العنف ضد المرأة في الإعلام المصري
تقرير: ليلة عبد اللطيف
@leilayasser101
تلعب المرأة دورًا هامًا وفعَالًا في المجتمع المصري خاصًة في المنظومة الأسرية حيث تلعب دور ربَة الأسرة ومصدر للدخل في بعض الأحيان. فيختلف دور المرأة حسب البيئة الاجتماعية ولكن للأسف، ما زالت أشكال العنف ضد المرأة تمارس في الكثير من الأحيان. ولذلك يعتبر الإعلام سلاح ذو حدَين إما في نشر الوعي لحماية المرأة أو التحريض على تعنيفها.
انتقد الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الخميس الموافق ٢٤ مارس صُنَاع الأفلام والمسلسلات المصرية التي تحتوي على مشاهد محرضَة علي العنف ضد المرأة سواءً كانت في الشارع أو في المنزل. كما أشاد أن الإبداع ليس له أي علاقة بوجود مشاهد تحرض على العنف والمعاملة السيئة للمرأة. جاء هذا التصريح كجزء من احتفالية تكريم المرأة المصرية.
مع اقتراب شهر رمضان الكريم، يبدأ الحديث مرة أخرى عن المسلسلات الدرامية وكيفية معالجتها لشتى القضايا في المجتمع المصري. تتسابق المسلسلات الرمضانية كل عام لحصد أكبر عدد من المشاهدات على اختلاف محتواها وجمهورها المستهدف ؛على سبيل المثال، تستهدف بعض المسلسلات قصة البطل الشعبي في الحارة المصرية وأخرى تسلط الضوء على قضايا الأسرة المصرية كالمشاكل الزوجية أو علاقة الآباء بأبنائهم. وهنا نسأل، أين المرأة في كل هذا؟
عادةً ما نجد المحتوى الفني محرضًا على العنف ضد المرأة بشكل أو بآخر خاصة في المسلسلات الدرامية حيث يستخدم العنف كجزء من دعم الحبكة الدرامية. وفي العادة، تُبرر هذه الخيارات الفنية بنسخ واقع الحياة في المجتمع المصري بإيجابياته وسلبياته.
قالت سمر عبد العال، أستاذة بقسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة للقافلة «هناك فرق كبير بين إظهار الواقع وتمجِيد عيوبه؛ لذلك على صناع المسلسلات الرمضانية ابتكار محتوى يناقش قضايا المجتمع بطريقة بناءة ناشرة للوعي».
وأضافت عبد العال أنه إذا تم مناقشة قضايا مجتمعية كالعنف ضد المرأة بشكل خاطئ يصبح المحتوى وسيلة خطيرة لإعادة تكرار النماذج السلبية والتحريض عليها.
على سبيل المثال، المسلسلات التي تناقش الحياة في المناطق الشعبية المصرية قد تقع في خطأ تمجيد الفوضى والعنف والتغاضي عن الأمثلة الملهمة والإيجابية كحب الجيران لبعضهم البعض والتماسك الذي نجده بين أهالي هذه المناطق.
رغم انتشار العنف في العديد من المسلسلات الرمضانية، صرَحت عبد العال قائلة «هناك عدد من المنتجين-أي نعم ضئيل- الذين يعارضون استخدام العنف في المحتوى الدرامي كوسيلة لزيادة عدد المشاهدات».
أكدت عبد العال على أهمية تسليط الضوء على القضايا المجتمعية بشكل لائق يساعد المشاهدين على فهم المشاكل وإيجاد حلول لها.مشيرةٌ إلى مسلسل «الطاووس» الذي عُرض في الموسم الرمضاني السابق، أضافت عبد العال أنه بالرغم من رغبة الرقابة في إنهاء عرض المسلسل بسبب مناقشته لقضية اغتصاب مستوحاة من الواقع، إلا أن الجمهور أراد من القنوات التليفزيونية أن تستمر في عرضه.
قالت عبد العال للقافلة «في هذه الحالة نجد الجمهور مشجع للمحتوى الهادف على الرغم من حساسية الموضوع- نحتاج لرؤية الواقع ولكن بمعالجة درامية صحيحة».
وعلى نفس المنوال، قالت دينا التركي أستاذة بقسم علم النفس بالجامعة، «يلعب الإعلام المصري دورًا كبيرًا في تشكيل المجتمع وتأكيد الأنماط السلوكية في ما يخص التعامل مع المرأة؛ لحسن الحظ، هناك العديد من التغييرات الإيجابية في المحتوى وخاصة المتعلقة بقضايا المرأة المصرية».
وعلقَت التركي على دور أخصائي علم النفس في مناقشة المحتوى الدرامي مع صناعّه لإيجاد طرق صحيحة وصحية لمناقشة المواضيع الحساسة كالعنف الأسري وتعنيف المرأة.
وفي ملاحظة مماثلة، قالت ندى الكوني أستاذة بقسم العلوم الاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، «يشكل الإعلام عاملًا مهمًا في تأكيد الصور النمطية السلبية باستخدام الطرق البسيطة كالنكات والتعبيرات الدارجة التي تحرض بشكل أو بآخر على عدم المساواة بين الجنسين والعنف ضد المرأة».
ومع ذلك، أضافت الكوني أن وسائل التواصل الاجتماعي كتطبيق «إنستجرام» تلعب دورًا فعَالًا في كسر الصور النمطية فيما يخص قضايا المرأة، فهذه الوسائل تتميز بأنها أقرب للشباب والأجيال الصاعدة مما يجعلها مهمة في رفع الوعي.
وفي هذا الصدد، عبرت ندى شوقي، طالبة في قسم التسويق في السنة الثالثة، عن رأيها في دور الإعلام ومناقشته لقضايا المرأة والمجتمع المصري بشكل لائق قائلة، «لا أستطيع أن أعمم أن المحتوى الإعلامي والدرامي يحرض على العنف ضد المرأة؛ على سبيل المثال، شاهدت مسلسل «لعبة نيوتن» في رمضان الماضي حيث تعرضت بطلة القصة لمحاولة اغتصاب زوجي ولم يتقبل باقي شخصيات المسلسل هذا الفعل المهين. يمكنني القول أن المسلسل كان يهدف إلى تسليط الضوء على هذه القضية المهمة بشكل لائق لزيادة الوعي».
على عكس شوقي، أعرب عبد الله ناصف، طالب بقسم السياسة في السنة الثالثة، عن رأيه بخصوص تحريض الإعلام المصري على العنف ضد المرأة بأنه يكرر النماذج السلبية في المجتمع خاصةً في ما يخص انتهاك حقوق المرأة.
وأضاف ناصف أن القانون المصري في الأساس لا يتعامل مع العنف الأُسري بشكل صارم مما يجعل رسائل الإعلام السلبية أخطر.