“كيكس”: أول فريق كرة قدم نسائي بالجامعة يتحدي الصورة النمطية
طرحت فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة فكرة إطلاق أكاديمية كرة قدم نسائية لجميع الأعمار والمستويات الكروية، فكرة تمحي الصور النمطية المتعلقة بكرة القدم النسائية، و من هنا، نشأت “كيكس.”
تمكن طلاب الهندسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عبد الرحمن عايد و مصطفى علاء من كسب ثقة ادارة المجمع الرياضي بالجامعة بعد وصولهم بفريق الجامعة النسائى لكرة القدم لبطولة الجمهورية، بل وأيضا دخولهم التاريخ وفوزهم باللقب لأول مرة في تاريخ الجامعة.
بعد انجازاتهم، رغم صغر سنهم، ٢١و٢٣على التوالى، و انشغالاتهم الدراسية، كانت ادارة الجامعة على يقين من قدرات عايد وعلاء التدريبية.
إبان تولى عايد وعلاء تدريب فريق النساء الخماسى بالجامعة، قد واجهوا العديد من التحديات كونهم معتادين على تدريب الرجال فقط اما تدريب النساء على كرة القدم فكان تحدياً جديداً لعايد و علاء.
وأضاف عايد، “درسنا تمرينات النساء و بدأنا تطويرها، و اصبحنا على علم ان معاملة البنات فى الملعب تختلف عن معاملة الرجال و تحتاج مجهود اكبر من قبلنا.”
أضاف عايد أن خبرة رئيس المجمع الرياضى بالجامعة، بوب رياسو، الذي كان ملتحقاً بجهاز فريق برشلونة الأسباني لكرة القدم وعمله مع مدربين كبار مثل البرتغالي مورينيو ساهم بشكل كبير في اكتسابه العديد من الخبرات التدريبية اللازمة داخل الملعب.
أعطت إدارة المجمع الرياضى بالجامعة عايد وعلاء مسؤولية افتتاح أكاديمية كرة قدم بعد نجاحهم فى الاشراف على مخيم رياضى للأطفال استضافته الجامعة من عامين، وكان عايد وعلاء من طرحا فكرة التخصص بكرة القدم النسائية بعد اكتشافهم إمكانية الكثير من الفتيات فى هذه الرياضة و اهتمام الكثير من الفتيات بتلك الرياضة، على عكس ما قد يعتقد الكثير.
قال عايد إن وقت الجامعة وفريق الكرة النسائية الآساسي قد لا يسمح بتمرين بعض الفتيات من الصفر، و أن هذا هو ما تمكنت الأكاديمية من تحقيقه، وأضاف عايد، “عند الكثير من الفتيات اهتمام وشغف لكرة القدم، لكن أساسيات اللعبة غير موجودة ولذلك نبدأ معهم من الصفر.”
تستقبل اكاديمية “كيكس” لاعبين من داخل ومن خارج الجامعة، وتنقسم الى ثلاث فرق: الفريق الأول، المكون حاليا من ٩ بنات جئن من نوادى مختلفة، يتلقى الأكثر حرفة، و على عكس جميع الأكاديميات بمصر، الالتحاق بالفريق الأول بالأكاديمية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مجانا كليا.
أفاد عايد، “لسنا بحاجة شديدة إلى تحقيق ربح من الاكاديمية، لأننا ، سأحقق انا وعلاء ربحنا من مجالنا الهندسي، والمكسب الذي نحققه من قبل الفريق الثاني والثالث، حوالى ٤٠٠ جنيه شهريا من كل لاعبة بالفرقتين، نستخدمه للصرف على الفرق من ملابس، تسجيلهم فى الدورى، تسجيل الفريق باسم نادى، مدربين، دكاترة، اداريين و غيره من احتياجات مهمة لتحقيق احسن شي ممكن معهم.”
يتكون الفريق الثانى من هم ذو خبرة أقل من المتأهلين بالفريق الأول، و يستقبل الفريق الثالث من هم أقل من ١٦ عام.
