برنامج « شكراً » :محاولة لإعطاء عمال الجامعة الأمريكية التقدير الذي يستحقونه
تقرير نورا شبل
أعلن مكتب الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية في القاهرة عن بداية الدورة الثالثة لبرنامج “شكراً”، وهو برنامج يهدف إلى توجيه الشكر للعمال والموظفين الأكثر إجتهاداً ليشعروا بالتقدير المعنوي من جانب مجتمع الجامعة بأكمله.
وتقيم الجامعة احتفال رسمي بنهاية كل دورة لتكريم الفائزين بحضور رئيس الجامعة وأعضاء من مجلس الإدارة، كما يتم توزيع هدايا رمزية. وبالرغم من أنهم لا يحصلون على هدايا ذات قيمة مادية كبيرة، إلا أن البرنامج يعمل على إلهام وتحفيز العمال والموظفين وزيادة التفاعل بينهم وبين الإدارة.
البرنامج حاليا في مرحلة تلقي الترشيحات بأسماء العاملين، وسيتم إعلان الفائزين في نهاية الفصل الدراسي الحالي. ويمكن لأى شخص من مجتمع الجامعة الأمريكية بما فيهم الطلبة أن يرشحوا العمال أو الموظفين لنيل الجائزة. وآخر موعد للترشيح هو الأحد ٦ نوفمبر.
كما يمكن لأي موظف بأى إدارة بالجامعة الترشح بشرط ألا تقل مدة عمله عن سنة، وأن تكون وظيفته كاملة الدوام. يتم ترشيح الموظفين عن طريق استمارة موجودة على البريد الإلكتروني.
أعرب العاملون عن رغبتهم في أن يتم الإعلان عن برنامج شكراً للموظفين بشكل أوضح. فلا يتم الإعلان عنه فقط عن طريق البريد الإلكتروني ومكتب الموارد البشرية، ولكن أن يتم من خلال مديرين العمل بشكل مباشر.
الاجتهاد والأداء المتميز في العمل للموظفين يشكلان معيارين هامين لاختيار الفائزين ببرنامج شكرا. قال أحد أفراد الأمن بالجامعة، والذي فضل عدم ذكر إسمه، أنه يرى أن هناك الكثير من العمال بالجامعة يعملون بجدية وينطبق عليهم هذا المعيار ويستحقون الجائزة.
ووفقا لأحد أفراد الأمن بالجامعة، يبدأ عمال الزراعة يومهم في الرابعة أو السادسة فجرا ويتعرضون لأشعة الشمس الحارقة، وكذلك عمال النظافة يعملون خارج المباني وساحة “بارتليت” والطرق المحيطة للجامعة، وهو عمل مرهق جدا.
أضاف العامل “يتعرض عمال النظافة إلى أشعة الشمس الحارقة لساعات كثيرة ويتعرضون لكثير من أخطار ماء النار عند إستخدامها في تنظيف الأرضية، بالإضافة إلى رائحتها النافذة، صحيح هم يرتدون قناعا لكن الرائحة متعبة للصدر، وبالرغم من هذا يقوموا بمثل هذه الأعمال دون اعتراض.”
قال عادل أمين، أحد العاملين بإدارة السلامة والصحة البيئية بالجامعة لفريق القافلة، أن مجتمع الجامعة لا يشعر بمجهود العمال بشكل مباشر بالرغم من أهميته، لذلك وجود برنامج مثل “برنامج شكرا” مهم لكي يشعر العمال بأن إدارة الجامعة تقدر جهودهم.
ضرب أمين مثالا بالإدارة التي يعمل بها فقال، “أعمل كثيراً في وقت أجازتي أثناء المناسبات والاحتفالات التي تقام بالجامعة، فيكون ذلك أحياناً ممتعاً لكن المشكلة في أوقات الضغط التي نمر بها بسبب العمل.”
قال أمين، “البرنامج له تأثير معنوي رهيب ويصنع فرق شاسع في نفسية العامل لأن إذا قال لي أحد أن أدائي ممتاز، سيسعدني ذلك واعتبره كحافز للعمل أكثر.”
قالت سارة رفعت، المدير التنفيذي لمكتب الموارد البشرية، “نحن نكافئ العمال على أساس أدائهم وتفانيهم فى العمل وسلوكهم. فإنتاجية العمال تزيد بشكل تلقائي بعد مكافئتهم في هذه الفئات وهذا مكسب لأى منظمة.” وأضافت أن البرنامج جديد وناجح وأنهم مستعدون لتقديم المزيد.
المرحلة التي تلي الترشيح هى تشكيل لجنة لاختيار الفائزين، وتشكل اللجنة من مناصب عليا من عدة إدارات بالجامعة.
حاز عشرة موظفين على الجائزة بالفصل الدراسي الماضي، منهم فايز سيد، سائق أول بإدارة وسائل النقل في الجامعة. تحدث فريق القافلة مع سيد وكان له رأى آخر. فعلى عكس أمين وعامل الأمن، يرى سيد أن الجانب المادي له أهمية كبيرة لتقدير الموظفين.
قال سيد، “أعمل بالجامعة منذ ٣٣ سنة ويعتبرني البعض أقدم واحد بإدارتي، كلمة شكرا بعد كل هذه السنوات جيدة ولكن يجب أن يكون هناك جزء مادي أيضاً.”
قال سيد أن زملاؤه شعروا بالسعادة عندما حصل أحد من إدارتهم على الجائزة، فقال “أحب أن أوجه الشكر لمديري سامح العشري ونائب المدير شريف ماجد، رأيت منهم معاملة حسنة وهم على خلق.”
كرم مصري، أحد عمال النظافة بإدارة المباني والمنشآت، قال أن فكرة البرنامج تشجعه كثيراً للإشتراك به، لأنه يسمح لجميع الرتب، سواء من الموظفين أو العمال، للترشح ولدى الجميع فرصة متساوية في الفوز.
أسس مكتب الموارد البشرية بالجامعة برنامج شكراً في خريف ٢٠١٥، وهي المرة الأولى التي يقدم بها برنامج بهذا الشكل من خلال مكتب الموارد البشرية.
قالت رفعت أن عدد الترشيحات بالدورة الثانية زاد الضعف عن الدورة الأولى، وقالت أنها ترجح الزيادة التي حدثت في عدد الترشيحات بسبب وعي العمال بهذا البرنامج وشعورهم بجديته، فهم شهدوا أن هناك ناس تم تكريمها، فلم لا يشاركون هم أيضا؟