مش هنفــــــــــــرح بيكــــي بقى؟
في يوم 11 فبراير كنت في أوج سعادتي وأنا أعتلي منصة التخرج، وبعد انتهاء مراسم التخرج وجدت السواد الأعظم من المجتمع سيما المدعوين من الأصدقاء والأهل يهنئونني أولاً ليس بما حققته من نجاح ولكن أصداء “العريس” و”الفرح” كانت هي الجملة الأكثر أهمية على لسان المدعوين.
وحينما أبديت مظاهر فرحتي بوضع صور تخرجي على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أنها التعليقات التي لم تكن لتسعدني ولأنني أفهم ما يقصده المعلقين على صورتي، تضاءلت فرحتي وانطفت.
كانت التعليقات الأكثر شيوعاً هي، “مش هنفــــــرح بيكـــــــي بقي؟” “الماجستير هيستني بس العريس مش هيستني” “راجل في البيت أحسن من شهادة على الحيط”.
أنا أرى أنه ينبغي على المجتمع أن يعيد نظرته في معتقداته بشأن مستقبل الفتاة في مصر والالتفات الى أن “العريس” ليس الأكثر أهمية من مستقبل الفتاة بعد تخرجها من الجامعة. وأن وضع الفتاة مستقبلها الوظيفي من أهم أولوياتها نصب عينيها لا ينتقص من شأنها.
وبما يدلل علي وجهه نظري، الاحتفال بيوم المرأة العالمي وكان موضوعه تمكين المرأة وإدماجها وأهميتها في كافة مناحي الحياة والمجتمع.
فلا ينبغي أن تؤثر وجهة نظر المجتمع على ترتيب أولوياتي وأولويات من هن من مثيلاتي وأن يتركوا لنا متسعا من الحرية في ترتيب أولوياتنا بعيدا عن التركيز علي فكرة إعطاء الأولوية للحياة الزوجية.
وكان لذلك الاعتقاد المجتمعي العديد من الضحايا التي تأثرت بذلك المعتقد ولكن من المؤسف أن المجتمع لم يتأثر ولم يتغير رغم ذلك.
والبين من الأمر أن فكرة المجتمع عن أولويات الفتاة راسخة فى الأذهان والمعتقدات منذ قديم الزمن وعلينا نحن الأجيال الحديثة المتضررة من تلك المعتقدات أن نعمل جاهدين على الحد من توغل هذه الفكرة أكثر من ذلك من خلال إثبات أننا قادرون على تحقيق ذاتنا على كافة المستويات.
ياسمين شاهين