تحديات طلاب المنح بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
تقرير: دارين هاني
تصوير: جومانة لبيب
تمنح الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالتعاون مع العديد من الجهات الخارجية، عددًا من المنح الدراسية للطلاب الغير قادرين على توفير التمويل الكافي لتحقيق أحلامهم بالالتحاق بواحدة من أفضل الجامعات على مستوى العالم العربي، لكن مع تحقيق هذا الحلم يأتي ثمن غير مادي يدفعه طلاب المنح.
تقدم الجامعة حوالي تسعين منحة سنويًا إذ تتيح فرصة التقديم بالجامعة مع تغطية كامل المصاريف مثل السكن، والمواصلات وتكاليف الكتب في بعض الحالات، كما أن هناك منح أخرى توفر تخفيضًا في الرسوم الدراسية.
تشترط بعض الجهات المتبرعة شروط خاصة للحصول على منحة كاملة بالجامعة على غرار التفوق الأكاديمي في المرحلة الثانوية والإنجازات الثقافية أو الرياضية والاندماج المجتمعي وغيرها.
في بعض الأحيان تكون شروط الحصول على المنح التي تفرضها الجهة المانحة بحد ذاتها مقيّدة للطلاب، مثل الحفاظ على معدّل تراكمي معين بحد أدنى، أو الانضمام لنشاطات تحددها الجهة، أو الانضمام لفريق الجامعة إذا كانت المنحة رياضية؛ مما يضع الطلاب تحت ضغط نفسي شديد وقد يصل الأمر إلى الحيلولة دون الاستمتاع بتجربة جامعية صحية وفريدة.
علّق على الموضوع عمر المخلافي، الطالب بالسنة الثانية: “أشعر أن طلاب المنح في صراع مستمر للوصول إلى متطلبات المنحة المعنية، منذ لحظة حصول الطالب عليها يعيش في سباق يجعله يفكر باستمرار في كيفية الوصول إلى أفضل المراتب حتى يحافظ على منحته”.
من بين المشاكل الأخرى التي يواجهها طلاب المنح هي مسألة المصروف الشخصي الشهري الذي توفره بعض الجهات المانحة، فمع زيادة الأسعار والتعويم المفاجئ للجنيه المصري، يجد الطلاب المستفيدون أنفسهم كل شهر في صراع نفسي من أجل تأمين احتياجاتهم الأساسية خصوصًا عند إقامتهم في منطقة القاهرة الجديدة حيث يرتفع سعر السلع والخدمات مقارنة بالمناطق الأخرى.
أوضح المخلافي: “المرتب الشهري الذي توفره المنحة ضئيل جدًا، وتقريبًا من المستحيل تغطية مصاريف شهر كامل، خصوصًا مع زيادة الأسعار بهذا الشكل المفاجئ”.
إضافةً لكل ما سبق، يواجه طلاب المنح تحديات كبيرة في التأقلم مع مجتمع الجامعة الذي قد يعتبره البعض مجتمعًا مرفّهًا بسبب أن بعض الطلبة ينتمون لطبقة اجتماعية مختلفة.
يشعر بعض الطلاب المستفيدين من المنح أنهم يتعرضون للتمييز من قبل زملائهم بالجامعة بسبب اختلاف قدراتهم المادية ونشأتهم في بلدان أخرى أو بمحافظات مختلفة عن العاصمة أو القاهرة الكبرى.
قالت حبيبة إسماعيل، الطالبة بقسم الاقتصاد بسنتها الأخيرة: “قد لا أشعر بالعنصرية من زملائي، لكنني قد أشعر بأنّي مختلفة عن معظم الطلاب بالجامعة، ورغم أنني لم أواجه تلك المشكلة شخصيًا، لكنّي عادة ما أراها وهي أن العديد من الطلاب الحاصلين على منح يواجهون صعوبة شديدة في التعرف على أشخاص جدد وتكوين الصداقات”.
تحرص الجامعة على أن يتم معاملة جميع الطلاب بها بدون عنصرية أو تمييز وفقًا لحالتهم المادية أو طبقتهم الاجتماعية، وأيضًا على احترام خصوصية الطلاب بخصوص حالتهم المادية.
قالت ماجدة فايق، المديرة التنفيذية لمكتب الشؤون المالية والمنح الدراسية أن “هيئة التدريس تعامل جميع الطلاب بعدل وإنصاف، فالشيء الوحيد الذي يحدد تقييم الطلاب هو أداؤهم الدراسي، ومن المفترض أن الحصول على منحة يدعو للفخر لأن الجامعة تقدر وتحترم هؤلاء الطلاب لجهودهم العظيمة التي أسفرت عن وجودهم في الجامعة”.
تعتبر الجامعة الأمريكية من أكثر الجامعات تنوعًا من حيث الخلفيات التعليمية الخاصة بالطلاب وجنسياتهم المتعددة مع تشجيعها لدراسة الفنون الليبرالية كنظام أساسي للجامعة، وهذه حقيقة تفخر بها الجامعة وتروّج لها من خلال منصاتها الإعلامية والإعلانية، وهو ما يساهم في رفع تقييمها في التصنيف الدولي العالمي للمؤسسات الأكاديمية، بالرغم من هذا فهي فرصة لا يستطيع جميع طلاب المنح التمتع بها والاستفادة منها خارج نطاق المواد التي تحددها المنحة.
تقوم بعض الجهات المانحة بتحديد التخصصات التي يمكن للطلاب الالتحاق بها٬ وهذا يضيق من نطاق اختياراتهم ويقلل فرصة التسجيل في بعض المواد التي يرغبون في دراستها.
أوضحت ملك مجدي، الطالبة بالسنة الثانية: “بسبب منحتي، لا أستطيع أن التحق بالكلية التي أفضل الدراسة فيها، ويجب علي أن آخذ تصريحًا من الجامعة قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بالمواد التي أسجلها مما يشعرني بنوع من التقييد”.
تُشكل المنح تحديا آخر للطلاب الذين يطمحون للسفر ببرنامج التبادل الطلابي، إذ يتوجب عليهم التكفل بعبء مصاريف السفر حالة قبولهم بالبرنامج.
أضافت مجدي: “لقد فوجئت عندما علمت أنه في حالة قبولنا ببرنامج التبادل الطلابي لن نستطيع الحصول على الراتب الشهري الذي تعطيه الجامعة، ولن تغطي المنحة تكاليف السفر من معيشة أو تذاكر الطيران، فالمنحة تغطي فقط مصاريف الجامعة”.