Opinion

مدرسة الشهيد محمد وحيد قنديل

دائماً ما كنت اتسائل عن الصورة المعلقة في جميع منازلنا و خصوصاً انها معلقة بحجم كبير في بيت العائلة، يوجد في الصورة رجل مصري يرتدي بدلة الجيش. و دائماً ما كنت اسمع انه يوجد بطل في عائلتنا اسمه وحيد قنديل، الذي استشهد في حرب “او بالاخص انتصار” السادس من أكتوبر.

ولكن كان ينتابني الفضول كثيراً عن معرفة التفاصيل حول قصة الشهيد وحيد قنديل و لكن لا اعلم لماذا لم اكن اسأل ابي او احدي اعمامي، كل ما كنت اعلمه هو ان ابي واعمامي تخرجوا من مدرسة الشهيد وحيد قنديل الثانوية بنين.

وتمر الأعوام على دون اي فرق طوال عمري، يأتي يوم السادس من أكتوبر و نحتفل فقط بأنه اجازة رسمية تعفينا من الذهاب الى المدرسة، الجامعة أو العمل. و لكن هذا العام بالاخص و بالصدفة الباحتة، إحدى المواد التي أخذها هذا التيرم تتطلب مني المشاهدة علي فيلمين او ثلاثة لهم علاقة بانتصار حرب السادس من اكتوبر، فقررت البدء بمشاهدة فيلم “الرصاصة لا تزال في جيبي” مع العلم انني رأيته من قبل و لكن هذه المرة رأيته بعين مختلفة، لقد رأيته بعين ضباط الجيش في وقت الحرب، و عين اهالي الضباط في هذا الوقت وهم علي نار من أن تصلهم أي معلومات ليطمئنوا على أولادهم، وبالأخص رأيته بعين عائلتي التي كانت تنتظر اي خبر او معدومة عن ابنهم الذي يحارب الاعداء في هذا الوقت.

قررت بعدها ان اعرف معلومات اكثر عن الشهيد محمد وحيد قنديل وعن التفاصيل التي مرت بها العائلة في وقت الحرب. الشهيد نقيب طيار محمد وحيد قنديل طيار مقاتل مج 21، من أبطال القوات الجوية في حرب أكتوبر 73، مواليد قرية رملة الأنجب مركز أشمون، محافظة المنوفية فى ٢٤/٦/١٩٤٨.

فى عام١٩٦٩ حصل على الشهادة الثانوية العامة ثم التحق بالكلية الجوية. بعد قضاء فترة التدريب فى ليبيا التحق وحيد بمطار “دراو” بأسوان واستمر به حتى قامت حرب السادس من أكتوبر المجيدة والذى استُشهِدَ فى أول طلعاتها بعدما اسقط طائرتين ميراج بكل مهارة ودقة ولكن للاسف اصيبت طائرة البطل وقال انه سيقتحم دبابات العدو بطائرته وسقط البطل ودمر رتل الدبابات المعادي.

استكملت مشاهدة الفيلم الذي قام ببطولته محمود يس عندما كان ضابط في القوات الحربية و رجع إلى بلده بعد الانتصار مرفوع الرأس و جميع أهالي البلدة منتظرينه. علي النطاق الآخر، لم يكن هذا رد فعل عائلتي بعد انتهاء الحرب مع العلم انهم كانوا في منتهي السعادة بعبور الجيش المصري خط بارليف و استرجاع سينا، لكن انتابهم الحزن الشديد المصحوب بدموع الفرحة على فقدان ابن بلدتهم الشهيد محمد وحيد قنديل. ثم ذات الصباح تم تغيير اسم المدرسة الثانوية الاساسية في قرية رملة الانجب لتكون على اسم الشهيد.

لم اكن اعلم انني منت قد اتأثر و افخر بالشهيد لهذه الدرجة بعد سماع القصة بأكملها، فالآن اود ان اسأل، هل مازال شباب مصر فخورين بشهدائهم وهل مازالوا يريدون التخلص من الاحتلال الصهيوني وإسترجاع الأرض العربية فلسطين مثلما عرض في الفيلم؟

في الواقع لست متأكدة من الاجابة و لكن كل ما اتمناه هو وجود شباب بنفس الفكر والمبادئ التي سوف تساعد علي تحرير الأرض المحتلة ووجود شباب لا مانع لهم بفداء ارواحهم من اجل هذا الهدف السامي.

رحم الله أرواح شهداء الوطن على مدار السنين.