سياسة الفصل بن النوعن فى مصر: جدل بن الفصل والاختلاط
تقرير: انجي الزقازيقي
علي الرغم من خروج المرأة إلى المجتمع كعضو فعال سواء فى المدارس أو فى العمل، حتى الآن يتم الفصل بينها وبين الرجل فى المدارس أحادية الجنس، فهل هذا الفصل يساعد على حماية المرأة أم يؤدى الى كسر الثقة لديها و بكيانها المستقل؟
علقت الدكتورة أحلام حنفى، عضو المجلس القومى للمرأة، أنه يجب إلغاء الفصل بين الفتيات والفتيان فى المدارس لأنه لو تمت تربيتهم منذ الصغر على المشاركة فلن نجد لديهم أي مشاكل فيما بعد تخص الجنس الآخر، حيث أنه يتم اختلاطهم مرة أخرى فى الجامعة وفى سوق العمل، مما يؤدي إلى ازدواجية الفكر، فلا يجب تشتيت أفكارهم منذ البداية.
وأضافت حنفي أنه حتى فى المنزل لا يجب التفرقة فى المعاملة بين الفتاة والفتى من حيث التغذية والرعاية والاهتمام حتى لا نربى لدى الفتاة شعورًا بأنها كائن مُهمَل أو أقل أهمية من الفتى.
تحدثت حنفى أيضًا عن الأخطار الناتجة عن الفصل بين الجنسين قائلة :»الفصل بين الجنسين يولد الكبت ومن ثَمَّ العنف من الرجل ضد المرأة وارتفاع نسبة التحرش، وعلى الجانب الآخر نجد أن المرأة يتولد لديها إحساس بالرهبة من الجنس الآخر وعدم الثقة فى نفسها وأنها يجب أن تمارس حقوقها مثل الرجل».
قالت حنفى للقافلة :”إن مشاكل العلاقات غير السليمة فى المدارس المختلطة تعد ظواهر فردية ويمكن حدوثها حتى فى المدارس غير المختلطة ولكن إذا تم تربية الفتاة والفتى وتقويم سلوكهم بشكل جيد، فلا نتوقع حدوث أى مشاكل نتيجة العلاقات».
صرح أسامة بدر، مدير مدرسة العباسية بنات أنه إذا تم الاختلاط بين النوعين فى المرحلة الابتدائية والإعدادية على أساس أنه تعليم أساسى، فإنه يجب أن يتم الفصل فى المرحلة الثانوية لتجنب مشاكل مرحلة المراهقة التي تؤثر على نوع العلاقة بين التلميذة والتلميذ.
تحدث بدر عن أنواع المشاكل فى المدارس المختلطة قائلاً: « يوجد فى المدارس المختلطة الكثير من المشاكل الناتجة عن العلاقات، وحتى إذا لم توجد علاقة يقوم الفتيان بشىء من استعراض عضلاتهم لجذب البنات وكل هذا يؤثر بشكل سلبى على سلوكيات وأخلاقيات التلاميذ، بالإضافة إلى وجود صراعات فى البيت بين الأخ وأخته، فماذا لو لدينا مائة بنت ومائة ولد بالمدرسة؟»
وأضاف بدر أن مشاكل مدارس البنات تكون أقل بكثير وتقتصر على المشاكل الاجتماعية أو النفسية، لذا نجد التلميذات فى مدارس البنات أكثر انضباطًا فى سلوكهن، وأيضًا مشاكل مدارس البنين تكون أقل، بينما مشاكل المدارس المختلطة تكون فى منتهى التعقيد، لذا يجب مضاعفة المجهود فى تلك المدارس.
علق بدر على بعض الأشخاص الذين يلقون ظاهرة انطواء الفتيات على المدارس أحادية الجنس قائلا: «التلميذة تتواجد فى المدرسة لعدد ساعات معين ما بين خمس أو ست ساعات يوميًّا ومن المفترض أن كل تركيزها فى المادة العلمية، بالإضافة إلى أننا نشكل وجدان الفتاة عن طريق الأنشطة الموسيقية والتربية الرياضية، ولكن أى مشاكل انطواء يكون سببها البيت وليس المدرسة».
قال بدر: إن بناته فى مدارس راهبات و هى للفتيات فقط تخوفًا عليهن من ظواهر المدارس المختلطة ولكن ابنه مسجل فى مدرسة مختلطة لأنه فتى ولا يوجد أى خوف عليه من المجتمع.
صرحت هالة سامى، إخصائية نفسية بمدرسة العباسية بنات أنها ترفض المدارس المختلطة لكثرة العلاقات غير السليمة بين التلميذ والتلميذة وأنه يجب الفصل بينهم من المرحلة الابتدائية حتى لا تحدث عواقب وخيمة لأن كثيرًا من البنات والصبية يصلون للبلوغ فى سن مبكرة وتوابع التغيرات الجسمانية تؤثر على النوعين سلبًا.
قالت سامى إن مشاكل مدارس البنات فى المرحلة الثانوية تقتصر على المشاكل العاطفية، التحصيل الدراسى، مفهوم الحرية الخاطئ والتمرد على علاقتها مع الأب والأم، بينما مشاكل مدارس البنين محدودة على العنف والعدوان ومرافقة أصدقاء السوء.
وأضافت سامى: « أن الفتاة التي تتخرج فى مدرسة فتيات تكون على درجة عالية من السواء والثبات النفسي، ولا نعطى فرصة للفتيات للحصول على معلومات خاطئة من بعضهن».
تحدثت سامى عن بعض النتائج العكسية التي تأتي نتيجة للفصل بين الجنسين، حيث قالت إنه بسبب عدم وجود صبيان فى المدرسة تتوجه البنت بمشاعرها وأحاسيسها نحو المدرس من النوع الآخر وترى فيه صورة للحبيب والصديق، وإذا ركزت فى مشاعرها فهي تخسر المادة العلمية أو على العكس تقوم الفتاة بالتحسن الشديد فى الدراسة لجذب انتباه المدرس نحوها.
وتحدثت سامى عن المشاكل الأمنية نتيجة الفصل قائلة :»يوجد متابعة دورية من البوليس أمام كل مدرسة لأن بعض الصبيان يقومون بقذف المدرسين بالحجارة وتكسير زجاج سياراتهم للتمكن من معاكسة الفتيات والتحرش بهن نتيجة للكبت».