منظور جديد لقضية المساواة بين الرجل والمرأة من خلال «الأرانب»
قضية المرأة العربية بين التهميش والخضوع هي قضية أمه يبحث لها الجميع عن مخرج من أجل النهوض بحقوق المرأه العربيه ومساواتها مع الرجل في المجتمع.
تناولت مسرحية الأرانب من إخراج الدكتور محمود اللوزي، أستاذ المسرح، هذه القضية و تبنتها أثناء العرض الذي أقيم في مسرح «جيرهارت» في مقر الجامعة الأمريكية في التجمع الخامس، تحكي «الأرانب» قصة زوجين غير مستقرين عن رأيهم في دور المرأة في المجتمع. ويحاولون من خلال تجربة علمية فريدة أن يكتشفوا حقوق المرأة في المجتمع المصري القديم.
يستند مرجع مسرحية الأرانب إلى الكتاب الذي يحمل نفس الاسم، الذي كتبه الكاتب الراحل لطفي الخولي، والذي يتبع حياة الزوجين، أسامة، الذي يلعبه الطالب بقسم الفنون المسرحية، تيام قمر، وقسمت، التي تلعبها الطالبة بنفس القسم ريم عامر.
يؤمن أسامة أنه يجب على النساء البقاء في المنزل وأنهن لا يتمتعن بالحق في العمل. كما يمثل لأفكار المؤمنة بإبعاد المرأة عن الشارع والعمل وتحريم الدور القيادي لها، حتى أنه أجبر زوجته قسمت على ترك وظيفتها فقط بدون إعطائها حقها الطبيعي في مناقشته لهذا القرار.
حاول قمر «أسامه» أن يقدم رأيه عن كيفية ارغام المرأة للخضوع التام لرغباته عن طريق قيامه بتقييد حريتها وتحديد إقامتها في البيت. حتى أنه في فترات كثيرة كان يتركها من أجل السهر مع أصدقائه مع ترك زوجته بائسه وحيده في البيت وسط ملابسه الرديئه التي تحتاج للخياطه المكثفه. هذا النموزج يمثل بعض الرجال في الوطن العربي الذين يريدون التأكد من استغلال نسائهم بأكبر قدر ممكن من الفعالية لتسهيل حياة الرجال وتحسين حياتهم.
تناضل ريم عامر «قسمت» للعودة إلى القوى العاملة وتحاول إقناع زوجها أسامة عدة مرات بشتي الطرق والوسائل المتاحة بالسماح لها بالعودة إلى العمل بالرغم من اقتناعها بصعوبة الأمر واستحالة تنفيذه علي أرض الواقع.
بعد رفض أسامة المتكرر، قررت قسمت أن تعمل بدون علمه بمساعدة الشيخ معروف، الذي أداه الطالب بكلية الهندسة، يوسف أمير، وهو شخصية دينية شكلا ولكن ليس موضوعا لأنه لديه مبادئ متناقضة غير ثابتة ويتلاعب بالكتب الإسلامية بالطريقة التي ستعمل لصالحه وتخدم أغراضه الشخصية.ازداد التوتر بين الزوجين بعد أن اكتشف اسامة لعمل زوجته بدون موافقته.
دكتور يونس، الذي يلعب دوره الطالب بكلية العلوم السياسية، مروان عبد المنعم، يتواجد في كثير من الأحيان في منزل أسامة وقسمت وكان شاهدا على الكثير من الصراعات بينهما، و ليضع حد لمشاكلهم يلجأ إلى حل غير اعتيادي وهو لقاح أحادي الجنس أو «الأرانب».
حول اللقاح حياة الزوجين رأسا على عقب بتحويل أسامة إلى امرأة وقسمت إلى رجل.
ريم عامر، الممثلة التي لعبت دور قسمت صرحت لجريدة القافله، «عندما بدأت وضع نفسي في حذاء قسمت، وركزت حقا على طريقتها وكلماتها ، أدركت أنها ليست أنانية على الإطلاق, كانت حجتها تستند دائمًا إلى مصلحتها هي و زوجها، ولأنها أرادت أن يكبروا سويا… وكانت صبورة معه من أجل الحفاظ علي حياتهم الزوجيه.»
شرحت عامر، «بالنسبة لي، فإن كون المرء رجلاً هو أصعب شيء، فقد يكون ذلك بسبب الطريقة التي يريد المجتمع من النساء أن يتصرفن بها أو يتحركن بطريقة معينة. بالنسبة لي، كان الأمر صعباً لأنني شعرت بعدم الارتياح وخجولة للقيام بذلك، وكان عليّ أن أكون شجاعة للقيام بذلك، وكنت سعيدة جداً أنني قمت بدور الرجل.»
ضحك الجمهور بشكل هستيري عندما ظهر الممثلون لأول مرة بعد تبادل الماكياج والأزياء إلى الاستخدام الفعال الأضواء والأصوات، وعلى وجه الخصوص كيف تمكن الممثلون من ضبط نغماتهم لتتناسب مع جنسهم الجديد. تم صنع الأزياء في المسرحية من قبل البروفيسور جيني أرنولد أستاذة الفنون المسرحية بالجامعة الأمريكية بالاضافة إلى انه تم إدارة الأصوات والمسرح من قبل أحمد سمير الملوك و سليمه درويش الذان صفق لهما الكثيرون من الحاضرين لقدرتهم على ضبط الإيقاع.
الأرانب في المسرحية هي تشبيه أسامة و قسمت، اللذان يشبهان الأرانب في اختبار تجريبي للعقار احادي الجنس. وتم رستخدامهم كأول البشر الذين جربوا العقار.
الممثلين البارزين قمر وعامر مهدوا طريقهم إلى أول أداء مسرحي، وكانوا قادرين على خلق التفاعل اللازم في صفوف الجماهير العريضة الذين ملأوا ارجاء المسرح بشكل كبير، حيث كانت هناك ردود فعل مختلفة من الحشود طوال المسرحية. تمكن قمر من تقديم رؤية عن كيفية تحكم الرجال في زوجاتهم و انهم لا يريدون سوى الطاعة ثم الطاعة منهم.
وبينما تمكنت عامر من كسب تعاطف ودعم الجمهور، تمكنت من إظهار كيف كانت عاقلة وناضجة في معتقداتها و اختياراتها، و اوضحت للجميع كيف كانت المرأة مظلومة في ذلك الوقت.
أما عن رأي الجمهور في المسرحية قالت الطالبة دينا ضياء، طالبة في الفنون التطبيقية بالجامعة الألماني، «كانت مشاهدة المسرحية ممتعة للغاية بالنسبة لي، فأنا أحب فكرة المسرحية حيث أن هذا الصراع لا يزال موجودًا في مجتمعنا. ومع ذلك، هناك العديد من المحاولات التي تهدف إلى تمكين المرأة في المجتمع والعمل على خلق نوع من المساواة بين الجنسين.»