العثور على 18 قصة قصيرة لنجيب محفوظ لم ينتبه لها التاريخ
بعد مرور 12 عاما على وفاة نجيب محفوظ، تم العثور علي 18 قصة قصيرة كتبها الأديب الراحل نجيب محفوظ وكان من المفترض نشرها عام 1994 ولكنها لم تنشر لأسباب غير معلومة.
اكتشفت تلك القصص عن طريق الأستاذ محمد شعير، مدير تحرير جريدة أخبار الأدب، أثناء إجرائه لبحث عندما كان يكتب كتابه “مخطوطات نجيب محفوظ”.
قال شعير، “امتدت القصص لمرحلة الثمانينات والتسعينيات المحفوظية، قصص مكثفة عن الحارة وأساطيرها وعن أيام طفولته.”
ولد محفوظ عام 1911 وتوفي عام 2006، وهو أول عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب. كتب محفوظ الكثير من الروايات التي اقتبس منها الكثير من الأفلام، والقصص، والسيناريوهات.
دارت أحداث روايات محفوظ في مصر، وكانت تروي قصص عديدة واقعيه علي الأراضي المصرية.
من أشهر روايات محفوظ التي تم نشرها وأثارت الجدل، رواية “أولاد حارتنا”، التي تم منعها لطريقة تناولها للذات الإلهية والجدل حولها.
وجد شعير تلك القصص أثناء فرز العديد من الأوراق الخاصة بعميد الرواية حيث اكتشف وجود قصص لم يتم نشرها مع الأعمال السابقة.
قال شعير،”بعد مقارنة الببليوجرافيات الخاصة بأديب نوبل، اكتشفت أن القصص نشرت فقط في مجلة نصف الدنيا، و لكنها لم تنشر في أعماله الكاملة التي تنشر في دار الشروق.”
أضاف شعير، “كتب محفوظ هذه القصص عام 1994 قبل حادث محاولة اغتياله، ونشرها جميعا في مجلة نصف الدنيا بمؤسسة الأهرام، وقد تضمنت آخر مجموعاته القصصية “القرار الأخير” بعض هذه القصص، ولكن بقيت بعض القصص حوالي 18 قصة قصيرة لم تنشر في مجموعاته القصصية أو أعماله الكاملة.”
رغم محاولة اغتيال محفوظ، لم يستطع مهاجميه قتل قلمه حيث عاود الكتابة بعد فترة، عندما ظن الكثيرون أنه سينقطع عن الكتابة.
صرح شعير أن كتابه “أولاد حارتنا: سيرة الرواية المحرمة” كان مجرد فصل في عنوان كتاب يشمل سيرة نجيب محفوظ تحت عنوان “29 سبتمبر 1959” وهو اليوم الذي بدأت جريدة الأهرام نشر الرواية.
كان هدف شعير أن يكون الكتاب بحثًا عن تاريخ الرقابة في مصر، لكن كانت هناك فجوات كثيرة، مثل صوت محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير جريدة الأهرام القومية وقتها ومن أبرز الصحفيين في العالم العربي. لذلك ذهب شعير إلى هيكل للتحدث معه عن أزمة الرواية، ليكشف عن أشياء جديدة، مما ساهم في تضخم الفصل وتحويله إلى كتاب.
صرح الدكتور سيد إسماعيل ضيف الله، أستاذ اللغة العربية والأدب العربي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن اكتشاف تلك القصص شئ مثير للاهتمام.
قال ضيف الله، “واضح أن هذه النصوص نشرت في مجلة و لم تضم إلى أعمال نجيب محفوظ لسبب من الأسباب، إما أن الناشر لم يلتفت إليها أو يهتم بها، أو أن نجيب محفوظ في مرحلة سنية كانت لا تسمح له أن يراجع وثائق كل ما تضمنته الأعمال الكاملة.”
أضاف ضيف الله، “ولكن إذا كانت تلك القصص لم يقبل نجيب محفوظ نفسه على نشرها بأي شكل من الأشكال فهذا لا أوافق عليه.”
وصف شعير اكتشاف قصص جديدة لم يتم نشرها للأديب نجيب محفوظ بحدث عظيم يستحق الاحتفاء، لانها سوف يكون لها أثر كبير على الأدب المصري والعربي.
كما أشاد شعير برواية “الحرافيش”، ووصفها بأنها رواية عابرة للأجيال وتعبرعن أشواق الإنسان في كل زمان ومكان.
أشار ضيف الله أن رواية “الحرافيش” تحتاج القراءة عدة مرات لانها ملحمة العصر الحديث. وأضاف أن اتهام نجيب محفوظ بالجبن السياسي إتهام باطل وصفه بأنه غريب، لأن نجيب محفوظ كان سابق عصره في تصوراته السياسية.
قال ضيف الله “استطاع محفوظ التنبؤ بهزيمة 67 وكتب ذلك بكل شجاعة، لأنه كان يرصد الواقع و يقدم رؤيته الفلسفية والروائية من خلال أعماله.
ودافع ضيف الله عن محفوظ بخصوص الاتهامات التي طالت الأديب الحائز على جائزة نوبل، “نجيب محفوظ لم يتورط في نفاق سياسي وهذا هو المهم.”
أعرب شعير عن حبه برؤية محفوظ عن الحرية والديمقراطية، وإيمانه المطلق بهما.
أكد ضيف الله على أهمية نجيب محفوظ في الأدب العربي والعالمي حيث يعد مركزاً من مراكز الثقافة العربية ولذلك حاول الكثيرون التخلص منه عندما أدركوا أن الذي يكتبه هو الذي سيبقى.
كما اشار ضيف الله أن الناشط السياسي لم يستطع توصيل رسالة بشكل عميق مثلما فعل محفوظ.
قال شعير للقافلة عندما سئل عن مستوى الاهتمام بالأدب في الوقت الحالي، “الأدب لم يفقد الاهتمام به علي الاطلاق، ولكن تعددت وسائل الحصول عليه، و سيظل سجلا للمشاعر الانسانية.”