لنـجـاة التـحـرش الجـنسي التنمر مـن الإهـانة إلـي الإدانـة
الكثير من ضحايا التحرش الجنسي يترددون كثيراً بشأن الحديث عن ما تعرضوا له، في بعض الأحيان يفضلون عدم الإفصاح علي الإطلاق. وذلك لأن في معظم الأوقات يلوم المجتمع الضحية، وقد يتهمُها بأنها المخطئة.
تنتشر ظاهرة التحرش الجنسي بمصر، وذلك قد يحدث بالشارع أمام المارة، أو خلف أبواب البيوت المغلقة، والتي من المفترض أن تكون مصدر للأمان والسعادة،. أصدرت مؤسسة تومسون رويترز بعام ٢٠١٧، تقرير يفيد بأن القاهرة أخطر مدينة للنساء.
نسب بلاغات التحرش تعد قليلة جداً مقارنة بحوادث التحرش بمصر وذلك لنظرة المجتمع المشينة لضحايا التحرش من النساء. نتيجة لذلك، عدد كبير من حوادث التحرش لا يوثق، ويبقي المتحرش حر دون عقاب.
قررت س.ب.، طالبة بالسنة الثالثة بكلية تجارة، الحديث عن تجربتها الخاصة وتعرضها للتحرش بعمر الخامس عشر. وذلك عندما كانت عضوة بفريق السباحة التوقيعية وقام مدربها بلمسها بطريقة غير مريحة وغير لائقة.
تقول س.ب.، «بنهاية اليوم، عرفت كل الأسرة عن الحادثة ولكن لم يحاول أحد التحدث لي أو سؤالي عما أشعر. قرر أبي تجاهل الموضوع كأنه لا يعرف شئ وسألتني أمي عن التفاصيل دون التطرق إلى السؤال عن شعورى.»
بجانب موقف عائلتها السلبي، تعرضت س.ب. لإنتقادات عنيفة بالرغم من أنها الضحية. إتهمها البعض بأنها تختلق قصص لتتهرب من التدريب، و الأخرين إتهموها بأنها هي من سمحت بذلك.
أضافت س.ب. «سألنى عدد من أصدقائي الأولاد عن الملابس التي أرتديها أثناء التدريب وكيف أتعامل مع المدرب.»
بمجرد أن تستجمع ناجية التحرش الجنسى شجاعتها وتقرر الحديث عما تعرضت له وإدانة المتحرش، يوجه لها المحيطين سيل من الأسئلة التى تشكك فى سلوكها بدلاً من التركيز على الحادث أو إدانة المتحرش.
تقول ع.س.، فتاة حديثة التخرج، «عندما أعود للمنزل وأشتكي لأهلي من التحرش اللفظي الذي أتعرض له بالشارع، يصيح،ن بوجهي ويشيرون إلي مظهري معللين بأنه سبب التحرش، وذلك بدلاً من تشجيعي لأخذ موقف ضد المتحرش.
تحكي ع.س. بأنها في مرة من المرات التي تعرضت فيها للتحرش، قررت أن تقوم بعمل بلاغ ،لكنها قامت بذلك من وراء أهلها لأنهم لن يسمحوا لها أبداً بتعريض نفسها لذلك الموقف. ولكن للأسف بدلاً من أن تأخذ حقها، تعرضت للعديد من الأسئلة التى تحمل نبرة إتهام من قبل المحقق. كما أنهم أشاروا لما حدث بأنه من الطبيعي أن ينظر الرجل لجسد المرأة إن كانت ترتدي بنطال ضيق وأنه أفضل شئ لها كأمرأة حتى تسلم من التحرش هو أن ترتدي ملابس محتشمة وحجاب.
بالنهاية عرف أهلها بالمحضر وتعرضت للإنتهاك الجسدي والمعنوي من قبل أسرتها.
التحرش الجنسي لا يقتصر على النساء فقط، ولكن يتعرض بعض الرجال للتحرش أيضاً. لا يتكلم الرجال عن تعرضهم للتحرش خوفاً من أن يقلل ذلك من رجولتهم أمام الأخريين.
قال طالب بالعام الأخير بالثانوية العامة، «تعرضت للإضطهاد من قبل مدرس الرياضيات. كان يجب أن يدعمني الأخرين بدلاً من التقليل من شأني والحديث عني بصورة سيئة.» وأكمل حديثه موضحاً بأن معلمه كان يلمسه بطريقة غير مريحة. فلم تكن العلاقة بينه وبين معلمه علاقة إحترام وود كما يفترض أن تكون.
تعرف الجامعه ما يحدث من تحرش جنسي بمجتمع الجامعة الصغير. لذلك قامت تنظيم ورش عمل للحد من التحرش وذلك عام ٢٠١٢.
قال محمد عاشور، مؤسس فصول مكافحة التحرش بالجامعة وأحد خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة, «دربت أكثر من ٤٥ فتاة كيف تتصدى للمتحرش وسمعت لقصصهم وما تعرضوا له.»
تركز فصول عاشورعلي تقديم الدعم النفسي للفتيات من خلال مشاركة قصصهم دون الخوف من إصدار أحكام عليهم. هو أيضاً يعلم الفتيات بعض الحيل لمحاربة التحرش الجنسي.