- ترجمة: محمد العشري
- حقوق الصورة: موقع إنتربرايز نيوز
الانتقال من المراهقة إلى مرحلة البلوغ رحلة مليئة بالتحديات والصعوبات، لكن حين يدخل الأطفال عالم الأضواء والشهرة في مجال الترفيه، يصبح الطريق أمامهم مليئًا بتجارب استثنائية. فأيامهم تمضي بين بريق السجادة الحمراء، وحفظ النصوص، وقضاء الوقت في كرافانات التصوير بدلاً من الفصول الدراسية.
وتختلف هذه التجارب من طفل لآخر، إذ تعتمد إلى حد كبير على الدور الذي يؤديه الطفل على الشاشة أو المسرح، وكيفية تعامل فريق العمل معه، ونوعية الإرشاد الذي يتلقاه خلال فترة التصوير.
ومن بين الأعمال التي تضمنت شخصيات أطفال ضمن أحداثها في موسم رمضان، كان مسلسل “كامل العدد”، الذي قام ببطولته دينا الشربيني وشريف سلامة في دوري الزوجين ليلى وأحمد، وهما يحاولان تجاوز تحديات ومفارقات جمع عائلتين كبيرتين تحت سقف واحد.
المسلسل، الذي يمتد لثلاثة مواسم منذ انطلاقه في رمضان ٢٠٢٣، يتناول الحياة الأسرية بأسلوب كوميدي درامي، حيث يناقش قضايا هامة مثل فقدان الأب، والحفلات المنزلية، وتعاطي المراهقين للمخدرات.
وفي كواليس التصوير، مهّد شريف سلامة ودينا الشربيني الطريق أمام الممثلين الصغار ليظهروا بأفضل أداء على الشاشة.
وتحدثت القافلة مع مالك عماد، البالغ من العمر ١٧ عامًا، والذي أدى دور فريد، ابن أحمد في المسلسل.
وقال عماد: “الدور الذي جسدته كان له تأثير كبير عليّ شخصيًا. شعرت أنه عزز من شخصيتي وساعدني على النضج. وأحيانًا أجد نفسي أفكر مثل الشخصية التي أؤديها.”
وتبرز مسألة مشاركة الأطفال في التمثيل وما تحمله من إيجابيات وسلبيات بشكل خاص خلال موسم رمضان، الذي يشتهر بساعات العمل الطويلة والشاقة للأطفال الممثلين، إلى جانب طبيعة الموضوعات الجريئة أو المثيرة للجدل التي يتناولها المنتجون خلال هذا الموسم.
أما التوأمان يوسف ويونس باسم، البالغان من العمر ١١ عامًا، واللذان جسدا دوري حسن وحسين في مسلسل “كامل العدد”، فقد عبّرا عن استمتاعهما بالأدوار التي قاما بها نظرًا للطابع الخفيف للمسلسل. ومع ذلك، فكل دور يواجه تحدياته الخاصة.
وقال التوأم باسم: “من التحديات التي واجهتنا كانت ساعات التصوير الطويلة، حيث كانت تبدأ من الرابعة فجرًا حتى منتصف الليل، ومع ذلك كنا ندرس أثناء التصوير، فكان الأمر مرهقًا جدًا. كما أن المشاهد التي تطلبت منا التعبير عن مشاعر قوية كانت صعبة أيضًا.”
ويتفق مالك عماد مع زميليه، مضيفًا أن المشاهد التي تضمنت صراخًا أو بكاء وفقًا للسيناريو كانت صعبة التعامل معها. وأعرب عن رغبته لو كانت هناك فترات راحة أطول بين المشاهد أو جدول تصوير يراعي التزاماته الدراسية في الثانوية العامة.
وأضاف قائلًا: “بصراحة، التحدي الأكبر كان التوفيق بين مسؤولياتي الدراسية والتصوير، خاصة في فترة الامتحانات.”
وفي هذا السياق، تقع على عاتق طاقم العمل والممثلين الكبار مسؤولية كبيرة في حماية الأطفال الممثلين ودعمهم خلال فترة التصوير.
ومن الأمثلة البارزة على ذلك، مسلسل “لام شمسية” الذي أثار جدلًا واسعًا خلال النصف الثاني من رمضان ٢٠٢٥، بسبب تناوله قضايا حساسة مثل التحرش الجنسي بالأطفال أو ما يعرف بـ “البيدوفيليا”. وقد جسد الطفل علي البيلي دور يوسف، ضحية الاعتداء الجنسي.
وقد حرصت منظمة “Safe Egypt”، المتخصصة في تقديم الخدمات النفسية لحماية الأطفال والمراهقين والنساء، على ضمان التعامل السليم مع حساسية هذه القضايا أثناء تصوير العمل.
وكانت مديرة منظمة “Safe Egypt”، سارة عزيز، متواجدة في موقع التصوير لتثقيف طاقم العمل ومساعدة الطفل علي البيلي، بهدف حمايته من أي ضرر نفسي قد يتعرض له خلال التصوير.
وقالت سارة في مقطع فيديو نشره البيلي على صفحته على إنستغرام: “عليكم مسؤولية كبيرة، تمامًا مثلي أنا وكريم مخرج مسلسل “لام شمسية”، لنتمكن من حماية علي منذ البداية.”
ومن جانبها، أكدت لمياء حنفي، أخصائية نفسية للأطفال ومربية في مونتريال، كندا، على أهمية أن يولي المخرجون اهتمامًا خاصًا بكيفية تعاملهم مع الأطفال الممثلين في مواقع التصوير لتجنب رهبة الأداء وضمان ألا يتسبب الدور في أي صدمة نفسية لهم.
وأضافت: “عندما يُطلب من الأطفال أداء أدوار صعبة مثل دور علي البيلي في “لام شمسية”، تقع على عاتق المخرجين مسؤولية توفير دعم نفسي للطفل وذويه بعد انتهاء التصوير، لضمان ألا يتأثر الطفل سلبيًا بتجربته.”