تحليل «الحركة الطلابية في الجامعة الأمريكية»
تقرير: بسنت سمهوت
عقد نادي المطورين «developers» مناقشة حول كتاب «الحركة الطلابية في الجامعة الأمريكية» للكاتب طاهر المعتز بالله رئيس إتحاد الطلبة لعام ٢٠١٢- ٢٠١٣ بقاعة معتز الألفي، يوم الإثنين الموافق ٢٥ فبراير من هذه السنة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
شرحت نوران حسن، نائب رئيس نادي المطورين، أن المهمة الرئيسية للنادي هي تنمية مهارات طلاب الجامعة، ولهذا شعروا أن هذه المناقشة قد تساعد في زيادة الوعي بالظروف الحالية من خلال كتاب مرتبط مباشرةً بالطلاب.
قالت حسن، «لقد عملنا بالفعل على هذه المناقشة حتى قبل بدء فصل الربيع، وكذلك قبل إصدار الكتاب نفسه، كما شعرنا أن هذه المناقشة مهمة حقًا لطلاب الجامعة الأمريكية في الوقت الحالي.»
أما طاهر، فصرح أن كتاب «حركة الطلبة والسياسة الوطنية في مصر» للكاتب أحمد عبدالله رزة كان عاملًا أساسيًا دفعه للمشاركة في الساحة السياسية في الجامعة وسرد قصته.
فقد ساعده الكتاب بالفعل على إدراك تاريخ الحركات الطلابية ومدى تأثيرها على المجتمع والحياة السياسية في مصر خارج أسوار الجامعات من سنة ١٩١٩ حتى الآن.
قال طاهر، «أدركت أن الكيان الطلابي قوة لا يستهان بها.»
وكذلك أضاف، «إن كتاب الحركة الطلابية في الجامعة الأمريكية ليس محايدًا، إنه منحاز للطلبة ويعبر عن تجربتي الشخصية.»
أكد طاهر أن الكتاب لا يسعى لتحريض الطلاب على اتخاذ نفس القرارات أو على اتخاذه قدوة، ولكنه مجرد قص لتجربته.
على صعيد آخر، أصر طاهر على أن التكرار الأعمى للأحداث أو التصرفات دون مراعاة الاختلافات في الزمن والمناخ السياسي خطأ كارثي، وقد وضح أن الكتاب يسعى لتوصيل ثلاثة دروس.
وضح طاهر أن تلك الدروس تتمثل في قوة الطلاب التي لا يدركون مدى تأثيرها، بالإضافة إلى أن الاختيار مُتاح في أي وقتٍ، فهناك دائما طريقة للخروج من أي وضع سيئ أو قمعي؛ ولا وجود لعصر ذهبي للنشاط السياسي الطلابي.»
نوه الكتاب لرابط ما بين الأحداث داخل الجامعة وفي شوارع مصر وساحاتها السياسية في ذلك الوقت، وذلك ملحوظ في حكي أحداث بوابة عمر محسن في ٢٠١٠.
عند ذلك الحين، كانت قد قررت الإدارة غلق بوابة عمر محسن، و ذلك أدى إلى إزعاج لا داعي منه للطلاب. قرر أحد الطلاب آنذاك الاحتجاج أمام البوابة وظلوا يدفعونها بشدة حتى تحطم القفل الذي يغلق البوابة وبقيت مفتوحة لليوم التالي.
عبر طاهر عن مشاعره في تلك الآونة قائلاً، «عندما فتحنا البوابة انتابني شعور غريب بالدهشة والقوة، وهو أننا قد فتحنا البوابة رغم أنف الإدارة.»
علقت إحدى الحاضرات على الرابط ما بين معاناة الشعب المصري في ذلك الحين إلى بوابة مغلقة، «كيف تقارن مابين ظلم وتعذيب وغلاء وبين إعاقة صغيرة ليومك كطالب جامعي ذو امتياز؟»
لم ينف طاهر مدى تفاهة هذه القضية مقارنةً بمعاناة الشعب المصري في تلك الفترة، ولكنه أوضح أن النظر إلى الموقف من منظور مختلف، منظور التعدي على الحرية الشخصية والإحاطة أو تعطيل الحركة هو إشارة لمشكلة أكبر في وسط تفاهة الموقف من نظرة سطحية.
ومن هنا، أُجريَت مناقشة أخرى عن العنف والتعدي على حرية الطلاب الذين يريدون المرور بهذه الفترة من حياتهم في سلام، وآخرون يعترضون على الأسلوب العنيف الذي اتخذه الطلبة مثلما حطموا القفل.
وهنا بدأت بعض المناوشات بين المقدمة وطاهر على معنى العنف، فتساءل طاهر، هل يصنف كسر قفل بثلاث جنيهات على أنه عنف؟»
فردت المقدمة، «وما ذنبي أنا كطالب يريد أن يحصل على شهادته بدون شوشرة أو تعطيل؟» مشيرةً إلى غلق بوابات الجامعة ومنع الناس من الدخول في ٢٠١٢.
وأضافت، «طلاب كثيرون لم يعلموا بغلق الأبواب وجاءوا للجامعة كالمعتاد ليجدوا أنهم ممنوعين من الدخول.»
إن الحركة الطلابية المحددة في كتاب طاهر لا تخلو من العيوب، وصرح طاهر بذلك مشيراً إلى أسلوب إتخاذ القرارات في غرف مغلقة كمجموعة أصدقاء بدون دمج باقي الأراء.
هذا النموذج أدى لتهميش البنات تحديداً في إتخاذ القرارات وطبعاً أدى هذا الأسلوب إلى خلافات داخلية بين الطلاب.
أشار طاهر أن الحركات الطلابية تمر بأوقات خمول ونشاط، وأنها تحتاج لمراكز قوة صغيرة لدفع إنطلاق الحركة. مراكز القوة هذه تحاول أن تتحكم في كفتي ميزان لتغيض المقياس إلى جانبهم.
وحينما سئل عن رأيه في النشاط الطلابي الحالي قال، «أعتقد أن الفترة الماضية كانت فترة خمول، إننا متجهين نحو منعطف تجاه عودة نشاط الحركات الطلابية في الجامعة مرة أخرى.»