سيدات مصر: شكر وتقدير
كتبت: رشا علام
مستشارة القسم العربي للقافلة
تمثل المرأة المصرية 49٬5 ٪ من المجتمع المصري٬ فيمكننا القول أنها بالفعل نصف المجتمع.. ولطالما لعبت المرأة المصرية دورًا فعالًا على جميع الأصعدة . وعلى مر التاريخ وعبر العصور كان ومازال للمرأة دور مؤثر فى جميع الأوقات الهامة والفارقة – وإذا نظرنا إلى دور المرأة في العصر الحديث وبالأخص منذ بداية ثورة 1919 نجد أنها لعبت دورًا محوريًا فى توعية نساء وطنها بأهمية دورهن وضرورة مشاركتهن فى الحياة السياسية. وكانت تلك المرة الأولى التي تشارك فيها المرأة في المظاهرات واقفة بشموخ تنادي باستقلال وطنها ضد الاحتلال – وفي ذلك الوقت كان هناك نماذج نسائية تقود تلك الحملات مثل هدى شعراوي وصفيه زغلول٬ حيث تعتبر هدى شعراوي أول من قادت مظاهرة نسائية وأول رئيسة للاتحاد المصري النسائي. وفى يناير 1956 أخذت المرأة المصرية حقها في الترشح والتصويت في الانتخابات وفى شهر يوليو من نفس العام تم انتخاب المرأة في البرلمان لأول مرة .
وشهد عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر٬ تولي حكمت أبو زيد لمنصب وزيرة للشئون الاجتماعية فى سبتمبر 1962 وبذلك تكون أول سيدة تتولى حقيبة وزارية في مصر، وتكون هي من مدت الطريق لباقي النساء ليحلمن بتولى مناصب قيادية وحمل حقائب وزارية. حيث ارتفعت نسبة تمثيل المرأة المصرية في المناصب القيادية ومراكز صنع القرار حتي بلغت النسبة 24.2 في عام 2020.وبالفعل تضم الحكومة المصرية الحالية عدد كبير من السيدات يترأسن وزارات هامة ومؤثرة مثل التعاون الدولي والاستثمار والبيئة والثقافة وغيرها… وهذا إيمانًا وثقة بدور المرأة وقدرتها على القيادة الرشيدة والفعالة.
استمرت المرأة المصرية في المطالبة بحقوقها، ففي عهد الرئيس أنور السادات زادت كوتة المرأة في البرلمان ليصبح تمثيلها من 8 مقاعد إلى 35 مقعد من مجموع 392. وشهد عهد الرئيس حسنى مبارك إنشاء المجلس القومي للمرأة كمؤسسة مستقلة تابعة لرئاسة الجمهورية ومنوطه بتمكين المرأة المصرية. وكان للمجلس دور فعال مؤخرًا فى مقاومة ظاهرة التحرش ومطالبة مؤسسات الدولة بالتضافر والتعاون للحد من هذه الظاهرة ومقاومتها بشتى الطرق . وفى عام 2011 شاركت المرأة في الثورة وكان لها دور كبير فى العملية الانتخابية سواء بالترشيح أو التصويت. وفى عام 2019 أقر مجلس النواب تعديلات دستورية تضمنت زيادة حصة المرأة إلى 25% من مقاعد البرلمان أي 160 مقعد.
حققت المرأة المصرية ذاتها في شتى المجالات٬ وأثبتت بجدارة قدرتها على تحمل مسئوليتها الأسرية والعملية. لم تحقق المرأة تلك النجاحات بين عشية وضحاها ولكنها قاومت الكثير من التحديات وصبرت على العديد من الضغوطات. وفى هذا العدد نسلط الضوء على نماذج نسائية فى شتى المجالات ونتناول كثير من الصعوبات والتحديات التي مازالت تحتاج جهود واستمرارية لإزالتها – نتحدث عن النجاحات والتحديات…عن الفرص والمخاوف… نتحدث عن المثابرة… نتحدث عن الأمل…..نتحدث عن المرأة المصرية.