طلاب الجامعة يختارون تخصصاتهم الدراسية وفقًا لسوق العمل
تقرير: فرحة السروجي
تحرير: صمود عبد الهاد
تصوير: جنا فكهاني
اختيار تخصص جامعي هي مهمة تتطلب الكثير من التفكير والتخطيط، وقد يقضي بعض الطلاب شهورًا في محاولة تحديد ما يجب أن يدرسونه، ولهذا السبب تقدم الجامعة الأمريكية بالقاهرة خدمات من قبل مستشارين أكاديميين ومركز مِهني لمساعدة الطلاب في التعرف على شغفهم. شرحت داليا عوض، المدير التنفيذي للمركز المهني بالجامعة، كيفية معالجة هذه المعضلة من خلال تقديم بعض النصائح حول كيفية المضي نحو حياة جامعية منتجة ومستقبل مثمر.
قالت عوض: “يؤهلنا التخصص الأكاديمي لكسب ما نحتاجه من مهارات، ولكن ليس من الضروري أن يقرر ما نريد القيام به، فالمهارات التي يكتسبها الطلاب من خلال الأنشطة اللامنهجية والعمل بالجامعة والتدريب العملي تكسبهم سيرة ذاتية متميزة”.
شرحت عوض أن كلًا من الوعي الشخصي والمهني يلعبا دورا مهما أثناء اتخاذ القرارات، فالوعي يجعل الطلاب يتعرفون على قيمهم الذاتية وما يحبونه أو لا يحبونه في بيئة العمل، وتختلف أولويات الناس من حيث موقع العمل وحجم الشركة وثقافتها والمرتب وفريق العمل والإدارة.
أما بالنسبة للوعي المهني، فهو نتيجة العمل على أرض الواقع، لهذا السبب يقدم مركز التوظيف الكثير من الأنشطة العملية التي تساعد الطلاب على فهم الوظائف قبل التخرج مثل التعلم بالملاحظة، وهو أن يلازم الطالب موظفًا متمرسًا لكي يلاحظ ما يفعله في وظيفته ويتعلم منه.
أضافت عوض أن هناك بعض الطلاب غير قادرين على تحديد تخصصاتهم، فيقومون بالتسجيل في بعض الفصول التمهيدية في تخصصات متعددة، وهو ما يمنحهم الفرصة لاستكشاف تخصصات مختلفة لمعرفة الكليات الأنسب لميولهم، وهذا ما يميز طلاب الجامعة الأمريكية عِند تخرجهم حيث يكونوا على دراية بمجالات متعددة.
وأكدت أن بعض الأشخاص يتركون وظائفهم لأنهم يجدون فرص أكثر إفادة أو لأنهم يحتاجون إلى التغيير، كما أن الكثير من المهن مفتوحة أمام تخصصات مختلفة مثل التسويق والمبيعات، والتي يشغلها الكثير ممن درسوا الاقتصاد والمحاسبة والفيزياء والهندسة، لذا فالطلاب ليسوا عالقين أو مقيدين بمسار واحد.
قال عبد الرحمن عمر، خِريج قسم الفيزياء بالجامعة، أنه يعمل حاليًا في إدارة الأعمال لشركة العائلة لأنه لم يتمكن من العثور على وظيفة تناسب مجال تخصصه بعد تخرجه، لذا بدأ العمل مع والده حتى يجد وظيفة في مجاله، ولكن بعد فترة من الوقت لاحظ أنه يستمتع بالوظيفة ويجيدها، فتحدث إلى والده بشأن الحصول على وظيفة دائمة ووافق الأخير على ذلك.
في هذا السياق، شاركت عوض تجربتها الخاصة مع القافلة، حيث تحدثت عن دراستها للهندسة الميكانيكية في الجامعة واكتشافها حب التدريس عندما كانت تعمل معيدةً لأحد أساتذتها.
