معـرض نور: رحلة البحث عن الضوء الداخلي
سعيًا إلى الوصول إلى ما يُقدّر أنه، في نهاية المطاف هدف الحياة، قدم فنانين لوحات ذات حواف دقيقة باستخدامهم المتميز لفرشاة الطلاء، بطلاقة، وبشكل رائع وبليغ.
تعرض لوحات الفنانين المعبرة بمعرض آزاد في الزمالك بالقاهرة، بعنوان «نور» و يستمر العرض في الفترة من 26 أكتوبر وحتى 2 نوفمبر. يصور العرض القدرة الفائقة لدى التصور البصري للأعمال الفنية للتعبير عما لا يوصف، وما هو غير مسموع.
قدمت الفنانة المصرية دعاء حاتم، أستاذة الديكور في كلية الفنون التطبيقية، مدفوعة باكتشافها، من خلال فنها، المشاعر، والخبرات الإنسانية، توضيحُا عميقًا لمن، أو بالأحرى ماذا، تكون «نور».
يقدم معرض نور نظرة ثاقبة على الحاجة الحاسمة لاكتساب، «نور المعرفة»، بدلًا من اكتساب قدر كبير من المعرفة. تكمن الضرورة في ضم الفهم المتغير والتفكير في قوتهم في عقولنا وخياراتنا ومشاعرنا … كياننا فى كلمة واحدة.
نور، تسليط الضوء على أهمية التنوير.
قالت حاتم، «العثور على نورنا يكمل بحثنا عن السعادة، وحكمة السعادة، التي تحدثت عنها جميع الأديان وجميع الفلسفات. وأضافت حاتم أن النتيجة اللاحقة، وهي تحقيق رضانا بكل نعم الحياة، لا تغذي أجسادنا فحسب، بل أيضًا أرواحنا، جوهر كياننا.»
وأضافت حاتم، «بصراحة، هذا ما أبحث عنه بقوة منذ فترة طويلة، وأتمنى من خلال لوحاتي أن يكتسب المتفرجون شعورًا بالارتقاء، روحيًّا وفكريًّا.»
تحاول حاتم أن تنقل رسالتها إلى شريحة معينة من الجمهور، فوفقًا لما يراه، «عالم الفن» ما يجعل الفنان ناجحًا هو قدرته على نقل رسالته لاشخاص من خلفيات وثقافات مختلفة، و استقبال فهم واسع النطاق من فنهم.
قالت حاتم، «هدفي هو إرسال رسالتى للبشرية. نجاح الفنان يكمن فى قدرته على تقشير الطبقات الخارجية من البشر، والتوصل للضوء في داخلهم، بغض النظر عن خارجهم.»
بالنسبة إلى لوحات حاتم المعروضة، فإن مواد اختيارها المفضلة هي ألوان الزيت، مع استخدام طفيف للورق الفضي والذهبي على القماش.
وأضافت حاتم أنه، في أيام محددة خلال المعرض، ستحيا مع الفنان وجيه ياسا لوحات صورية لجمهورها، مما سيسمح بأجواء مريحة ودافئة في المعرض، من اجتماع الجمهور بالفنانين، و اجتماع الفنانين بطائفة متنوعة من الناس.
قالت حاتم، «إن رسم شخص لا تعرف عنه شيئًا تقريبًا أمر مثير للتفكير، لأنه يسمح لي حينئذٍ برسم انطباعات سريعة طورتها عن شخص ما. وأضافت حاتم،»إنها بالفعل تجربة ممتعة للفنان، وكذلك للجمهور.»
من خلال التأمل في معنى الحياة من خلال لوحاتها، واستخدامها كوحى لها، أكدت حاتم أهمية مداعبة أرواحنا، وخاصة الفنانين الذين تعد عندهم، «معارك داخلية دائمة».
قالت حاتم، «ضع نفسك قبل الفنان بداخلك. استكشف الجانب الإنساني لك، ثم استكشف المزيد. اوصل كإنسان، ثم كفنان. ابحث عن رحلتك الاستكشافية، والأهم من ذلك، لا تخسر عن نفسك في العملية.»
في كثير من الأحيان، يجتمع الفنانون في محاولة لتوسيع معرفتهم الفنية مع بعضهم البعض. جاءت حاتم، جنبًا إلى جنب مع الفنان المصري-الكندي وجيه ياسا، باشتراك عشقهم لعنصر اللون.
وعلى الرغم من نهجه المختلف، و إنتاجه ياسا لوحات مجردة، ساعد تقديرهم المتبادل للون في التجميع الخلاب لمعرضهم.
أوضحت حاتم، «كل منا يمتصنا اللون، واللون، في الأساس، يصاحب الضوء. من خلال اللون، نقدم التقدير للضوء، والضوء هو بطل الرواية في أعمالي الفنية، محرك تصميمي، والأهم، ضميرى.»
وافقها الرأي ياسا عندما قال، «الضوء هو أهم جزء في القطعة فنية، خاصة أننا نرى اللون من خلال الضوء. أيضًا، لأنني في الأصل فنان ألوان المائية، الضوء له معنى غير محدود بالنسبة لي.»
أرسل ياسا مذكرة لفناني عصرنا، مؤكدًا أهمية الممارسة الفنية، وكذلك تعزيز معارفهم الإنسانية.
استقبل نور بحماس عددًا كبيرًا من النّاس في ليلة الافتتاح، من طلاب إلى أساتذة، لأصدقاء وأسرالفنانين، مقدمًا أجواء عشائرية، حيث يجمع الفن كلّه في مكان واحد.
قالت ندى محسن البالغة من العمر 34 سنة، وهي أم لطفلين، «جئت مع ابنتي لأني أريدهم أن يكبروا على الفن. أريدهم أن يطرحوا أسئلة حول معاني اللوحات وأعتقد بصراحة أن هذا يساعدني على تعليمهم دروس الحياة في وقت مبكر وبطريقة فنية رائعة.»