دنانة يفوز بجائزة أفريقيا والشرق الأوسط للمشروعات الصغيرة
انعقدت مُحاضرة بعنوان “أثر سوق ريادة الأعمال على أداء الشركات التجارية” في قاعة عبد اللطيف جميل، في يوم الأربعاء الموافق السادس وعشرون مِن سبتمبر لهذا العام. حيث قدم الأستاذ هشام دنانة أستاذ التسويق لقسم الصحافة والإعلام في الجامعة الأمريكية، بحثه العلمي عن المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم في مصر.
شرح الأستاذ دنانة طبيعة السوق الحر في مصر، خاصةً أن طبيعة عمله لها علاقة أكثر بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم وأغلب الحضور كانوا طلاب التسويق، أو خريجين يقومون بدراسات عُليا.
المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم لها دور فعّال في نمو الاقتصاد والحد أو التقليل قدر الإمكان من البطالة، خاصةً أن مُعدل البطالة في مصر وصل إلى 11.6% هذا العام. بجانب ذلك، فإن الدولة تعمل على تبني إستراتيجية متكاملة لدفع الشباب في هذا الإتجاه.
بدأ دنانة المحاضرة بشرح طبيعة العالم التجاري الذي نعيش فيه الآن، وقال أنه أُطلَق عليه سابقاً مصطلح “VUCA” والمقصود به كما فسّر دنانة هو التعبير عن سُرعة العالم الإداري في الآونة الأخيرة وأضاف أنه متطاير؛ أي سريع الزوال، و متغير ومعقد. قال دينانا أن هذا المصطلح متعارف عليه جداً في العالم التجاري الآن.
قال دنانة، ” لهذا الأمر سلبيات وإيجابيات، وهذا يعتمد على كيف ترى كل شركة كيانها وموقعها بين الشركات الأخرى، مثل الفارق بين شركة كريم وسيارات الأجرة”
قال دنانة، “للإنترنت أهمية كالمياه والهواء لجعلنا متصلين بالعالم ومعرفة ما الذي ستؤول إليه الأمور في المستقبل.”
وبرهن على الأثر الضخم للتشغيل الآلي قائلاَ ” إن انتشرت سيارات القيادة الذاتية في العالم بحلول عام ٢٠٣٠، ثمانمئة مليون شخصاً قد يخسر وظيفته، وذلك ليس فقط بالنسبة للقيادة إنما لأية وظيفة تقليدية يُمكن أن تُستَبدَل آلياً.”
شرح دنانة أن تلك الأسباب كانت الهدف الأساسي مِن البحث العلمي الذي قدمه عن الـ SMEs أو الشركات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم.
فسر إهتمامه بهذا الفرع قائلاً، “كل الإحصائيات تقول أن هذه المشاريع ستصبح جزءاً كبيراً من محاولة تحديد الأثر الإقتصادي والإجتماعي للتشغيل الآلي أو لتحويل الوظائف التي يقوم بها الإنسان إلى وظائف آليه.”
قال دنانة أن تلك المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم ستساعد على توفير ٤٠٠ مليون وظيفة للتعويض عن من سيخسر وظيفته بسبب التحويل الآلي الذي سيحدث.
أضاف على ذلك أن مشكلة مصرهُنا تكمن في أن الكثير من المشاريع الصغيرة لا تزدهر، ولذلك قال أنه في بحثه العلمي حاول أن يدرس سبب فشل تلك المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم في مصر واكتشف أن هناك أسباب كثيرة ولكن أهمهم هو عقلية مدير أو مالِك المشروع بالنسبة للأعمال الحرة.
كما أضاف أن سبب اهتمامه بهذا البحث أيضاً هو أن ٧٥٪ من العمالة في مصر هي عن طريق المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم، فتلك هي الأسباب التي دفعته للبحث عن كيفية جعل تلك المشاريع تزدهر وتنمو.
شرح دنانة أنه اختار أن يدرس ذلك عن طريق أبعاد مختلفة؛ البعد الأول هو دراسة إتجاه السوق، أي أن تكون لدى الشركة بعض الخصائص مثل أن تكون واعية بعملائها وحالتهم الاجتماعية و أعمارهم وما إلى ذلك، وأن تكون أيضاً واعية بالمنافسين.
أما البُعد الثاني كما شرح دنانة، هو في إتجاه الأعمال الحرة والصفات التي يجب أن تتواجد في رائد تلك المشاريع، مثل القدرة على الإبتكار والمخاطرة والقدرة على التفاعل الإيجابي لا السلبي.
قال دنانة، “يوجد علاقة قوية بين الأبعاد التي درستها وأداء الشركات، والأداء هُنا لا يعني فقط الماديات، وأيضاً لا يجب قياس النتائج المالية فقط لمعرفة مدى نجاح أو فشل أي مشروع، فهُناك عوامل أخرى يجب أن ننظر إليها.”
نال الأستاذ دنانة جائزة أفريقيا والشرق الأوسط للمجلس الدولي للأعمال أو المشروعات الصغيرة في تايوان في شهر يوليو لهذا العام، وذلك لأن بحثه العلمي عن أثر الأسواق الحرة على أداء الشركات في مصر أحرز أفضل بحثاً علمياً في هذا المجال.
قال دنانة أن في بداية البحث، افترض هو وفريق العمل أن هناك علاقة قوية بين التوجيه الخاص بالزبائن ومعرفة معلومات كافية عنهم، والأداء الخاص بالشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
قال دنانة أنهم أجروا مقابلات مع ٢٥ مؤسس لتلك المشاريع، ليس فقط في القاهرة، إنما أيضاً في محافظات أخرى للحصول على نتائج أكثر دقةً.
صرح دنانة للقافلة أن مِن الصعاب التي واجهته أثناء إجراء البحث هي دراسة وجمع المعلومات عن الشركات المختلفة، خاصةَ أنه ليس أمراً سهلاً أن يُصرح أحد المؤسسين عن أسرار أو إحصائيات خاصة بشركته.
قال أن من النتائج التي اكتشفوها أن تلك المشاريع في مصر هدفها هو المنافسين أكثر من العملاء وذلك كما أوضح، شيء غير مألوف بالنسبة إلى البلاد الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، أن الأحوال الخارجية للبلد تؤثر بشدة على تلك المشاريع؛ سواء الأحوال الإقتصادية أو السياسية.
أكد دنانة، أن الهدف من ذلك البحث هو تحسين الاقتصاد في مصر، وأن يجب أن تكون لدى تلك المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم إتجاهات مختلفة، لأن ستولد مشكلة كبيرة إن لم توفر تلك المشاريع فرص عمل. لذلك أكد على أن الشركات عليها أن تفهم الأداء الخاص بها بشكل مختلف وتضع في حسبانها عوامل خارجية وليست فقط داخلية.
قال دنانة، “مشكلة الأعمال الحرة في مصر هي أن بعد أن تبدأ، تنحصر ولا تنمو ومِن ثُمَّ تفشل، وذلك لأن مؤسسوها يفتقرون إلى الخصائص التي تُمكنهم من القدرة على النمو بالمشروع أو الشركة .”
أضاف على ذلك أنه متفائل بشأن وضع مصر الإقتصادي قائلاً، “لا يوجد لدينا ممتلكات أهم مِن الأشخاص، لأن هم مصدر الابتكار والإبداع والإختراعات الحديثة.”