نموذج ترامب: تأثير وسائل الإعلام الجديدة على المجتمعات
انعقدت محاضرة بعنوان «الأجندة الإعلامية، وكيفية تأثير التغطيات الإعلامية على تصور الشعوب للقضايا والمشكلات المهمة»، في يوم الأربعاء الموافق السابع عشر مِن شهر أكتوبر لهذا العام. قدم الأستاذ وين وانتا، أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة فلوريدا والمتخصص إعلاميًّا، لدراسة قد قام بها مِن قبل عن تأثير وسائل الإعلام الجديدة على الرأي العام.
شرح الأستاذ وانتا أن نظرية الإتصال الإعلامي وعدة نظريات إعلامية أخرى تُفسر كيفية الإعداد والتحكم بجداول أعمال وسائل الإعلام. وقال، «ترتيب الأولويات وسائل الإعلام المعروفة باسم ترتيب الأولويات هو شيء موجود منذ ١٩٦٣ويرجع ذلك إلى كتاب برنارد كوهين الذي تحدث فيه عن تلك النظرية.»
وأوضح أن الوسائل الإعلامية بشتى أنواعها تتحكم في المعلومات التي تصل إلى الناس، بل يتحكمون في السيطرة على عقولهم أيضًا، وحثهم على التفكير فيما يريدونهم أن يعتقدوه.
قال الأستاذ وانتا، «إن تحكمت حكومة فاسدة في وسائل الإعلام، فهذا لا يُعَد شيئًا إيجابيًّا».
استخدم الأستاذ وانتا، دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، كنموذج لذلك. حيث وضح أن الرئيس ترامب، يحاول أن يشتت انتباه العالم عن قضايا مهمة تحدث، باستخدامه موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» .
وشرح أن بعض الناس في الولايات المتحدة يخشون استخدام اسم ترامب، ويفضلون نداءه ب «٤٥». وأَضاف، «٤٥ يؤثر على الإعلام بشكل عام مِن خلال تغريداته على موقع تويتر».
قال وانتا إن إعداد خطة أعمال وسائل الإعلام ينقسم إلى عدة مراحل؛ المرحلة الأولى، هي تحديد الأشياء أو الأشخاص المهمة للتأثيرعلى آراء الشعوب وذلك لأن الناس عادةً تتأثر بالشخصيات العامة. والمرحلة الثانية، هي التركيز وإلقاء الضوء على ما يعتقد صناع الميديا أنه الجانب المهم والذي يجب على المجتمع فهم قضيةٍ ما مِن خلاله.
ودلل على ذلك باستخدامه مثال يخص ترامب، وهو إتهام عشرين امرأة له بالتحرش الجنسي، فقال أن ردة فعل ترامب آنذاك أنه أتى بسيدات قد إتهمن الرئيس السابق بيل كلينتون بالتحرش الجنسي. وهدف ترامب وراء ذلك، هو أن يصرف الانتباه عنه إلى السيدات اللاتي اتهمن كلينتون.
وبذلك، فإنه يتحكم في ما يريد للناس أن يروه مِن خلال أفعاله. ولكونه شخصية عامة، فكل ما يفعله يؤثر بشكلٍ أو بآخر على الرأي العام.
وأوضح وانتا أنه في أغلب الأحيان، يعتقد الناس أشياء كثيرة لا تكون صحيحةً كليًّا. وقال، «إن افترضنا أنك تحدث شخصًا لم يزر مِصر مِن قبل وسألته ما الذي يعتقده عنها؟ قد يستخدم البعض كلمات مثل الأهرامات، المومياء، أو الإرهاب».
شرح أن هذه الصور النمطية تُكوََّن بسبب ظهور وسائل إعلام جديدة ووجود الإنترنت الذي أصبح في متناول الجميع، وأضاف أن سبب ذلك أن أغلب الناس لا تسافر كثيرًا، وأن الذين يسافرون يمثلون نسبة قليلة نسبيًّا، فلذلك يصدقون كل ما يرونه على الإنترنت.
أضاف وانتا أن الناس التي تصدق ترامب كمصدر موثوق به، هم في الغالب الذين صوتوا له في الانتخابات الرئاسية، وعلى صعيدٍ آخر، الناس الذين لم يصوتوا له، لا يثقون ولا يصدقون أيًّا مِن ادعائاته بشكلٍ عام.
وأسند ذلك إلى «فجوة المعرفة» قائلًا ، «حينما تُقدََّم المعلومات إلى المجتمع، تستقبلها الفئة المتعلمة والراقية بصورةٍ أسرع مِن الفئة الأقل، أو غير المتعلمة. وذلك يؤدي إلى فجوة بين الفئتين». وأوضح أيضًا أنه مِن أسباب فجوة المعرفة هو الفرق في مهارات التواصل بين الفئتين. واستخدم رسم بيانيًّ ليُبرهِن على صحة كلامه.
قال وانتا إن دوامة الصمت لها أثر كبير على التعبير عن آراء الشعوب. وقال: «عندما تشعر فئة مِن الشعب أنهم الأقلية، يفضلون أن يصمتوا ولا يعبروا عن آرائهم». وأسند ذلك إلى نظرية نويل نيومان عن دوامة الصمت.
كان للحضور آراء مختلفة حول هذه المحاضرة. قالت سلمى صبري، طالبة الصحافة والإعلام، «المحاضرة ككل مفيدة جدًّا، ولكن لم تَرُق لي فكرة استخدام الأستاذ وانتا ترامب كنموذج على نظريته، خاصةً أنه أًسرف في ذلك. فكان مِن الممكن أن يستخدم أمثلة أبسط ومرتبطة بنا أكثر، فنحن في آخر الأمر طلاب مصريون».
ولكن لم توافق صبري الرأي إحدى الحضور، وعبرت عن إعجابها الشديد باستخدامه ترامب كنموذج قائلةً، «ترامب شخصية عامة ويؤثر على مجتمع الجامعة الأمريكية، ونرى تغريداته بصورة شبه يومية، فكيف ألا يكوم مؤثراً علينا؟».