قالت عوض: “بالرغم من رغبتي أن أصبح مهندسة، إلا أنني وجدت عملًا أحببته أكثر وهو مساعدة الناس ودعمهم، وهذا ما جعلني أتخذ قراري بعدم العمل كمهندسة؛ لذا عملت في التعليم المدرسي لمدة أربعة عشر عامًا قبل عودتي إلى الجامعة الأمريكية والانضمام إلى مركز التوظيف حيث بدأت عملي كمستشارة وظيفية هناك، ومازلت في الجامعة منذ ٢١ عامًا”.
مها بالي، أستاذ ممارس مساعد في مركز التعلم والتدريس وخريجة علوم الكمبيوتر بالجامعة، أوضحت أنها رغبت في العمل على تحسين التعليم منذ صغرها عندما رأت مدى سوء نظام التعليم في مصر، فكانت تتطوع أثناء دراستها لتدريس اللغة الإنجليزية للعاملين بالجامعة واستمتعت بذلك كثيرًا.
قالت بالي: “عندما نصحني أحد الأصدقاء بقراءة كتاب ستيفن كوفي الذي يحمل عنوان (الأشياء الأولى أولًا) أدركت أن العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات لن يساعدني على تحقيق مهمتي، لذلك التحقت بفصل علم النفس التربوي بالجامعة، ثم قدمت للحصول على درجة الماجستير وبعدها درجة الدكتوراه في التعليم، وقدمت طلبًا للحصول على وظيفة في مركز التعلُم، ومازلت أعمل هنا منذ عام ٢٠٠٣، ولكنني لن أعود أبدًا إلى علوم الكمبيوتر لأن التعليم هو شغفي وأشعر أن العالم يحتاج إليه وأنا بإمكاني المساعدة”.
قالت فاطمة عيسى، خريجة كلية الإعلام والتسويق وحاصلة على تخصص فرعي في إدارة الأعمال، أنها لم ترِد العمل بمجال تسويق المبيعات لذلك عملت في وكالة تسويق رقمي لتساعد في تصوير أفلام وإعلانات بعض العلامات التجارية، وأحبت العمل لكنها كانت تفتقر إلى معرفة المهارات اللازمة للتصوير، لذلك انضمت بعدها إلى برنامج الماجستير في مركز كمال أدهم للصحافة التلفزيونية والرقمية وهناك تعلمت الكثير عن مجال الإنتاج.
قالت عيسى: “الآن أشغل وظيفة مديرة العلاقات العامة والفعاليات، واتطوع لتغطية الأخبار كلما تسنت لي الفرصة لأنني تعلمت كيفية استخدام الكاميرا وكتابة النص وتحرير الفيديو، وبعد عام واحد من هذا التحول، أستطيع القول أنني أستمتع بتخصصي أكثر لأنه وسّع آفاقي إلى العديد من المجالات المختلفة التي يمكنني العمل بها، وأطلق العنان لإمكانيات خفية بداخلي لم أكن أعلم بها”.
ريم نافع، خريجة كلية الإعلام ومحاضر بقسم الصحافة، بدأت رحلتها في التدريس عندما كانت تساعد أطفالها وأصدقائهم في دراستهم، وبالرغم من حبها للصحافة، إلا أنها أعطت الأولوية لعائلتها ، واختارت التدريس لأنه الطريقة الوحيدة للبقاء على اتصال بالصحافة.
أوضحت نافع: “أحيانًا أتمنى أن أعود صحفيةً مرة أخرى لأنني أفتقد الإثارة والسفر، ولكن مع تقدمي في العمر أدرك أنه علي التنازل عن بعض الأمور للوصول إلى حياة متوازنة، ولكنني ممتنة لحياتي الآن حيث التقي بأشخاص جُدد كل يوم، وطلابي يصبحون أصدقائي بعد كل فصل دراسي، هذه نعمة تجعلني أفهم أنه يمكن اكتساب خبرات جديدة من خلال كوني مُعلمةً أيضًا”.