تجميد جزء من الدعم الأمريكي العسكري لمصر
تقرير: انجى الزقازيقي
قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استئناف قرار تقليص المعونة العسكرية لمصر موضحا موقف بلاده يوضح الأمر بعين الاعتبار كما ورد في صحيفة «نيو يورك تايمز» العالمية.
وفى هذا الأمر تحدثت القافلة مع مصطفى السيد، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، فأوضح السيد السبب وراء تقليص حجم المعونة العسكرية قائلا،» قللت أمريكا من حجم المعونة العسكرية لأنها يجب أن تستخدم في دعم قدرة مصر على مواجهة الأخطار الإرهابية ويجب دعمها بالأسلحة الخفيفة وأدوات الاستطلاع وليس لأعداد مصر لمواجهة حرب تقليدية مع دول أخرى، حيث أنه لا يوجد دول معادية لمصر في المنطقة تشن حرب عليها من وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية».
كانت وكالة الأنباء العالمية «رويترز» صرحت في أغسطس الماضي أن لجنة من الكونجرس الأمريكي قررت حجب جزء من المساعدات العسكرية في مصر قدرها 195 مليون دولار احتجاجا على قوانين حقوق الإنسان التي تفرض بعض القيود على المنظمات الغير حكومية.
صرح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، عادل العدوى عن العلاقات المصرية الأمريكية ودعمها العسكري لها قائلا، «أمريكا لم تتوقف عن دعم مصر عسكريا والتعاون العسكري بين مصر وأمريكا ما زال قائم مثل تدريبات النجم الساطع لمكافحة الإرهاب منذ أسبوع، وهو تعاون مهم جدا في العلاقات المصرية الأمريكية.».
وأضاف العدوى أن السبب وراء اقتطاع أمريكا جزء من المعونة العسكرية لمصر يرجع إلى السياسة الداخلية لأمريكا التي يوجد بها خلافات بين مؤسسات مختلفة
أوضح السيد أن تقليص الإمدادات العسكرية يعد أحد أنواع الضغوط على مصر احتجاجا على قوانين حقوق الإنسان الحالية
ثم أضاف العدوي، « المساعدات العسكرية لمصر في مصلحة أمريكا أكثر من مصر لأنها تشتري الأسلحة من مصانع أمريكية فقط مما يؤثر إيجابا على الولايات المتحدة».
وأكد العدوى على تحسن العلاقات بين مصر وأمريكا في الآونة الأخيرة قائلا، «العلاقات بين مصر وأمريكا تحسنت كثيرا بعد انتخاب الرئيس ترامب، ولقد رأينا تصريحات كثيرة من البيت الأبيض إيجابية جدا وأعتقد الفترة القادمة سوف نرى تطور في العلاقات أكثر”.
وأوضح العدوي أنه لا يرى أي تخوف من هذا القرار على تأثر العلاقات المصرية الأمريكية سلبا قائلا، «العلاقات بين مصر وأمريكا أكبر بكثير من أي مساعدات عسكرية أو معونة اقتصادية، هذه علاقات ترجع إلى أكثر من 40 سنة».
ترجع المعونة الأمريكية لمصر إلي عام 1975 في أعقاب اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية للتنمية الدولية ومساعدة مصر على التنمية الاقتصادية لتصبح قادرة على التنافسية العالمية، وتخصص المعونة مبلغ سنوي يقدر ب 1.3 مليار دولار للمساعدات العسكرية.
وصرح السيد عن وجود مخاطر من توقف أمريكا عن دعم مصر عسكريا موضحا أن الولايات المتحدة تقدم معونة عسكرية لمصر سنويا، وإذا توقفت هذه المعونة فيجب على مصر إيجاد ما يعوضها عن هذا المبلغ.
أضاف، «من الصعب أن تكون هناك دولة أخرى تقدم لمصر مثل هذا القدر من المعونة وبالتالي هذا يلقى عبئا على ميزانية الدولة ومن ناحية أخرى القوات المسلحة المصرية سوف تضطر إلى الحصول على السلاح من دول أخرى وهذا يقتضي تغييرا في نظم تسليح القوات المسلحة».
وعلى الناحية الأخرى أقر السيد عن وجود إيجابيات وراء تقليص أمريكا للمعونة العسكرية قائلا، «من الجوانب الإيجابية فى توقف الولايات المتحدة عن دعم مصر عسكريا أنها ستخفف بعض الضغوط على الحكومة المصرية التي تجعلها مضطرة لاتباع سياسات توافق عليها الولايات المتحدة حتى تستمر مصر في تلقي المعونة».
قرر وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» إرسال الأموال التي كانت مخصصة لدعم مصر الي الكونجرس الأمريكى لحين الشهر المقبل وطلب التحفظ عليها في حساب منفصل لحين التأكد من تحسن أوضاع حقوق الإنسان في مصر كما أعربت صحيفة «واشنطن بوست» العالمية.
وأفصح العدوى عن رأيه في سياسة مصر الخارجية الحالية مؤكدا أن سياسة مصر الخارجية عقب ثورة 30/6 كانت مبنية على التوازن بين العلاقات مع الدول كلها مثل التدريبات العسكرية بين مصر وكلا من أمريكا وروسيا والسعودية واليونان في ظل وجود وزير الدفاع المصري في كوريا الجنوبية ووزير الدفاع الياباني في مصر.