العقل السليم في الجسم السليم : مقـولة يهـددها التنـمر الرياضي
«أنا تعبان، مش هقدر اروح التمرين اليوم». ادعاء الكثير من الناس أنهم مرضى لتجنب الذهاب للتدريب قد يكون نتيجة لأسباب شتى، ومنها لأنهم يكرهون الرياضة أو يكرهون مدربها.
يعتقد العديد من المدربين ان ترهيب المتدربين يجعل منهم رياضيين أكثر تركيزًا وأقوى جسديا و نفسيا. سواء كنت طفلاً او كبير في السن، فهناك احتمالية ليست بالضعيفة انك تعرضت بشكل او باخر للتنمر في مختلف المراحل العمرية.
قال مهاب فؤاد، عضو الأكاديمية الألمانية للطب الرياضي التطبيقي، للقافلة، «هناك بعض الثقافات التي تستخدم التنمر في التدريب، وأدى ذلك إلى أن يصبح رياضيوها ناجحين في مجالهم. ومع ذلك، فإن معظمهم يواجه اضطرابات نفسية ويتعاطون المخدرات ما بعد الاعتزال، وهذا هو السبب في أنه غير مقبول على الإطلاق حيث أنه له تأثير سلبي على نفسية الرياضي فيما بعد.»
وفي بعض الدول، يتعرض المدربين الذين يمارسون العنف والتنمر مع المتدربين للمسائله القانونيه، لأنهم يسيئون استخدام سلطاتهم في ترهيب الآخرين، معتقدين منهم ان ذلك قادرا علي خلق رياضيين أفضل. أضاف فؤاد «لا يوجد مكسب مع وجود الشهرة و المعاناة من اضطرابات نفسية مستقبلية.»
بالتنمر على الأطفال في التدريب من قبل مدربيهم أو زملائهم، قد يؤدي ذلك إلى توقفهم عن ممارسة الرياضة، وتجنب التفاعلات الاجتماعية، ويعانون من الاكتئاب والصدمة.
أشار فؤاد، «الأطفال لم يتعرضوا لضغوطات اجتماعية ونفسية، مما لا يمكنهم إصدار أحكام صحيحة. لذلك أي ردود فعل سلبية يتلقونها يمكن أن تُفهم بطريقة ضارة، وبالتالي يجب على المدربين أن يعتنوا بأفعالهم عندما يتعاملون معهم.»
وفقًا لمنظمة مساعدة الطفل، يتعرض ما بين 40٪ و 50٪ من الرياضيين للتنمر أو التحرش في التدريب.
قال فؤاد، عندما يتعرض أحد الرياضين للمضايقات من قبل المدرب، عليه أن يحاول تحويل الشعور السلبي إلى شعور إيجابي من خلال العمل على تحسين الأشياء الجيدة التي يمتلكها، أو من خلال تقييم نفسه لمعرفة إذا كان يفتقر شئ او يحتاج الى تكثيف مجهوداته لتطوير مهارة معينة.
هناك فرق كبير بين التحفيز والتنمر، حيث ينظر العديد من المدربين إلى التنمر كعامل تحفيزي لرياضييهم. لا يدرك الكثير من المدربين الفرق بينهم لأنهم يظنون أن الوسيلتين يؤدون إلى نفس النتيجة، ولكنهم لا يدركون أن اي كانت وسيلة التواصل، يرون فيها انه طالما النتيجه واحده فالخيار الأسهل هو الأنسب طالما أنه لن يجهدهم.
قال فؤاد، «هناك بعض الألعاب الرياضية التي تتطلب درجة عالية من التحفيز. ويمكن الإشارة إلى ذلك على أنه ليس تنمر كما يعتقد البعض، مثل الملاكمة والفنون القتالية المختلطة كعنصر لجعل الرياضي أكثر تركيزًا وحزمًا أثناء القتال.»
أكد الدكتور محمد خضر، رئيس مجلس إدارة نيتروجينومكس الشرق الأوسط، أن جميع الرياضات هي فن الحياة، ويجب أن يقوم أي شكل من أشكال الرياضة على المهارات المهنية وليس المهارات العنيفة.
قال خضر، «مهما كانت هذه الرياضة، لا يوجد حاجة للعنف أو التسلط في الرياضة، كان محمد علي ملاكمًا، وكان معروفًا جيداً بروحه الرياضية. أنا أحث جميع المدربين بشدة على تجنب استخدام التسلط في التدريب لأنه لا يجعل الرياضيين يتحكمون في عقلهم، واستخدام المعرفة والتخطيط الاستراتيجي لتعزيز أداء رياضييهم.»
يتسبب التنمر الذي يواجه الرياضيون في حدوث جرح نفسي لهم، ويمكن أن يؤدي بالكثير من الناس إلى تجنب ممارسة الرياضة على الإطلاق، فقط لتجنب التنمر من طرف المدرب، بالإضافة إلى التنمر بين زملائهم في الرياضات الجماعية.
قال الطالب ح.ن للقافلة، «عندما كنت صغيرا، أُجبرت على الذهاب إلى لتدريب السباحة. هناك أيديولوجية في مصر ان عندما نجبر او يتم التنمر علينا، نتمرن بشكل افضل. عندما كنت أسبح، اعتدت على رؤية الفتيات التي تلعب الباليه المائي يتعرضن للإهانة والضرب من قبل مدربهن، ولم يعترض أحد.»
وأضاف ح.ن أن التنمر في التدريب قد يكون ضروري في بعض الحالات عندما لا يرغب أحد في التدريب أو إذا أراد شخص أن يكون رياضيا محترفا. «أعتقد أن تنمر المدرب للاعبيه يمكن أن يكون مفيدًا في بعض الأحيان إذا تم تطبيقه بحد معين.»
فؤاد هو مؤسس Build & Burn Gym (بيلد آند بيرن جيم) ، ومن خلال خبرته، شاهد نتائج سلبية للغاية عندما قامت مدربة بمضايقة عميلة.
قال فؤاد، «أتت فتاة إلى الجيم وأصبحت عضوًا، وكانت متحمسة جدًا لتغيير جسمها. لم تأتي مرة أخرى، لم أكن أفهم لماذا، لذلك قررت إجراء تحقيق لمعرفة السبب. تبين أن المدربة التي كانت تدربها كانت تسخر من نقاط ضعفها، وكانت تقول تعليقات سلبية لها بغرض تحفيزها، ولكنه أدى إلى نتيجة سلبية وقمت بالاعتذار لها وتوعية المدربة بأنه تصرف خاطئ.»
يوضح هذا المثال أن التنمر في الرياضة يمكن أن يسحق حماسة شخص ما ويجعله يتنازل عن هدفه بسبب بعض الكلمات المؤذية التى يعتقد المدربين أنها من أساسيات التدريب ويحق لهم فعل ذلك.