من خشبة المسرح الجامعي إلى تحديات الحياة العملية
أسر ياسين، أمينه خليل، يسرا اللوزي، وغيرهم، جميعهم فنانون مصريون يربطهم شيء واحد، الأداء التمثيلي على مسرح الجامعة الأمريكية ولكن ليس جميع خريجي الجامعة الأمريكية ضامنين مكانهم في الوسط الفني.
أوضح بولا كامل، خريج المسرح والاقتصاد، “كنت أتوقع أن الحياة بعد الجامعة لن تكون سهلة، ولكن لا يوجد شيء مثل مواجهة العالم الخارجي. في أيام الجامعة، كان لدينا ما لا يقل عن مسرحيتين في السنة. الآن أنا أعيش في مرحلة حيث لدي الكثير من المسؤوليات، ليس لدي وقت لفعل ما أحب. فأنا الآن أعمل في قسم المبيعات في شركة الأهرام للمشروبات.”
مثل كامل في أكثر من مسرحية علي مسرح الجامعة الأمريكية مثل: الساعي في “عسكر وحراميه”، توماس في “دقه بدقه” إيرنست في “صحوة الربيع” ، بوب في “الجاموس الأمريكي” وآخرهما إسحاق في “عين إسحاق.”
أضاف كامل، “المشكلة مع شركات الكاستينج ليست في فكرة الرفض، اعتدنا على ذلك من الجامعة. المشكلة في التنظيم. كان لدينا نظام في الجامعة، لكن العالم الخارجي ليس كذلك. أنه غير منظم للغاية. أحيانا يكون ميعاد الاختبار الساعه الخامسه،
وأظل منتظرًا حتى الساعة التاسعة والنصف حتى أبدأ، وهذا هو الطبيعي.”
ولكن مشكلة النظام ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه الممثلين.
حسب ما قالت إيمان ثابت خريجة الجامعة الأمريكية من قسم المسرح وقسم الأدب، “فهناك أيضا مشكلة الواسطة والعلاقات.”
مثلت ثابت في بعض المسرحيات مثل: “صحوة الربيع” حيث قامت بدور فيندولا، ومسرحية “دقه بدقه” حيث قامت بدور ماريانا.
علقت ثابت، “أي خريج جديد سيخبرك مدى صعوبة الحياة بعد التخرج. بصفتك ممثلاً طموحًا، يجب أن يكون لديك عدد لا يحصى من “الاتصالات.”
أضافت ثابت “وأن تحضر ورش عمل لا تعد ولا تحصى، وأن تكون حاضرًا باستمرار وتظهر في أعمال كثيرة قدر ما تستطيع.“
على الرغم من هذا، قامت ثابت بالتمثيل في العديد من المسرحيات خارج الجامعة مثل المسرحية الاستعراضية “ليلة” و مسرحية “الجريمة الكاملة.”
أما عن عالمها خارج المسرح، فقامت الفنانة بالتمثيل في مسلسلات مثل “ليالي أوجيني” و “لا تطفىء الشمس”، وقامت أيضا بالتمثيل في أعلان “نسكافيه” السابق، كما أنها تقدم حاليا برنامجًا ساخرًا عبر قنوات التواصل الاجتماعي وهو “ليه المصريين مينفعش؟” علي قناة “بينغ سيركل”.
لقد اتضح أيضاً الصعاب التي يواجهها خريج المسرح ليست صعاب عملية فقط، بل هي صعاب أجتماعيه أيضا.
قال أحمد فاضل خريج المسرح بالجامعة الأمريكية، أن الضغوط الاجتماعية التي يواجهها خريجي المسرح ليس لها حدود، مثل المقارنة بين خريجي المسرح وخريجي الهندسة، ورؤية المجتمع خريجي المسرح على أنهم كساله وبدون مستقبل.
أضاف فاضل، “من الصعب المعيشة في مصر كفنان، لأن هناك الكثير من الصور النمطية التي يجب على الفنانين مواجهتها في مصر.”
قال فاضل، “يرى الناس حياة الفنان لتكون معارضة للحياة المستقرة. الدخول في علاقة أمر ليس سهلاً أبداً، حتى لو كان الشخص الذي ترتبط به على ما يرام في كونك خريج مسرح، فإن عائلتها بالتأكيد ستعارض الأمر.”
ربما تتذكرون فاضل من أدواره المتنوعة في مسرحيات الجامعة، مثل دوره كإيريك رترمن في “مقاومة” ودوره كدوريان في “لعبة الحب والفرصة” ودوره كالضابط في مسرحية “عسكر وحرامية”.
فكيف يمكنك الوصول إلى شيء في هذا المجال؟ هل الموضوع قائم على ضربة حظ؟
جاوب علينا أحمد صالح، ربما تتذكرون هذا الأسم من مسرح الجامعة، فلعب صالح شخصيات عديدة على هذا المسرح، مثل كلوديو في “دقه بدقه” و توفيق في “عسكر وحرميه”، أو ربما تتذكرون هذا الأسم من أعماله خارج الجامعة، فظهر صالح بعد تخرجه في مسلسل “٣٠ يوم” ومسلسل “نسر الصعيد”، وظهر مؤخرا في فيلم “تراب الماس.”
علق أحمد صالح، “أعلم أنني محظوظ. أعلم أن اسم والدي ساعدني كثيرًا. أصدقاء أبي، وكل من أحبه أراد المساعدة”.
يذكر أن أحمد صالح هو أبن الفنان الراحل خالد صالح. مثل الفنان خالد صالح في أفلام كثيرة، أبرزهم: “هي فوضى؟”، “الريس عمر حرب” ، “أحلى الأوقات” و “تيتو”.
أضاف صالح، “بالرغم من ذلك، فأنا لم اعتمد على اسم والدي فقط. فأنا دائما أعمل على نفسي. أول ظهور لي كان في مسلسل ٣٠ يوم، فرآني أسر يس في إحدى المسرحيات، ووافق أن ألعب دور أخوه في المسلسل.”
ثم أسهب صالح أن الموضوع ليس قائمًا على الحظ فقط.
أضاف صالح، “على الرغم من الصعوبات والضغوط التي نواجهها ، فإن الأمر يستحق ذلك. لا يوجد شيء مثل الحصول على دور بعد طول الأنتظار. لا يوجد شيء مثل الحصول على نعم، بعد الحصول على مليون لا. وهذا هو سبب قيامنا بما نقوم به الآن.”