تلقت الأكاديمية العديد من اللاعبين فى اختبارات الالتحاق بعد انتشار خبر افتتاح الأكاديمية على مواقع الاتصال الاجتماعي الذي ركز الطلاب على إعطائها التسويق الكافي من جهة متخصصين تسويق.
أضاف عايد أن ميزة النساء في تدريبهن تحت قيادة فنية تتكون من العنصر الرجالي أنهن يعطين 100% تركيز، وأضاف، “لو لعيب كرة كويس شايف نفسه كويس عمره ما هيبقى كويس،” و أن الكثير من الفتيات دائما شديدي الحماس والإرادة من أجل إثبات الذات، و أضاف، “لو قلت للبنت تحسن حاجة مش بتعند زى الولد و بتشتغل اكتر. معظم البنات مجتهدين اكتر من الولاد و ده مؤشر ايجابي.”
تحدثت المُحرزة لأول هدف للأكاديمية، طالبة الاتصالات والتسويق بكلية الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، اللاعبة نادية الحمزاوى، عن تجربتها مع الأكاديمية وصفتها ب”المفيدة”علما بأن الصورة النمطية عن عدم قدرة النساء للعب كرة القدم ليست ما يحفزها، بل حبها للعبة منذ صغرها، و دعم اصدقائها واهلها لها هو ما يحفزها لاعطائها كل ما في إرادتها للتفوق.
قالت الحمزاوي، “أول مبارة لنا كنا ٥ فتيات، ونحن حوالي ١٥ لاعبة بالفريق، و حتى تُمكَّن كل واحدة منا الأخرى من اللعب، كان من اللازم من قبل عايد وعلاء أن يستبدلا اللاعبات مرات عديدة، و للأسف كنت آخر لاعبة تلعب و نزلت الملعب فى أخر ثلاث دقائق، لكن لحظة لمستي للكرة احرزت هدفا. كان إحساساً رائعاً و إنجازاً ضخماً بالنسبة لي، افتخرت بنفسى و افتخر بي المدربون.”
أضافت الحمزاوى أن الأكاديمية فعالة وقوية جدا وأن عايد وعلاء موهوبين وعلى قدر كبير من المهنية و الجدية ودائما يحفزون اللاعبات، و يركزون على تحسين قدرات كل واحدة.
وافقتها الرأي طالبة الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، اللاعبة رضوى سليمان، مضيفة، ” المدربان يكونان متحمسين أكثر منا ويريدان رؤيتنا نتفوق فى اللعبة ويحاولان بكل طاقتهما استخراج أحسن ما بداخلنا. يتحمسان بطريقة غير طبيعية، فأنا أخرج من التمرين متحمسة بشدة للتمرين الذي يليه.”
أفادت سليمان أن عند التحاقها بالأكاديمية، حصلت على كم كبير من الدعم المعنوي من قِبَل أهلها وأصدقائها، و لكن استقبلت سليمان بعض التعليقات السلبية مثل، “هو انتي اصلا هتعرفى تلعبى كرة؟ مفيش بنت بتعرف تلعب كرة.”
فقبلت سليمان التحدى لتثبت قدرة الفتيات على فعل أى شئ قد يعتقد البعض أن ليس عندهم القدرة الكافية لفعله، و أضافت، “لو عند الفتاة فرصة تعلم لعب الكرة، من الممكن أن تكون أفضل من الكثير من الصبية. ليس لفكرة عدم قدرة الفتاة على شيء يفعله صبي اي صحة. إذا تعلمنا، نصبح على مقدرة.”
تحدثت سليمان عن طبيعة التمرين، وقالت إن المدربين و اللاعبين يعطونها شعور منزلي مثل ما تعطيها عائلتها، و أن هذه المشاعر أفضل ما يعطونها المدربين و “كيكس” بشكل عام.
وأضافت عليها الحمزاوى أن جميع الفتيات بالفريق يتعايشون مع بعضهم البعض بشكل جيد جدا، وأن الأكثر أهمية، أنهن يمرحن سوياً.
أنهى عايد المحادثة قائلا، “لو قدرنا نكسب بطولة الجمهورية مع فريق الجامعة، هنقدر مع “كيكس”.