعداد السابقة منذ عام ١٩٢٥ وحتى الآن، وذلك في السابع عشر مِن شهر فبراير لهذا العام في معرض صور الجامعة الأمريكية.
دُعيَ إلى هذا المعرض الكثير مِن رؤساء التحرير الذين وضعوا بصمةً على القافلة؛ مثل لميس الحديدي، المديرة التنفيذية لجريدة العالم اليوم ورئيسة تحرير القافلة عام ١٩٨٦ بالإضافة إلى إيناس بركات، مستشارة اتصالات التسويق في شركة استشارات بركات ورئيسة تحرير سابقة للقافلة، والمزيد من خريجي الجامعة الأمريكية الذين كانوا يومًا جزءًا مِن هذه الجريدة.
قُدِّمَت فكرة هذا المعرض إلى الأستاذ فِراس الأطرقشي، رئيس قسم الصحافة والإعلام، مِن قِبَل دوريس جونز، أستاذة قسم البلاغة والتأليف الإنجليزي. وقد استغرق هذا العمل أسابيع عديدة حتى يظهر إلى النور بهذا الشكل الفريد من نوعه.
قال الأطرقشي: «طالما كانت القافلة بمنزلة العائلة التي تضم الصحفيين، المحررين، المصورين وحتى محرري تخطيط شكل الجريدة».
أضافت الحديدي: «القافلة كانت بدايتي، إنها المكان الذي أدركت فيه رغبتي بأن أكون صحفية».
شرحت الحديدي أنه بعد مرور ثلاثين عامًا على كونها طالبة في الجامعة الأمريكية وصحفية ثم رئيسة تحرير في القافلة، فإن قدومها لهذا المكان الذي تراه بيتها مازال يشعرها بالشعور ذاته والحماس ذاته.
أضافت: «كانت القافلة التجربة.. التجربة الصغيرة جدًّا قبل الخروج للعالم الخارجي».
قالت الحديدي إنها واجهت بعض الصعوبات أثناء شغلها منصب رئيسة التحرير، مثل المشكلات التقنية وذلك بسبب عدم توافر عناصر التكنولوجيا المتاحة الآن.
ألقت بركات الضوء على الفرق الذي وضعته التكنولوجيا على القافلة وشكلها قائلة: « كانت التقارير آنذاك تُكتب يدويًّا على الآلات الكاتبة وليس على الكمبيوتر.. كان يوم الأربعاء أشبه بحصة قص ولزق، على عكس ما يحدث الآن».
أضافت الحديدي أن تسليم العدد في المواعيد المحددة كانت مِن ضمن المشكلات الأساسية.
قالت دانيا عكاوي، طالبة الصحافة والإعلام ورئيسة التحرير الحالية للقافلة: «أواجه بعض الصعوبات في تسليم العدد إلى الطباعة في الوقت المحدد، وذلك غالبًا بسبب تعطل الكمبيوتر».
أكدت الحديدي على أهمية اللغة العربية بالنسبة إلى التقارير، لأن اللغة العربية في ذلك الوقت بدأت تكون لغةً أساسية للقافلة، وليست اللغة الإنجليزية فقط.
قالت: «بدأت اللغة العربية تكون مهمة، لذلك كنت أكتب مقالاتي باللغة العربية آنذاك».
أشارت أيضًا مريم رزق، مذيعة في راديو بي بي سي باللغة العربية ومديرة تحرير سابقة لقسم اللغة العربية للقافلة، إلى الأهمية التي تمثلها اللغة العربية في العالم الخارجي؛ أي بعد التعليم الجامعي، وشرحت أنها أدركت بعد تخرجها مِن الجامعة سبب حث الطلاب على الاهتمام باللغة العربية.
شرحت رزق أنه لولا تمكنها من اللغة العربية، ما كانت قد استطاعت أن تحظى بفرص عملٍ كثيرة حتى إن المؤسسات الإعلامية الأجنبية تتطلب التمكُّن مِن اللغة العربية.
أضافت: «أنصح كل الطلاب بأن يهتموا باللغة العربية وتنميتها، فإنها شيء ثمين يجب ألَّا يضيع».
شارك كل رؤساء التحرير السابقين بعض الصعوبات، والتي يبدو أن كل مَن يشغل هذا المنصب يواجهها؛ قالت نادين عوض الله، صحفية في مؤسسة رويترز ورئيسة تحرير للقافلة عامي ٢٠١٥و٢٠١٦، إنها واجهت صعوبة في التحكم في طاقم العمل الزائد.
قالت عوض الله للقافلة: «على سبيل المثال، احتاج بعض أعضاء طاقم العمل تمرينًا بنسبة أكبر مِن البعض الآخر الذي كان متمكنًا مِن الكتابة، لذلك كان من الصعب دائمًا إحكام التوازن ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب»
بالإضافة إلى ذلك، شرحت عوض الله أن فترتي ٢٠١٤ و ٢٠١٥ اتسمتا بعدم الاستقرار السياسي، ولذلك فهي كرئيسة تحرير لجريدة طلابية، كانت تحاول أن توازن بين تغطية أخبار الجامعة وأخبار مصر بشكل عام.
لذلك، فإن معرفة احتياجات القراء شيء مهم للغاية.
قالت عوض الله إن القافلة تُعَلِّم الصحفيين المبتدئين كيفية الإفصاح عما يريدون مِن مقابلات وما إلى ذلك، وكيفية تطوير مهارات التواصل، وذلك تمهيدًا للحياة العملية.
تعد أحد مميزات القافلة أنها تنشر الأخبار الجديدة وتُناقش قضايا قد لا تُناقش عادةً في المجتمع المصري مثل التنمر وما إلى ذلك.
قالت بركات إن القافلة كانت أول مَن نشر عن قضية التحرش الجنسي في الصفحات الأولى، وكان ذلك بسبب حادث التحرش الذي حدث بجوار الجامعة وأدى ذلك التقرير إلى تركيب الجامعة لعواميد إنارة بجوار الجامعة وحول سكن الفتيات الجامعي.
أوضحت داليا بليغ، محررة اللغة الإنجليزية في الأمم المتحدة للإعلام ورئيسة تحرير القافلة لعامي 1980-1981، أنه آنذاك لَم يكن مِن المقبول مناقشة قضايا سياسية أو دينية في الجريدة.
ولكن مع ذلك، نشرت هي وطاقم العمل كاريكاتير لفنان كاريكاتير فلسطيني، يسخر مِن القادة العرب بسبب عدم دعمهم للقضية الفلسطينية.