خطوات لإدارة واستدامة الأعمال العائلية
تقرير : إسلام عبد الباقي
نظمت كلية إدارة الأعمال مناقشة عن كيفية إدارة الأعمال العائلية والعمل على استدامة نجاحها، وعُقِدَت في قاعة ماري كروس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة يوم الأحد الموافق ١٠ من فبراير.
يبدأ المشروع العائلي بمبادرة فردية أو خطة جماعية لتأسيس عمل مشترك. لكن نجاح هذا المشروع واستمراره يبقى رهن العقلية التي يُدار بها العمل، والتي تحدد خط سير النشاط الاقتصادي حاضرًا واستقراره وتطوّره مستقبلًا.
أوضح أشرف شتا، أستاذ مساعد في إدارة الأعمال ومنظم الحدث.»واحدة من المشاكل هي أن استقبال أفراد من غير أفراد العائلة أو مواهب محتملة نحو الأعمال العائلية عادة ما يكون سلبيًّا لأنه من الصعب عليهم الوصول إلى الإدارة العليا» ،
على مستوى التنظيم، تواجه أفراد العائلة العديد من التحديات مع بعضهم البعض،مما يمكن أن يؤدي إلى انهيار الشركة أو المشروع، ولكن هناك الكثير من التعليمات يمكن أن يتبعها أصحاب المشاريع للحفاظ على الكيان الخاص بهم.
قال الدكتور نبيل دياب، الرئيس التنفيذي لشركة Prince waterhouse cooper أنه كلما زادت قيم العائلة المالكة للعمل زادت نسبة نجاح العمل.
من خلال الحياة اليومية، يرى الكثيرون أن الأمانة والثقة من أهم الصفات التي تنير الطريق للتعاملات بين الأشخاص؛ ولذلك فهي أساس نجاح العمل العائلي.
أوضح الدكتور دياب، أنه يجب على الشركاء من العائلة الواحدة الحفاظ على قيمهم الأخلاقية مثل الأمانة، الثقة، كيفية التعامل مع المشاكل المتعلقة بالعمل والعائلة وتفاديها، والبعد عن الطمع.
أكد دكتور دياب، أن ٨٠٪ من اقتصاد الدولة قائم على المشاريع العائلية؛ ولذلك يجب الحفاظ على هذه المشاريع ودعمها عن طريق نشر الوعي بكيفية التعامل مع المشاريع، ووضع خطط لتطوير هذه المشاريع.
تفشل الكثير من المشاريع العائلية نتيجة للمشاكل الشخصية التي تؤثر على العمل بسبب عدم وضوح طرف من الأطراف، وينتج عن ذلك تعطل العمل، وعدم القدرة على احتواء الموقف وحله.
للحد من الخلافات وحتى تتم ممارسة العمل بطريقة سليمة، يجب تكليف الشخص الأكثر حكمة من العائلة بالشؤون الشخصية ومنع تعارضها مع الشؤون الإدارية.
العمل بشركة العائلة ليس فرضًا على الجميع؛ لهذا يجب اختيار أكثرهم كفاءة لإدارة العمل و لضمان نجاح الشركة بدلًا من الاعتماد على أفراد غير مؤهلين.
بالإضافة إلى ذلك، فاتخاذ القرارات في العمل من أهم النقاط التي يجب أن يتفق عليها الشركاء، ويجب الأخذ بمشورة جميع الأفراد وموافقتهم على جميع القرارات.
تكمن نسبة كبيرة من نجاح الشركة في التفكير بمستقبلها، ومن عوامل التفكير في مستقبل العمل هو التفكير في الأجيال القادمة لمتابعة هذا العمل.
أكدت ميسا بدير، مساعد مدير في شركة Prince waterhouse cooper، على أهمية حضور الأجيال الناشئة للاجتماعات الخاصة بالعمل، وذلك لتسهيل عملية نقل المعلومات واتخاذ القرارات.
تُعَد مشاركة هذه الأجيال من أهم الخطوات لتجهيزهم وتعليمهم كيفية إدارة العمل والتعامل مع المواقف المختلفة.أيضًا، يمكن الاستفادة منهم في مجالات التطور التكنولوجي لمواكبة العصور الحديثة القادمة، وذلك بسبب اعتماد معظم الأعمال على التكنولوجيا المتطورة.
قالت فاطمة الدمرداش، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية إدارة الأعمال، «من المهم التفكير في رؤية جديدة للشركة ولكن مع المحافظة على الأساسيات والمعايير الأخلاقية للشركة».
أضاف الدكتور دياب، « يجب اختيار الشخص المؤهل من العائلة للعمل، ليس كل شخص في العائلة يجب ان يعمل».
أكد الدكتور دياب، أنه يجب تعيين شخص من خارج العائلة في إدارة الشركة ليكون بمثابة فاصل بين أعضاء الشركة من العائلة.
يضيف وجود شخص محايد من خارج العائلة مصداقية لقرارات الشركة ونظرة مختلفة وغير منحازة لأحد الأطراف.
تظهر الكثير من المشاكل والخلافات عند اتخاذ القرارات وينتج عن تلك المشكلات صراعات عائلية فيصعب تحديد القرار الصائب لمصلحة الشركة.
لذلك يجب علي أفراد العائلة التفكير في المصير العائلي ككل وليس كفرد لأنه بمجرد وجود عمل يربط بين العائلة فمن الجائز حدوث العديد من المشاكل بسبب عدم التزام أحد الأفراد والتفكير كفرد وليس كعائلة.
في النهاية أثبتت ندوة الدكتور دياب، أن العمل العائلي يستمر في النجاح ،ولكن الاستمرارية تستوجب الكثير من الحكمة والتخطيط والاعتماد على الأفراد المؤهلة فقط من العائلة لمتابعة العمل، ولكن من أهم الأشياء التي تؤدي إلى النجاح هي التفريق بين مشاكل العمل والخلافات العائلية.