كايروكي من أجل القضاء على الصورة النمطية للأيدز
أصدرت الفرقة الغنائية الشبابية «كايروكي» فيديو موسيقي لأغنية «نقطة بيضاء» في الإثنين الموافق العاشر مِن سبتمبر، يتطوع في هذا الفيديو الفنان الشاب أحمد مالك وكلًا من الفنانة سلمى أبو ضيف والفنانة كريمة منصور وإخراج تيمور تيمور وتأليف أمير عيد ونسمة الشاذلي.
يوجه المقطع فكرة هادفة وألقت إعجاب العديد مِن الشباب والبالغين من رواد مواقع التواصل الإجتماعي، وهي القضاء على وصم مَن يُعانون مِن فيروس نقص المناعة البشري المُعرَف بالإيدز والتخلص من عزلهم عن أي معاملات أو تجمعات إجتماعية، بالإضافة إلى الخوف مِن العدوى منهم وبالتالي اجتناب التواجد بقربهم.
يوضح الفيديو للمشاهدين أن مريض الإيدز لا يجب عزله عن المجتمع، ويحرص على أن تصل للمشاهدين فكرة أن مرض الإيدز غير مُعدي ولا يُنقل باللمس أو بأي وسيلة تواصل أو أياً مِن المفاهيم الخاطئة التي زرعها المجتمع المصري في عقول أبنائه. وبالتالي رسّخ ذلك أثر نفسي سلبي داخل كل مرضى الإيدز مما أدى أيضاً إلى خوف بعضهم مِن التصريح بأنهم يعانون مِن ذلك المرض وبالتالي قد لا يبحثون عن العلاج.
الفيديو الموسيقي هو جزء مِن الحملة الوطنية لمكافحة الإيدز تحت شعار «إعرف، إفهم، متوصمش» التي أُطلِقَت أيضاً في العاشر من سبتمبر لهذا العام. إن هدف تلك الحملة هو القضاء على الإيدز بحلول عام 2030 كجزء مِن أهداف التطور المحتمل، وبالتعاون مع وزارة الصحة والولايات المتحدة لمكافحة الإيدز تحت شعار «الصحة للجميع». فذلك وفقاَ للموقع الرسمي للولايات المتحدة لمكافحة الإيدز.
أُطلِقَت أغنية «نقطة بيضاء» أصلياً عام 2017 ولكن اُستخدَمَت مجدداً في حملة التوعية بمرض الإيدز بسبب إنسجام كلماتها مع الحياة اليومية لذلك الشاب الذي قام بتمثيله أحمد مالك وبالإضافة إلى الموسيقى التي تنساب مع التمثيل لِتُجَسِد للمُشاهد ما يُعانيه الشخص المصاب بهذا المرض.
نال الفيديو الموسيقي إعجاب العديد من طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة، منهم الطالبة «نوران طاهر» التي قالت أن فكرة الفيديو والقضية التي يُقدمها راقت لها لما تحتوي من أفكار هادفة لرفع وعي المجتمع خاصةً نحو قضية مهمة كالقضية التي يناقشها الفيديو. وقالت «ما أضاف الحيوية للمشاهد هو التصريح في آخر الفيديو أن القصة مُستوحاه مِن الحقيقة»
ومع ذلك أوضحت طاهر أن رغم إعجابها بالفكرة ودعمها لها وإيمانها بها، تقول أن الطريقة التي قُدِم بها الفيديو قد تكون معقدة بعض الشيء ويصعب على بعض المشاهدين فهمها. بررت ذلك بكثرة عرض مشاهد لمراحل الشاب العمرية في وقت قصير أو بما يسمى «فلاش باك.»
فتؤكد طاهر أنها أعجبت بالفكرة المقدمة وباللحن والكلمات ولكن قد تُقدَم بطريقة أسهل وأبسط للمشاهدين.
كما عبرّت أيضاً الطالبة «هايدي قنديل» أن الفيديو نال إعجابها بشدة، وذلك لعدة أسباب؛ أن الفيديو يناقش قضية لا تُناقَش عادةً في المجتمع المصري لتحفظه على طرح قضية مرض الإيدز على الملأ. لذلك تؤكد قنديل على أهمية ذلك العمل بالنسبة لمجتمعنا.
أيضاً وضحت أن استخدام عناصر شبابية في الفيديو كالفنان أحمد مالك والفنانة سلمى أبو ضيف هو إختيار سليم لأن سنهم قريب مِن سن شباب مواقع التواصل الإجتماعي، وتلك الفئة العمرية هي التي يجب أن تعي تماما أهمية القيام بفحوصات مرض الإيدز. بالإضافة إلى أن وجههم مألوف لكل المجتمع المصري لكثرة ظهورهم في المسلسلات والأفلام.
قالت قنديل «أن ذلك الفيديو خطوة إيجابية. هذه ليست المرة الأولى التي تقوم الولايات المتحدة لمكافحة الإيدز بعمل حملات توعية للقضاء على ذلك المرض، فقد قامت بالعديد مِن الحملات المماثلة الهادفة في الأعوام السابقة كحملة «الصحة مِن حقي.»
هذة الحملة تعزز من وعي المجتمع بكل الأمراض وليس فقط الإيدز وتحرص على أن ينال كل إنسان حقه في أن يُعالَج.
مِن أهداف تلك الحملة أيضاً البحث عن المصاعب التي تواجه أي شخصٍ حول العالم في أن يحصل على ذلك الحق ومساعدته حتى يتعافى تماماً. بالإضافة إلى حملة «ماذا إن لم توجد تفرقة عنصرية» التي قد بدأت في واحد مِن مارس لهذا العام. تدعو تلك الحملة الناس لأن يُفكروا ثم يسألون أنفسهم قبل أن يقوموا بمعاملة مريض الإيدز بعنصرية تؤثر على نفسيته. وفقاً للموقع الرسمي لمكافحة الإيدز، السماح للتفرقة العنصرية أن تسود هو فعل مُضر للمجتمع، سواء كانت التفرقة بسبب اللون أو الجنس أو الهوية أو الإعاقة أو اللغة، أو مرض الإيدز.