الساحرة المستديرة :الجزء الثاني
«أنا ألعب اذاً انا موجود» على طريقة ديكارت فاز النادي الأهلي على غريمه العنيد وفاق سطيف في مجموع لقائي الذهاب 3-2 ليتأهل لنهائي دوري أبطال أفريقيا لملاقاة الترجي التونسي. القلعه الحمراء و مدربها كارتيرون يمتازون بالواقعية الشديدة هذا الموسم فكارتيرون لا يريد المغامرة او القيام بدور البطل المغوار لكي لا يصطدم بحائط صد منيع. كارتيرون وكعادته بدء بخطته الثابتة 4-2-3-1 مع تغيير بسيط و هو الدفع بأيمن أشرف في مركز الباك ليفت.
اكثر المشاكل التي واجهت كارتيرون كانت الاختراقات المستمرة من جانب لاعبي وفاق سطيف الجزائري عن طريق جبهة أيمن أشرف التي كانت هي والعدم سواء. لكن ما أغضبني كمشجع كروي قبل أن أكون مصري أن رشيد طاوسي مدرب سطيف كان عنيد بطريقه مستفزه و هو ما تبين فالأحصائيات عندما سنحا له فرصة التسجيل من خلال 22 ضربة ركنية لكن لم تشكل أي منها مصدر خطورة علي الأهلي. فلو كنت أنا مدرب من المستحيل الأ أجيد قراءة الملعب لأنها يا طاوسي أ-ب تدريب , طاوسي لم يلاحظ عدم وجود الهداف الذي يستطيع استغلال الكرات العرضية و عدم اندفاع لاعبيه أثناء تنفيذ العرضيات لهذا صمم علي القيام بطلعات جويه مكثفه على أمل زيادة غلة الأهداف في مرمى المنافس.
علي النقيض أغلب هجمات الوفاق الخطيره كانت عن طريق الأطراف فالفريق لعب علي قدر إمكانيات لاعبيه واستغلوا عامل الأرض و الجمهور و وجدوا ثغرة واضحة في ناحية أيمن أشرف و ثغرة أخرى عند سعد سمير أحرزوا منها الهدف الثاني وأضاعوا العديد من الفرص الخطيرة. لكن كارتيرون علي الناحية الأخري اثبت انه مدرب متخصص في أفريقيا فقط و هو ما يميز الفرنسي عن سابقيه, كارتيرون يعتمد علي تهييْ و تجهيز اللاعبين نفسيا قبل تجهيزهم بدنيا و فنيا و هو ما تحتاجه لقاءات الأدغال الأفريقية العنيدة التي دائما ما تمتليء بالمشجعين الذين لا يكفون عن التشجيع طوال التسعون دقيقه و يبعثون برسالة خوف لكل المنافسين.
وضح هذا من خلال نزول لاعبي الأهلي بكل ثقه و طمأنينه وكادوا أن يسجلوا في الشوط الأول لكن حارس سطيف منع ازارو و وليد سليمان من التسجيل من خلال سلاح الهجمات المرتدة الذي استغله كارتيرون أحسن استغلال. فلو لاحظنا سنرى أن كارتيرون أعتمد في هذا اللقاء على تقدم فريق سطيف الى المناطق الهجومية الحمراء حتي يتسني له الفرصة للقيام بهجمات مرتدة لتسجيل هدف الطمأنينه و هو ما تحقق عندما قاد وليد سليمان هجمة فردية في الشوط الثاني عندما كان في وضع مهاجم أمام اثنين مساكين قبل دفاع حتى سددها في المرمى معلنا عن تسجيل أولى أهداف اللقاء. لكن ما ينبغي من كارتيرون أن يفعله هو القيام بتصحيح الأخطاء الفردية المتكررة من الدفاع الأهلاوي قبل لقاء الترجي التونسي في النهائي.
سعد سمير المساك على سبيل المثال كان يخشى « وان أون وان» و كان قليل التركيز في اللقاءات, الحل هو تصحيح أخطائه او اللعب على مبدأ الأمان و الاستعانة بأيمن أشرف مجددا في الدفاع الأهلاوي و تحريك محمد هاني باك ليفت اضطراريا حتي يتفادي كارتيرون سرعات لاعبي الترجي في الاختراق من الأطراف و كورهم العرضية الخطيرة التي من المستحيل أن تجلي من كوليبالي لكن من الممكن ان تخدع سعد سمير في احدي المرات و تشكل خطورة على المرمى ووضعه» مع النادي الأهلي كتميمة حظ مشجعي القلعة الحمراء أم ينقلب السحر على الساحر و تذهب النجمة التاسعه لأبناء تونس المجيدة؟