دعوة إلي إيقاف المماطلة والتكاسل من مكتب الصحة النفسية للطلاب
وقت الاختبارات كل عام يشبه بعضه، حيث تمتلئ المكتبة بالعديد مِن الطلاب الذين قد يتغاضون عن حضور بعض المحاضرات حتى يقضون وقتهم في المذاكرة. حتى الدور الثالث الذي قلّما يوجد به طلاب، يصبح فجأةً متكدس.
قالت نورهان خالد، المستشارة الأكاديمية لمكتب الراحة النفسية للطلاب، «المماطلة والتكاسل ينتج عن عدم تقدير الوقت والاستهانة به.»
قدمت خالد ورشة عمل خاصة بالتحفيز والتغاضي عن التكاسل والمماطلة، مِن قِبَل مكتب الراحة النفسية للطلاب يوم ٢٤ مِن أكتوبر لهذا العام.
قال كريم محمد، طالب هندسة الميكانيكا، «طالما كانت المماطلة مشكلة كبيرة بالنسبة إليّ، إن استطعت مسبقاً التخلص مِن التكاسل ودبرت وقتي تدبيراً مُحكماً، لكنت اجتزت الكثير مِن المصاعب في المواد الدراسية.»
شرحت خالد أن إحدى الأسباب التي تدفع الطلاب إلى تأجيل أعمالهم وواجباتهم الدراسية، هي أنهم يخدعون أنفسهم بفكرة أنهم سيؤدون ذلك العمل في وقتٍ قريب، ولكنه في الواقع ينقلب إلى وقتٍ لاحق. وحتى يكفّ الطلاب عن ذلك الأسلوب، عليهم أولاً معرفة السبب الذي يدفعهم لذلك.
المماطلون عادةً يستمرون في تأجيل أعمالهم إلى أوقاتٍ لاحقة حتى يتعدون على مسار العمل. مسار العمل هو الحد الفاصل بين تأدية عملٍ ما باسترخاء وتركيز و وجود وقت للراحة، والانتظار قبل وقت التسليم مباشرةً للبدء في العمل.
هذا لا يعني أن الطلاب لا يكونوا قلقين وتحت ضغط بسبب مواعيد التسليم، حيث شرحت خالد أنهم قد لا يجدون تحفيزاً كافياً حتى يشرعوا في العمل على مهامهم، حتى يصل قلقهم إلى ذُروة مسار العمل. وهُنا، يُصدَمون بواقع وجود العديد مِن التسليمات التي اقترب وقتها ويبذلون قصارى جهودهم حتى ينتهون منهم.
ولكن، على الرغم مِن معرفة العواقب المترتبة على المماطلة وتأجيل الأعمال المهمة إلى وقتٍ لاحق، لا يزال الطلاب متشبثون بتلك العادة السيئة. وشرحت خالد كيفية استحواذ المماطلة على الجزء العقلاني للإنسان قائلة، «نحن نشعر بالضغط والقلق والعجز.»
قال أستاذ الصحافة والإعلام علاء عبدالغني، «لا يأتي الطلاب في ميعادهم حيث يستيقظون في وقت متأخر للعمل طوال الليل ويستعجلون، وبالتالي لا يقدمون نتائج جيدة.» أشارت خالد إلى أن الطلاب لا يجب أن يشتكوا مِن الضغط الذي يضعه الأساتذة عليهم لتسليم مشروع ما أو عمل ما، لكونهم لا يستطيعون التحكم والسيطرة على وقتهم مِن الأساس ولإهدارهم إياه في أشياء أقل أهمية.
وقالت، «حينما يؤجَل عملاً ما إلى اللحظات الأخيرة، فتكون هذه مسؤولية الطالب. وذلك لا يكون بسبب عدم وجود وقتاً كافياً، إنما يكون بسبب قلة تقدير الطالب للوقت.»
شرحت خالد أن مِن أجل تدبير الوقت جيداً، يجب أن يقوم الطالب بعمل جدول أعمال مُحكَم بحيث يوجود وقتاً محدداً خاصاً بكل عمل. ويساعد هذا الجدول الطلاب في المحافظة على مسار العمل وعدم التشتت بالمحيطات.
وأضافت أن لوضع حداً لهذه العادة السيئة، يجب على الطلاب أن يتأقلموا مع إحدى الطرق الفعالة للقضاء على ذلك. إحدى هذه الطرق هي تحليل التكاليف والمنافع، وأثناء تطبيق هذه الطريقة يستطيع الطالب أن يحدد المزايا والعيوب للقيام بأمرٍ ما قبل موعد التسليم مباشرةً، أو القيام به باسترخاء أثناء وجود وقتاً كافياً.
شرحت خالد أن هناك طريقة أخرى يستطيع الطلاب تطبيقها، وهي وضع خطة ورسم أهداف يريدون الوصول إليها. وقدمت نصيحة للطلاب قائلةً، «رتِب المهام الخاصة بك حسب الأهمية.»
اقترحت نورهان أيضاً على الطلاب أن يطلبوا العون مِن صديق أو أحد أفراد العائلة. حيث إن تكاسل الطالب عن طريق تقضية الوقت على الإنترنت، يجب أن يقوم شخص بتغيير الباسورد/كلمة المرور الخاصة بالطالب حتى يؤدون عملهم في وقته. وأضافت، «ينطبق ذلك على أي مصدر مِن مصادر التشتت.»