الأمن النسـائي في الجامعة .. خطـوة اسـتجابة لاحتياجات طالبـات الجامعة
تقرير: صمود عبد الهادي وحمزة عوض
تصميم: فريدة السرجاني
تقف منتصبةً بابتسامة مشرقة على وجهها، تقوم بإجراءات التفتيش الروتينية لدخول الطلاب إلى الجامعة، تتعاون مع زملائها في ساعات الصباح الباكر التي تشهد إقبالًا كثيفًا من الطلاب في مشهد لم يعتده طلاب الجامعة خلال السنوات الأخيرة، هكذا تبدأ منار أحمد، أحد أفراد طاقم الأمن النسائي وزميلاتها يومهن بالأمن في الجامعة.
يأتي قرار استعانة إدارة أمن الجامعة بعناصر نسائية بالتزامن مع قرارات أخرى ذات صلة، أبرزها رفع حظر النقاب داخل الجامعة والسماح بدخول الزوار للحرم الجامعي في إطار التخفيف من الإجراءات الاحترازية بشأن فيروس كورونا، وعودة الفعاليات والحفلات العامة للجمهور التي تنظم داخل أسوار الجامعة.
قال اللواء محمد عبيد، مدير الأمن بالجامعة، أن هذا القرار ليس جديدًا بالنسبة لإدارة الأمن، فقد كان لدى الأمن طاقم نسائي ضمن أفراد الجامعة الرسميين، إلا أنه خلال السنتين الأخيرتين تقلص عدد أفراد أمن الجامعة من النساء بسبب تقديم عدد منهن استقالتهن لظروف عائلية، وذهاب البعض الآخر في إجازات طويلة المدة وفق ما تحدده لوائح الجامعة لظروف الحمل والوضع والرضاعة؛ الأمر الذي دعا إدارة أمن الجامعة للاستعانة بعناصر أمن نسائية عبر شركات أمنية خاصة لسد هذا الفراغ.
أضاف عبيد: “عملية تعيين عناصر الأمن النسائي ليست بالمهمة السهلة خصوصاً أن العمل ضمن الأمن بالجامعة يتطلب معاييرًا خاصةً، أبرزها: وجود خبرة سابقة في العمل، واليقظة، والحس الأمني العالي، والمستوىً الجيد في اللغة الانجليزية، واللباقة، والمرونة في التعامل مع الطلاب على وجه الخصوص وبقية أعضاء مجتمع الجامعة بشكل عام.
يختار المكتب عناصر الأمن النسائي الحالية عبر سلسلة من المقابلات والاختبارات والتدريبات على نظام وسياسات الأمن الخاصة بالجامعة، وستشهد الفترة القادمة انشارًا أوسع لعناصر الأمن النسائي في كافة البوابات بالإضافة إلى ساحات وممرات الجامعة.
من خلال استطلاعنا رأي الطلاب في إعادة تفعيل تواجد العنصر الأمني النسائي، لمسنا ترحيبًا واسعًا بهذه الخطوة من الجنسين، إذ تقول الطالبة جنى أسامة: “إن وجود النساء ضمن الأمن بالجامعة سيوفر لهن فرصة عمل جديدة غير المتعارف عليها اجتماعيًا، كما أن هذه الخطوة ستشجع الطالبات على الإبلاغ عن أي حادثة تحرش قد تحدث معهن لعناصر الأمن النسائي والتي قد يترددن في الإخبار عنها إذا كان فرد الأمن من الرجال.”
فيما أكد عبدالرحمن هاني، طالب بالسنة الثالثة تخصص إدارة الأعمال، تأييده لهذه الخطوة على مختلف الجوانب إذ يرى أن أي موقع عمل يجب أن تتساوى فيه نسبة النساء والرجال، “لست مقتنع بفكرة وجود عمل مخصص لجنس دون آخر؛ فأي عمل يمكن أن يقوم به أي من الجنسين مهما كان هذا العمل في المجال الأمني أو غيره”.
أضافت هناء عبد الغفار، مسؤولة التسويق في المبادرة النسوية “هيَ” بالجامعة، “هذه الخطوة مهمة لأعضاء مجتمع الجامعة من النساء اللاتي يرتدين النقاب، خاصة مع عدم شعورهن بالارتياح عند كشف وجوههن أثناء دخولهن إلى الحرم الجامعي إذا كان فرد الأمن من الرجال، فهذا القرار مبادرة عظيمة لتعزيز الشعور بالأمان والراحة لأعضاء مجتمع الجامعة.”
في لقائنا مع عناصر الأمن النسائي، سألناهن عن انطباعهن الأول في تجربة العمل الأمني بالجامعة خلال الأسبوع الأول من الدراسة، عبرت منار أحمد عن سعادتها بمستوى التعامل الراقي الذي تجده في الجامعة سواء من قبل الإدارة أو الطلاب، وأضافت منار أن مهامهن تتمثل في تفتيش حقائب الإناث والذكور على حدٍ سواء عبر جهاز الكشف، إلا أن مطابقة صورة الهوية الجامعية مع وجه الطالبة المنتقبة توكل إليهن فقط.
وعن تقبل زملائهم، من افراد الأمن الرجال لتواجدهن، قالت منار: “لقد وجدنا ترحيبًا كاملًا من قبل زملائنا الرجال لنكون معهم في نفس المهمة، بل على العكس فهم يحتاجون إلينا كثيرًا في المسائل المتعلقة بشئون الطالبات الأمنية خاصة المنقبات منهن.”