شكرا تركي الشيخ
علي مدار ستون عاما وتحديدا منذ اشتعال المنافسة بين الأندية المصرية علي الدوري العام لكرة القدم ظهر الفساد الكروي و للأسف عشش ليخلق أصناما فرضت نفسها على الساحه الكرويه في مصر وحاولت فساد الرياضه المصريه. وصلت الضغوطات في ذلك الوقت للمسئولين وأفسدت متعة المنافسة وغاب العدل عن الانديه الشعبيه, نتذكر نادي غزل المحلة أحد أكبر القلاع الرياضية في مصر و صاحب الشعبيه الجارفه في محافظة الغربية.
المحله كان أحد ضحايا غياب العدل بين الأنديه و انحصار الدعم علي أندية المقدمة. فكانت الأولوية دائما للأهلي والزمالك حتى اختفت الأنديه الشعبيه لعدم قدرتها على الدخول في معارك ماديه و معنويه خاسره و التزمت الصمت. بالإضافة إلى الظلم التحكيمي التي تعرضت لها دوما الفرق الشعبية، فمن ينسى لقاء الأهلي والمحلة الشهير في التسعينات والذي شهد فضيحه تحكيميه كان بطلها حكم دولي سابق عندما احتسب 10 دقائق وقت ضائع حتى يتسنى للنادي الأهلي تسجيل هدف ليفوز بالدوري.
لا يمكن لأحد أن ينكر هذه الواقعة حتى أن الحكم ذاته قد صرح في مداخلة تليفونية سابقة في إحدي البرامج الرياضيه الشهيره أنه تعمد زيادة الوقت حتى يتسنى للنادي الأهلي تسجيل الهدف الاعتباري للفوز بلقب الدوري . فكل عام تتجدد المهزلة ويضيع التحكيم مجهود الفرق الشعبية الصغيرة خوفا من بطش المسؤولين الكبار عن الكرة في مصر حتى قضوا علي أمال الفرق الشعبيه في المنافسة.
فمن ينسى السياجي والبلعوطي، أحد أبرز نجوم مصر والمحله وعائلة أبو جريشة العريقة في الاسماعيليه وسيف داوود النجم البورسعيدي والأمثله كثيره توضح مدى أفادت المنتخب من لاعبي الفرق الشعبية المظلومه. لكن ظهر مؤخرا على الساحة المستشار تركي الشيخ وزير الرياضة السعودي والمالك لفريق بيراميدز الأسيوطي سابقا . استطاع أن يحطم كل أصنام المعبد الهالكة والمبادئ الكاذبة عندما انتقد لجنة الحكام هذا الموسم. فلقد تسائل الشيخ ما الفائده من تدعيم الفرق المختلفة بصفقات قوية لتطوير الدوري المصري والعدالة غائبه؟ هل يريد المسؤولون أهداء الدوري لفريق بعينه كل موسم حتي يتسني للمنتفعين الأستفاده والرضوخ؟
وزير الشباب والرياضة السعودي استطاع أن يعيد التعاون في مجال الرياضة مجددا بين مصر السعوديه الشقيقه عندما اشتري فريق يمثل الصعيد مثل الأسيوطي سابقا بيراميدز حاليا ودعمه بلاعبين مميزين ومدربين من اعلي مستوى ليضيف رونق خاص علي الدوري المصري. فهذا الموسم المنافسة لم تعد محصورة بين الأهلي والزمالك، فلقد دخل بيراميدز على الساحة ليكتب فصل جديد في رواية الدوري المصري . إضافة لهذا أن الشيخ ضخ كثيرا من الاستثمارات في الدوري المصري مثل تطوير ملعب الدفاع الجوي وشراء لاعبين مشهورين من الدوري البرازيلي وهذا من شأنه الارتقاء بمستوى الدوري المصري لينافس الدوريات العربية الأخري.
فهل يريد المسؤولون عن اللعبة الشعبية الأولي في العالم وفي مصر طمس هوية الفرق الأخرى و إفساد المنافسة عن طريق التحكيم الظالم او مستوي التحكيم المذري. كيف تخرج لجنة التحكيم التابعة لاتحاد الكرة المصري ببيانات غريبه في الوسائل الإعلامية المسموعة و المرئية ردا على الشيخ و تصرح ان الشيخ و فريقه هم أكثر الفرق استفادة من الحكام و انه يجب ان يهدأ لأن تحكيم مصر بخير وأن اللجنة تمتلك الكثير من حكام الساحة والرايه الدوليين مثل جهاد جريشة الذي شارك في كأس العالم الأخيرة في روسيا ومثل مصر تمثيل مشرف. فأذا كان فريق بعينه هو الأكثر استفادة من التحكيم، فهذا يدل على غياب مبدأ تكافؤ الفرص وعلي سوء مستوى التحكيم. الوضع التحكيمي في مصر في تدهور مستمر على صعيد المستوى الفني والمهني ويحتاج لعلاج فوري علي المدي القصير و الطويل حتى نبني جيل صاعد من الحكام قادر على إرساء المبادئ و العدل بين الانديه المختلفه حتي ينتهي بمنافسة شريفة و قويه.
التصريحات الأخيرة من لجنة التحكيم المصرية تحتاج وقفة من اتحاد الكرة لكي يتم تهدئة الأجواء بين جميع الأطراف فالدوري المصري رجع اكثر قوه ورونق ورجع معه الجمهور في المدرجات. هذا ما ناشد بيه الرئيس السيسي دائما عندما شدد على أهمية التواجد الجماهيري في المباريات لأنها تعكس صورة مصر أمام العالم وتعطي انطباع قوي للعالم أن مصر هي بلد الأمن والأمان.
معالي المستشار لأسف أنت تسبح ضد التيار وضد أيادي تعودت علي إخفاء الحقائق. لكن من منبري هذا اقول لك شكرا تركي أل شيخ علي تحطيم أصنام المعبد و توضيح الحقائق . أكمل مسيرة التدعيم و الأستثمار وحارب للنهايه لكن لا تسلك نفس المنهج لرؤساء سابقين تعمدوا إفساد الدوري المصري وسلك الطرق الملتوية حتى حفروا قبورهم بأيديهم و لم يتذكرهم التاريخ بالخير. معالي المستشار أخيرا نصرة الحق شرف و نصرة الباطل سرف مثلما قال أبن سينا.