اللاجئون الأفارقة في مواجهة تحديات التعليم في مصر
تقرير: نوران سليم
يحق للاجئين الأفارقة قانونيًّا (أو أي لاجئ) الحصول على التعليم الابتدائي المجاني، ويمكنهم الالتحاق بالمدارس الحكومية، ولكن لا تسمح مصر للاجئين بالتسجبل، وبالتالي فإن خيارهم الوحيد للحصول على التعليم هو من خلال مراكز تعليم اللاجئين.
وقعت مصر على اتفاقية اللاجئين لعام ١٩٥١، هذه الاتفاقية تعد وثيقة قانونية رئيسية في تحديد الالتزامات الخاصة بحقوق اللاجئين وخاصة من ناحية التعليم.
وتنص المادة ٢٢ من الاتفاقية وعنوانها التعليم العام على أن: “تمنح الدول المتعاقدة اللاجئين نفس المعاملة الممنوحة للمواطنين فيما يتعلق بالمدرسة الابتدائية”.
وبناء على ذلك، ينبغي لجميع اللاجئين أن يحصلوا على نفس معاملة المواطنين فيما يتعلق بالمدارس الابتدائية. وتهدف الاتفاقية أيضًا إلى جعل التعليم الابتدائي إلزاميًّا ومتاحًاعلى نطاق واسع – مجانًا للجميع- ولكن لا تسمح مصر لهم بالتسجيل.
وترى بروك كومير-معلمة الكتابة والمسؤولة عن تنفيذ مختلف دورات التعليم المجتمعي في الجامعة الأمريكي -أن التعليم يشكل تحديًا إضافيًّا للاجئين الأفارقة في مصر.
وقالت كومير للقافلة: “إن مصر تستثني القانون الدولي وتجعل الالتحاق بالمدارس الحكومية صعبًا لأن مصر لا تستطيع تحمل تكاليف تعليم مواطنيها”.
ولذلك، فإن اتفاقية اللاجئين لعام ١٩٥١ لا تمنح في الواقع الحماية الكاملة للاجئين الأفارقة من حيث الحقوق التعليمية.
تعددت الأسباب وراء رفض مصر تسجيل اللاجئين الأفارقة في المدارس الحكومية المصرية. فيأتي الأطفال اللاجئون الأفارقة إلى مصر بدون الوثائق المطلوبة، بالإضافة إلى أن الآباء اللاجئين الذين لا يتمتعون بوضع قانوني، غير قادرين على تسجيل أطفالهم في المدارس الحكومية.
ونتيجة لنظام التعليم الحكومي في مصر الذي يتعذر على معظم اللاجئين الوصول إليه، فإن الأطفال الأفارقة لا يزالون يتلقون التعليم في مراكز التعلم الإثنية.
وقالت كومير :”مراكز تعليم اللاجئين في مصر هي مراكز إثنية أفريقية، تمولها المنظمات غير الحكومية وتوفر وسيلة لاستعادة التقاليد الثقافية، ولكنها غالبًا ما تنشر العنصرية”.
فإن هذه التجربة في مراكز التعلم العرقية تفصل اللاجئين عن المصريين، فهي تساعد حقًّا الأطفال الأفارقة على الاحتفاظ بالهوية الثقافية في خطر عزلهم عن المجتمع المضيف. ونتيجة إلي ذلك، يمكن للأطفال النازحين العثور على صعوبات وعقبات عند التعامل مع المجتمع المصري أو محاولة الاندماج، وقد يواجه البعض التمييز القاسي عند التعرض لأشخاص جدد غير مألوفين.
ولذلك، فإن فهم تجربة الطالب اللاجئ أمر مهم لأنه يوفر الدعم للتخفيف من العوائق المختلفة التي يواجهها اللاجئون.
وتحاول هذه المراكز حل التحديات التي يواجهها اللاجئون الأفارقة، ولا سيما التحديات الثقافية، من أجل تلبية جميع احتياجات الأطفال النازحين.
شاركت متطوعتين في واحد من مراكز التعلم الإثنية في مصر، “الأمل الأفريقي”، قصصهن مع القافلة، فأوضحت هدير السرجاني كيف يتم الحفاظ على الهويات الثقافية في مركز الأمل الأفريقي.
قالت السرجاني :”تقوم مراكز التعلم الإثنية بتوظيف المعلمين الذين يتقاسمون نفس الجنسيات مثل الطلاب أو الذين يدركون التقاليد والظروف الثقافية التي أجبرت الطلاب على مغادرة منازلهم”.
وأضافت السرجاني أن التعليم العرقي يوفر بيئة آمنة للاجئين وقد مر جميع الأطفال بحوادث مماثلة. حيث نجا معظم الأطفال من الحرب الأهلية وما يتصل بها من مشاكل في مختلف أنحاء أفريقيا.
وتعتقد سارة عوكل أن مراكز التعلم ذات التوجه العرقي مفيدة للاجئين الأفارقة حيث توفر بيئة مريحة، ونظام دعم قوي يساعدهم على التخفيف من وضعهم الجديد وفي نفس الوقت يمكن أن يتصلوا به مباشرة.
أضافت عوكل، “تسعى مراكز التعلم ذات التوجه الإثني إلى الحصول على معلمين مؤهلين، وتوفير المناهج الدراسية التي تشمل التاريخ الأفريقي والجغرافيا ودورات تنموية أخرى وفحوص طبية”.
وبالإضافة إلى ذلك، فهي توفر مختبرات الحاسوب ودروس الموسيقى والمكتبات التي تعزز قدرات الطلاب على التعلم وتشجعهم على اكتساب مهارات جديدة.
وقالت عوكل: “يحصل الأطفال هناك على فرصة للتعبير عن احتياجاتهم النفسية والعاطفية، والتي أظن أنها تشكل جانبًا مهمًّا”.
يذكر أن مصر اليوم تضم أكثر من ٤٢ ألف لاجئ وطالب إفريقى من السودان وإثيوبيا والصومال وفقًا لما ذكرته المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، ترتفع أعداد أخرى حسب دراسات للأمم المتحدة، إلى ما لا يقل عن 000 125 لاجئ، بمن فيهم اللاجئون الأفارقة الذين يعيشون في مصر دون أي مساعدة أو رعاية، مما يترك العديد من الأسر المشردة والأطفال دون أمل في مستقبل أفضل ومشرق.