كوميديا واقعية تعرضها مسرحية “حل الضفاير” على مسرح الفلكي
تقرير: نوران العشري
استضاف مسرح الفلكي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة العرض المسرحي “حل الضفاير” ليروي مشكلات المجتمع المصري في قالب كوميدي ساخر.
تحت رعاية المجلس القومي للمرأة وضمن مبادرة السفارة الأمريكية “العرض مستمر” لدعم المواهب النسائية، أقيم العرض المسرحي “حل الضفاير” أيام ١٣، ١٤ و١٥ من شهر أكتوبر الجاري من إخراج محمد فؤاد العابدين والذي شارك سالي ذهني في تأليف وكتابة العرض.
يناقش العرض قضايا المجتمع المصري والمشكلات التي يتعرض لها الشباب والبنات في حياتهم اليومية. تناول العرض مشكلات عدة منها السلطة الذكورية التي يفرضها المجتمع على الإناث، التحرش، الإعلام المصري بجانب عرض مقارنة بين حال الشارع المصري قديمًا وحالته الآن.
تروي المسرحية قصة طفلة صغيرة تركتها أختها وحيدة في المنزل لا يشاركها شيء غير كتاب يحمل عنوان “حل الضفاير”. تدخل الطفلة في رحلة مع صفحات الكتاب والذي يروي لها مشكلات المجتمع المصري في شكل كوميدي ساخر.
يجسد أحد الأبطال دور الكتاب والذي يصبح صديق الفتاة ويأخذها في جولات للتعرف على الواقع المصري.
ترى نور، الطفلة الصغيرة، كيف يفرض الأخوة الأولاد سلطتهم على إخوتهم وكيف تعاني الفتاة المصرية من التحرش في الشارع فيلومها المجتمع بدلًا من أن يلوم الجاني.
يتناول العرض قضايا أخرى تمس المجتمع ككل. مثلت تجربة شابة رياضية في المجتمع المصري وصديقتها التي تستكمل مشوارها الرياضي في الخارج. يوضح العرض الإهمال الرياضي الذي يشهده المجتمع المصري وكيف تيسر بلاد الخارج على الرياضيين المسيرة بينما يعسرها الموطن الأصلي ويهمل القضية.
يرى المشاهد أيضًا في رحلته مع الأبطال صورًا لقهر الرجال يشهدها الواقع المصري بجانب قهر الإناث. يبين صورة فتيان في المركز الرياضي يسعون لبناء أفضل شكل لأجسادهم حتى ينالوا إعجاب المجتمع بشكل عام والفتيات بشكل خاص. يجسد العرض شخصية أحد الفتيان والذي يتعرض للسخرية من قِبَل زملائه لأنه لا يملك الجسد المثالي المطلوب.
ما يجعل “حل الضفاير” عرضًا شاملًا ومميزًا هو ما يتناوله من قضايا عدة ومختلفة. لا يقتصر العرض على مناقشة مشكلات الشباب فقط ولا الإناث وحدهن بل يعرض مشكلات مختلفة يمر بها المجتمع ويهدف فئات ومجموعات مختلفة.
قال محمد فؤاد العابدين، مخرج العرض المسرحي: إن العرض يمثل الواقع المصري ويحرص فريق العمل على تجديده كل فترة ليواكب ما يراه المشاهد في واقعه اليومي.
كما أوضح فؤاد أن هدف العرض ليس مناقشة المشكلات الموجودة في الواقع أو إيجاد حلول لها.
وأضاف فؤاد، “ما يميز العرض أنه يعرض كيف يتعامل المجتمع مع المشكلة ويبرز نظرة كل فرد للمشكلة بطريقة مختلفة”.
إن فكرة العرض كانت من اقتراح المؤلفة سالي ذهني والتي خاضت تجربة الكتابة المسرحية للمرة الأولى من خلال “حل الضفاير”.
تعمل ذهني في مجال الأبحاث لمحاربة العنف ضد المرأة ضمن مؤسسة الأمم المتحدة. أعربت ذهني أن عملها بالأمم المتحدة أتاح لها الفرصة لرؤية مشكلات المجتمع من منظور أقرب فتعمقت في تلك المشكلات وهو ما شجعها لعرضها للجمهور العادي والذي لا يكون على دراية كاملة بتلك المشكلات وخطورتها.
أضافت ذهني، “علمني عملي أن من أكثر الطرق الفعالة لعرض قضية ما هي الفن، لذلك قررت عرض مشكلات المجتمع في قالب مسرحي”.
تقول ذهني :إن خبرتها في المجال المسرحي معدومة لكن أكثر ما يهمها هي قضايا المجتمع لذلك استغلت خبرة المخرج الفنية وأضافت عليها خبرتها في مشكلات المجتمع حتى يخرج العرض بالشكل الأنسب.
استعانت ذهني بوقائع وحقائق عرضتها على فريق العمل والممثلين حتى يشعروا بأهمية ما يقدمونه ويؤمنوا به.
أضافت ذهني، “كنا نضع الإطار الأساسي للموضوعات ونترك المجال للمؤديين أن يرتجلوا ويضيفوا تجاربهم الشخصية على النص”.
كما حرصت ذهني على عرض تجارب الممثلين الشخصية حتى أنها أدارت جلسة لبضع ساعات مع الممثلات عرضت كل منهن تجربة حقيقية مرت بها وحولت ذهني تلك التجارب لنص مسرحي بمساعدة المخرج.
تقول ذهني :إن العرض ليس من النوع النسوي بشكل خاص بل إنه يعرض مشكلات المجتمع بشكل عام ويبرز الضغوطات التي يفرضها المجتمع المصري على الشباب ذكورًا وإناثًا.
تهدف مبادرة “العرض مستمر” إلى دعم المواهب النسائية في التأليف والإخراج المسرحي واختيرت “حل الضفاير” للمشاركة في المبادرة بجانب عرضين آخرين هما مسرحيتي “45” و “حكايات خط الأم”.
أعربت إحدى الحاضرين عن إعجابها بالعرض خاصة “اسكتش قصر النيل” والذي جسد المجتمع المصري قديمًا وقارنه بمجتمعنا الحالي من خلال مواقف تحدث على كوبري قصر النيل.
أضافت المشاهدة، “ما رأيته اليوم على خشبة المسرح هو مثال مشرف للمسرح المصري”.
وأضاف آخر أنه أعجب بالعرض خاصة بدور الطفلة البطلة والذي تجسده علياء أشرف الطالبة الجامعية، يقول :إنه خلال مشاهدته للعرض لم يتمكن من تحديد عمر الممثلة الحقيقيّ قدر ما برعت هي في تجسيد دور الطفلة رغم كبر سنها.