بين مؤيد ومعارض، التعليم تعلن التربية الرياضية مادة نجاح ورسوب وتضاف للمجموع
تقرير: نوران سليم
أصبحت مادة التربية الرياضية مادة نجاح ورسوب بناءً على دراسات وجولات ميدانية في بعض المدارس في محافظات مصر، والتي أثبتت أن حصص التربية الرياضية أحد أسباب ربط الطالب بالمدرسة، وتستهدف بناء جيل جديد من الأصحاء جسمانيًّا وعقليًّا.
أصدر طارق شوقي وزير التربية والتعليم هذا القرار الوزاري رقم ٣٧٧ لعام ٢٠١٧ على أن يتم تطبيقه من العام الدراسي الحالي، ينص على اعتبار مادة التربية الرياضية في المدارس مادة نجاح ورسوب.
قال محمد فايز، منسق الألعاب الرياضية بالجامعة الأمريكية :»تعد الرياضة من أهم العناصر التي تساعد الطفل على النمو. فهي تشكل جسم الطفل منذ الصغر وتمنحه القدرة على قيادة الفريق وتجعله أكثر توازنًا من خلال تنظيمه لوقته بين التمارين والدراسة».
وتعد المادة مادة نجاح ورسوب في المرحلة الابتدائية، من الصف الأول حتى الصف السادس، وتضاف إلى مجموع الطالب. أما في المرحلة الإعدادية فهي لا تضاف للمجموع ولكن تظل مادة نجاح ورسوب.
ويتم تقييم الطالب حسب أدائه في امتحانات عملية يقوم بها. فالطالب له حق اختيار الألعاب الرياضية التي سوف يدرب عليها خلال العام الدراسي ويقوم الامتحان على أساسها.
كما يختار الطالب ما يرغب في اجتيازه من بين: لعبة جماعية، لعبة فردية، مجموعة تمرينات رياضية حرة، وعرض رياضي جماعي، وتكون لجان الامتحان من خارج المدرسة.
يتكون مجموع درجات مادة التربية الرياضية من مائة درجة مقسمة على الفصلين الدراسيين. وسوف يتم تقسيم الدرجات لتكون ٣٠ درجة للأنشطة التعاونية، و٢٠ درجة للحضور والسلوك، و٥٠ درجة للاختبار العملي في كل فصل دراسي. ويتم تحديد مستوى الطالب فى آخر العام وفقًا لمتوسط درجاته فى الفصلين الدراسيين.
يشكل هذا القرار جزءًا من خطة تطوير التعليم في مصر، ولكن من المهم تحديد الإمكانات الحقيقية لتنفيذ هذه الخطة.
قالت إبتسام ربيع، معلمة التربية الرياضية في إحدى المدارس الدولية: «يحتاج هذا إلى مجهود جبار لأن الكثير من المدارس خاصة الحكومية لا تمتلك الملاعب ، ويجب أن تكون المدرسة وأسرتها متقبلين مهنة مدرس الألعاب و يخصصون له حصص جدية كأي مادة أخرى».
وتؤيد ربيع، هذا القرار الوزاري على أن ينفذ بشكل مختلف من خلال ثلاثة عناصر.أولها :توافر منهج يتوافق مع احتياجات الطالب من النواحي البدنية والاجتماعية والنفسية. ثانيًا: يتم إضافة تدريب مكثف للمدرسين في طرق التدريس والتدريب .وثالثًا: تتم عملية التقييم من خلال مشروع يقوم به الطلبة.
حيث قالت ربيع: « ان هذا المشروع تدريبي، تأهيلي، وترويجي حسب المرحلة العمرية ومع توضيح الأدوار في المجموعة والعائد الشخصي المكتسب من هذه التجربة»
وتعتقد أن هذه العناصر قد تزيد من الوعي الرياضي المفتقد في بعض طبقات المجتمع وتخلق جيلًا جديدًا يحب الرياضة ويسعى إلى ممارستها.
قالت ربيع: «يحتاج هذا إلى مجهود جبار لأن الكثير من المدارس -خاصة الحكومية -لا تمتلك الملاعب ، ويجب أن تكون المدرسة وأسرتها متقبلين مهنة مدرس الألعاب و يخصصون له حصص جدية كأي مادة أخرى».
ترى لويز بريتني، مديرة الألعاب الرياضية في الجامعة الأمريكية، أن هذا القرار يعد مفيدًا ويشجع على زيادة نشاط الطلاب وحبهم للرياضة ولكن هناك شرطًا أساسيًّا
قالت، «طالما تحدد الدرجات على أساس المشاركة الفعالة للطالب في الحصة، لا على أساس تفوقه أو لياقته البدنية في رياضة معينة بالنسبة لغيره».
وعندما كانت برتيني طالبة في المدرسة بالولايات المتحدة الأمريكية كانت التربية الرياضية دائمًا تضاف للمجموع وحتى مع دخولها الجامعة كانت إجبارية وتحسب كمادة نجاح ورسوب.
قالت ربيع إن كلية التربية الرياضية ليست أقل أهمية من أي كلية أخرى، حيث تشمل موادَّ عديدة بجانب النظري الخاص بالمواد العملية، مثل علوم الصحة الرياضية، فسيولوجي، تشريح ، التغذية، إصابات ملاعب، ترويح ،علم الإدارة، علم النفس الرياضي والعلاج الطبيعي.
وأضافت: «مع كل هذا الجهد الدراسي، هل من العدل أن تبقى دراسة الرياضة مجرد خانة في جدول المدرسة، بلا أي أهمية من ناحية الطلاب وإدارة المدرسة وأولياء الأمور؟»
ولكن اختلف رأي الطلاب الذين يرون أن هذه الخطوة جاءت متأخرة حيث باتوا يعدون حصة الرياضة بمثابة فسحة لهم. قالت إنجي ايهاب، طالبة في مدرسة مصر 2000 الحديثة: «لا تهتم المدرسة بحصة الرياضة، فإما يستغل وقتها مثل الفسحة أو نعود إلى البيت مبكرًا».
ويذكر أن هذا القرار حاء ضمن تعديل قرار التقويم التربوي الشامل الصادر عام 2011.