بعد عام من التعويم…عودة المدربين الأجانب للكرة المصرية
تقرير: أحمد زادة
ساد الغموض مصير المدربين الأجانب في الدوري المصري بعد أزمة تحرير سعر الصرف للعملة الأجنبية في العام الماضي وأجبر الأندية علي التعاقد مع بديل محلي.
ففي ذلك الوقت قفز سعر الدولار ليصل ل٠٢ جنيه في البنوك الرسمية بعد أن كان متداولا بتسعة جنيهات. الأزمة حينذاك لم تكن فقط السعر بل ظهرت الأزمة في كيفية إيجاد العملة الصعبة وتوفيرها مما سبب أزمه كبيره للجميع.
ومع مرور الوقت أصبح الدولار ثابت عند ٧١ ونصف جنيها مما أعاد الاستقرار بعض الشئ للأندية لكن لم يكن هذا فقط هو السبب بل عوامل أخرى كان لها دور في المساعدة على الاستقرار.
عدم القدرة على فرض الهيمنة المطلقة
لم يقدر المدربين المصريين خصوصاً في أندية القمة علي فرض شخصيته علي اللاعبين فمحمد حلمي المدرب السابق لنادي الزمالك دخل في كثير من المشاكل مع اللاعبين أبرزهم قائد الفريق محمود شيكابالا.
بدأت المشادة عندما أستبعد حلمي شيكابالا من لقاء السوبر أمام الأهلي بداعي عدم الجاهزية مما أرغم شيكابالا علي الخروج بتصريحات اعلامية أعلن فيها أن مدربه كاذب وغير عادل .
ايضا في نادي الأهلي الغريم التقليدي كانت هناك أزمات عديدة بين المدير الفني حسام البدري ومهاجم الفريق عماد متعب بسبب استبعاد متعب الدائم من المباريات.
الطموح
اكثر ما يعيب المدير الفني المصري هو نقص الطموح فهو لا يسعى للمغامرة بل اللعب علي المضمون.
مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك كان دائم الهجوم علي محمد حلمي المدير الفني للزمالك في ذاك الوقت بسبب اتباعه أسلوب دفاعي بحت مما وضع الفريق في مؤخرة البطوله.
فتحى نصير المحاضر الدولي تحدث للقافله عن هذه النقطة قائلاً « أغلب المدربين المصريين يخافون من هجوم الأعلام عليهم في حالة اتباع اسلوب لعب معين بالأخص عندما يتولون مهمة نادي قمه ونتيجة لهذا يستسلمون للرأي العام.»
الـمجاملة
كثيرا ما نسمع عن مدربين يخافون من لاعبي الفريق و ويتم ومجاملتهم علي حساب لاعبين آخرين.
إسماعيل يوسف رئيس قطاع الكرة بنادي الزمالك قال «أكثر ما يعيب المدرب المصري اسلوبه في التعامل مع اللاعبين فمنذ وفاة الكابتن محمود الجوهري و العامل النفسي أصبح شيء غير مهم بالنسبة للمدرب المصري فكان محمود الجوهري دائم الجلوس مع اللاعبين و كان صارم عكس مدربين الجيل الحالي الذين يخافون علي مناصبهم مما يرغمهم علي القرب من اللاعبين الكبار في الفريق.»
يوسف تحدث عن معاصرته لجهاز البرتغالي فيريرا في الزمالك « فيريرا كان بروفيسور نفسي كان احتياطي الفريق يحبونه اكثر من الأساسيين فكان مقنع للغاية و عادل مما اعطي اللاعبين ثقة و فاز الزمالك بدوري و كاس ٥١٠٢.»
ايضا تحدث للقافلة المونتينيغري نيبوشا المدير الفني الحالي للزمالك « دائما ما احاول احتوي اللاعبين بقدر المستطاع فأنا كنت لاعب سابق و اعرف متى يغضب اللاعب و كيف تمتص الغضب.»
وأضاف، « فكري ليس مجرد خطة تنفذ في الملعب لا فأنا استمع لمشاكل اللاعب وأشجعه علي التطور و اكثر من الجلسات المنفردة مع كل اللاعبين لكن في أخر اليوم الكل سواسية وهذا ما يخلق العدل ويشجع اللاعبين.»
نيبوشا أضاف أنه عندما جاء لتدريب الزمالك كان يعلم أسم الفريق فقط لكن كان لا يعلم اللاعبين و من وجهة نظره هذا ما يرغم الأندية علي التعاقد مع مدربين أجانب من أجل منع الفوضى واالمجاملات.
أحد اللاعبين السابقين في نادي الزمالك رفض ذكر اسمه تحدث للقافلة أن أحد المدربين المصريين كان دائم المجامله لثلاث لاعبين وكان صابرا عليهم رغم سوء مستواهم.»
كان يستوجب منا كلاعبين ان نقدس هؤلاء ونقرب منهم من أجل اللعب لكن كانوا يعاملوننا بشكل مهين و اسلوب لا يليق بنادي عريق مثل الزمالك و تعجبت مرارا و تكرارا من عدم تدخل المدير الفني لحل أزمه هو علي درايه منها لكنني علمت أنه من محبي الشهرة والمال فقررت الرحيل حفاظا علي كرامتي.»
بغض النظر عن آراء المسئولين واللاعبين فمنذ نشأة الدوري المصري عام ١٩٤٨ و المدرب الاجنبي هو العرف السائد في مصر. النادي الأهلي صاحب أعلى رصيد من البطولات المحليه والافريقيه في القارة يدين بالفضل لعدد كبير من المدربين أبرزهم مانويل جوزيه البرتغالي الذي حصد 22 بطولة مع الأهلي. اما الزمالك البرتغالي فيريرا هو من اعاد الأمجاد له بعد غياب عشر سنوات البرتغالي فيريرا استطاع الجمع بين كاس مصر و الدوري في إنجاز تاريخي للزمالك لم يتكرر منذ ١٩٥٧.
أما عن الحاضر نادي الأسماعيلي يعتلي صدارة الدوري الأن تحت قيادة الفرنسي سيباستيان ديسابر. الأسباب اصبحت واضحة الان نتائج تجيب علي سؤالنا وليس شيء أخر.