هل تستحق الإختبارات القلق الزائد؟
يواجه الطلاب عددًا لا يُحصى مِن الاختبارات، والواجبات الدراسية، والأبحاث العلمية، ويحاولون أن يبذلوا قصارى جهدهم حتى يحصلوا على أعلى الدرجات. ولكن الأمر ليس سهلًا.
تبذل الطلاب كثير من الجهد الذهني والجسدي في سبيل الحصول على أعلى الدرجات.فالضغط الذي يضعه الطلاب على أنفسهم في وقت الاختبارات يؤثر على صحتهم ويؤثر أيضًا بشكل سلبي على أدائهم ، وبالتالي يضيّع جهودهم المبذولة أثناء المذاكرة.
من أجل مساعدة الطلاب على الاستفادة مِن وقتهم وعدم إهداره، قام مركز الراحة النفسية للطالب، والتدريب على التعلُّم والنجاح بعمل وِرَش عمل لمساعدة الطلاب على التحكم في قلقهم الزائد بالنسبة للاختبارات وما إلى ذلك.
نصَحت نورهان محمد، مستشارة أكاديمية لمكتب الراحة النفسية، بأن يكفوا عن الظن بأن الاختبارات والدرجات النهائية هما الدليل على نجاح الإنسان.
قالت نورهان: «الأمر لا يتعلق بكون الطالب جيدًا أم لا، ولا يقيِّم الشخص تقييمًا ذاتيًّا».
حتى يتخلص الطلاب مِن الشعور بالقلق الدائم، يجب أن يكونوا مستعدين وأن يحظوا بقسط مِن الراحة.
أوضحت أن الطلاب يتعاملون مع القلق بأنماط نسبية مختلفة، ولكن بعض آليات التكيُّف إن لم تُستخدَم بشكل صحيح فقد تؤدي إلى مشكلات خَطِرة.
على سبيل المثال، القلق في معظم الأحيان يؤدي إلى أن يمتنع الطالب عن تناول الطعام لفترات طويلة،أو على صعيدٍ آخر، يؤدي إلى الإفراط في الطعام في وقتٍ قليل.
نصحت نورهان الطلاب بأن يكونوا مستعدين للاختبار قبله بأسبوع، ومِن ثَمَّ يراجعون. تطبيق هذه الطريقة للمذاكرة سوف تعطيهم المتسع مِن الوقت ليطلبوا المساعدة إن احتاجوا إليها وإذا وجدوا شيئًا صعبًا للفهم.
يجب أيضًا على الطلاب أن يستفيدوا استفادةً كاملةً مِن الموارد الخاصة بكل مادة. إن احتاجوا المساعدة، لا يجب أن يترددوا في التواصل مع الأساتذة أو مساعدي الأساتذة.
ولكن الأهم مِن ذلك، هو ألَّا يُضحُّوا بنومهم، لأنه في الوقت الذي ينام فيه الإنسان، يخزن العقل المعلومات بأعلى كفاءة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن النوم الليلي الجيِّد، يحسن مِن أداء الطالب أثناء الاختبارات.
قبل بدء الاختبار، يجب على الطالب أن يكون مرتخيًاقدر الإمكان، ويمكن تحقيق ذلك بالاستماع إلى موسيقى هادئة أو تناول حلوى المفضلة.
قال مهري جوالي، خريج قسم علم النفس ومستشار في مكتب الراحة النفسية للطلاب، «المذاكرة في أوقات قصيرة هو ما يجدي نفعًا، فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن هذا يكون أكثر نفعًا مِن المذاكرة أربع أو خمس ساعات متواصلة».
اقترح جوالي أن أفضل طريقة للمذاكرة هي التركيز الجيد لمدة خمسين دقيقة متواصلة، ثم أخذ عشر دقائق للاسترخاء. وأوضح جوالي أنه مِن أجل نتائج أفضل، يفضل أن تستثمر العشر دقائق في شيء مفيد كالتمشية، أفضل مِن أن يُقضى أمام الهاتف أو التلفزيون.
قالت حنان عادل، طالبة سنة أولى: «في الدقائق التي تسبق الاختبار، عادةً ما أشعر بقلق شديد وأحاول مراجعة أكبر قدر ممكن مِن المنهج. ولم أشعر أني لست جاهزة وأفتقر إلى الثقة بالنفس».
إحدى الطرق التي تساعد في الاختبار، هي أخذ خمس دقائق بعد أن توزيع الأمتحانات لرؤية الأسئلة وتحديد مستوى الاختبار.
قالت نورهان: «الإجابة على الأسئلة الأسهل أولًا يساعد على تعزيز شعور الثقة بالنفس».
وذلك لأن الأسئلة الأصعب تستغرق وقتًا أطول في الإجابة، فيجب أن تُترَك لآخر الوقت. وبذلك، لا يأخذ الطالب وقت الاختبار كله في الإجابة عن سؤال أو اثنين.
أضاف عادل، «رؤية سؤال لا أتذكر إجابته يؤثر على شعوري و يعطيني شعور عدم الاستعداد».
بعد الانتهاء مِن الاختبار، يجب على الطلاب ألَّا يضغطوا على أنفسهم بالتفكير في إجاباتهم الخاطئة وما كان يمكن أن يستبدلوه بإجابات أفضل. ولابد أن يتجنبوا التحقق مِن إجاباتهم مِن الأساس مع زملائهم؛ لأن ذلك سوف يزيد مِن قلقهم ويؤثر على أدائهم في أشياء أخرى.
قالت ساندرين السلكاوي، طالبة في قسم التصميم الجرافيكي،أثناء خروجها مِن ورشة العمل: «هذه النصائح كانت مفيدة جدًّا».
وأضافت، «سوف أقوم بتطبيق كل تلك الاستراتيجيات في اختباراتي القادمة».